جرّد تنظيم "الدولة الإسلامية"، (داعش)، قياداته العراقية في محافظة الأنبار من صلاحياتهم، بعد الخلافات التي نشبت داخل صفوف التنظيم يوم السبت الماضي، كما علمت "العربي الجديد".
وكشف مصدر أمني مطّلع في المحافظة، لـ"العربي الجديد"، أن انقساماً حاداً وقع بين القيادات العراقية والأجنبية للتنظيم بعد القتال الذي شهدته مدينة القائم الحدودية مع سورية بسبب إعدام أحد زعماء القبائل، ما أدى لانشقاق العشرات من أفراد عشيرته المنضوين في تنظيم "داعش" ودخولهم في قتال مع الزعماء الأجانب أوقع 36 بين قتيل وجريح، وهو أول خلاف كبير من نوعه داخل التنظيم يؤدي إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوفه.
وأوضح المصدر أن التنظيم أعاد توزيع انتشار مسلحيه في مدن القائم وراوه وعانة وهيت والفلوجة والكرمة، وبدّل أمراء المجموعات بعد استقدام المئات من المقاتلين من الجانب السوري، وهم من العرب والأجانب، موضحاً أن "داعش" أقصى عناصره العراقيين من تولي أي مسؤولية قيادية ميدانية بسبب ما حدث وخوفاً من الخيانة والانتقام لأقاربهم الذين سقطوا على أيدي التنظيم.
وأدى انشغال التنظيم بالاقتتال الداخلي إلى وقف هجماته المعتادة على باقي مدن الأنبار التي لا تزال عصية على مقاتليه.
وكشف قائممقام حديثة، عبد الحكيم الجغيفي، لـ"العربي الجديد"، أن الساعات الاخيرة لم تشهد أي هجمات على المدينة، مؤكداً سيطرة القوات الأمنية وأبناء العشائر على القضاء.
وأوضح الجغيفي أن الخلافات في صفوف هذا التنظيم أوقعت فيه قتلى وجرحى، آملاً "أن تستمر وتتسع".
وفي سياق متصل، شنّ تنظيم "داعش" حملة مداهمات وتفتيش في منطقة بادوش في الموصل، بحسب أحد شيوخ عشيرة اللهيب الذي أوضح، لـ"العربي الجديد"، أن عناصر التنظيم اعتقلوا 10 أشخاص كانوا يعملون معه وفروا قبل عدة أيام لرفضهم إقامة حدود وتعاليم التنظيم على أقاربهم.
وأوضح الشيخ، الذي رفض الكشف عن هويته، أن حملة الاعتقالات شملت أيضاً أربعة من شيوخ عشيرة اللهيب الذين احتُجزوا في منازلهم بعد إخضاعهم للإقامة الجبرية.
وساد الارباك صفوف "داعش" خلال الأيام الاخيرة بسبب عدم الثقة بالكثير من عناصره، بعد كشفه عن محاولة انقلاب خطط لها أربعة من عناصره تم إعدامهم بعد اكتشاف أمرهم. وقال التنظيم إنه أعدم في وقت سابق خلية من "الغلاة" مكوّنة من 50 شخصاً، وقتل 100 من مقاتليه الأجانب حاولوا الفرار من ساحات القتال.