يشير تقدّم مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، في مدينة الحسكة، شمالي شرق سورية، إلى أن المعركة ذاهبة باتجاه سيطرة التنظيم على الجزء التابع للنظام السوري من مدينة الحسكة بسهولة، لتتحوّل المعركة إلى حرب شوارع في الأحياء الشمالية والشمالية الغربية التي تسيطر عليها "وحدات حماية الشعب" الكردية، مع ترجيح أن تستعيد القوات الكردية كامل المدينة من التنظيم، لتصبح مدينة الحسكة تحت سيطرة "وحدات حماية الشعب"، وذلك عبر غطاء جوي من قوات التحالف الدولي لمحاربة "داعش" في تكرار للسيناريو نفسه الذي تنتهي إليه المواجهات بين "داعش" وأي فصيل ضمن مناطق تواجد "وحدات حماية الشعب" المدعومة بقوة من قوات التحالف الدولي.
فقد سيطر مقاتلو "داعش"، يوم أمس الخميس، على عدة أحياء داخل مدينة الحسكة، وذلك بعد أن شنوا هجوماً مباغتاً على المدينة من الجهة الغربية. وقال الصحافي مجيد محمد، لـ"العربي الجديد"، إن الهجوم "بدأ في ساعة متأخرة ليل أول أمس، واستهدف بداية حي النشوة الذي تسيطر عليه مليشيا الدفاع الوطني وكتائب البعث"، مؤكداً "سيطرة التنظيم على حي النشوة الشرقية وفرع الأمن الجنائي ومؤسسة الكهرباء ومناطق أخرى قريبة بعد انسحاب قوات النظام منها".
وأدت المعارك إلى موجة نزوح كبيرة باتجاه أحياء الصالحية والعزيزية وتل حجر والمفتي، ذات الأغلبية الكردية والتي تسيطر عليها "وحدات حماية الشعب"، بالإضافة إلى النزوح نحو مدن الدرباسية وعامودا والقامشلي خوفاً من امتداد المعارك للأحياء الكردية.
ومن المرجّح أن تتصاعد وتيرة موجات النزوح مع تقدّم المعارك باتجاه المناطق ذات الغالبية الكردية، إذ تتحوّل المعركة في تلك الأحياء إلى معركة وجود مع "داعش"، فلا يمكن أن يبقى أي كردي ضمن المناطق التي قد يتقدّم فيها التنظيم، الأمر الذي قد يؤدي إلى موجات نزوح قد تكون الأكبر منذ بداية الثورة السورية بسبب عدد السكان الكبير في مدينة الحسكة، والذي يقارب الـ800 ألف نسمة، وبسبب الهدوء النسبي الذي كانت تتمتع به المدينة ما جعلها نقطة استقطاب للنازحين من المناطق الأخرى.
وقال الناشط الإعلامي علي الحريث، لـ"العربي الجديد"، إن تنظيم "داعش" اعتمد في هجومه السريع، على المقاتلين الإنغماسيين الذين خلقوا فوضى في المدينة أربكت قوات النظام، مؤكداً سيطرة التنظيم نتيجة المعارك، على مناطق حي النشوة الغربية، النشوة الشرقية، النشوة شريعة، حي الليلية، النشوة فيلات، السكن الشبابي، كلية الآداب.
ويأتي هجوم "داعش"، يوم أمس، بعد يومين من تنفيذه هجمات بشاحنات مفخخة ومقاتلين انتحاريين، استهدف من خلالها مواقع عسكرية وأمنية للنظام وللوحدات الكردية في الحسكة، والتي كانت تشهد، منذ مساء الثلاثاء، استنفاراً أمنياً على خلفية تلك التفجيرات التي أوقعت عشرات القتلى والجرحى.
وكان التنظيم شنّ عدة هجمات في السابق على المدينة من جهة فوج الميلبية ومناطق يسيطر عليها جنوبي المدينة، فيما جاء الهجوم هذه المرة، من جهة جبل عبد العزيز، غربي المدينة.
اقرأ أيضاً: "داعش" يحقق مكاسب بالحسكة ويتكبّد خسائر في القلمون
وتبدو قوات النظام في مدينة الحسكة في أسوأ حالاتها، إذ تعاني من ضعف في تسليحها وانقطاع خطوط إمدادها، كما تعاني من مشاكل أمنية مع "وحدات حماية الشعب" التي يبدو أنها تستغل معركة النظام مع "داعش" كما تستغل الغطاء الجوي للتحالف في التخلص من الجميع وفرض سيطرتها على المدينة.
وبالنسبة لـ"داعش"، فتُشكّل سيطرته على المدينة أو الجزء الأكبر منها انتصاراً إعلامياً كبيراً له يغطي على خسارته في تل أبيض وعين عيسى، وعلى الرغم من ترجيح أن يكون هذا الانتصار مؤقتاً، إلا أنه يُمكّن التنظيم من رفع معنويات عناصره بعد سلسلة الخسارات التي مني بها في المنطقة.
وتقع مدينة الحسكة أقصى شمال شرق سورية، وتبعد عن العاصمة نحو 700 كيلومتر، ويسيطر النظام السوري على الأحياء العربية فيها، بينما تسيطر "وحدات حماية الشعب" على الأحياء الشمالية والشمالية الغربية ذات الغالبية الكردية، إذ يشكل الأكراد نحو ربع سكان المدينة، فيما بقية السكان هم من العرب السنّة مع وجود أقلية مسيحية صغيرة.
ويبدو أن الهجوم المفاجئ الذي شنّه عناصر من تنظيم "داعش" على مدينة عين العرب في ريف حلب الشمالي بالقرب من الحدود التركية، فجر أمس، والذي تسبب بمقتل أكثر من خمسين شخصاً وجرح العشرات من قوات "وحدات حماية الشعب" الكردية والمدنيين من أبناء المدينة، لا يدخل ضمن خطة لاستعادة السيطرة على المدينة أو الحصول على مناطق سيطرة هناك، وإنما يأتي في سياق رد فعل انتقامي على تراجع التنظيم أمام "وحدات حماية الشعب"، ومن أجل زعزعة الثقة بقدرة هذه الوحدات على حماية حاضنتها الشعبية وبث الرعب في صفوف هذه الحاضنة وإثبات عدم قدرة القوات الكردية على حماية المناطق التي تسيطر عليها.
وقال الناشط الإعلامي باران مسكو، لـ"العربي الجديد"، إن "داعش فجّر خمس سيارات منذ صباح أمس داخل المدينة"، مؤكداً أن "الاشتباكات لا تزال مستمرة في بعض الأحياء، وتتركز غربي سوق الهال وعلى طول شارع 48 وصولاً إلى حي المكتلة، شرقي المدينة"، مشدداً على أن "عناصر داعش يتحصنون داخل مستشفى مشتى نور".
وأضاف مسكو الموجود في مدينة عين العرب، أن الناشطين هناك وثّقوا "مقتل 51 شخصاً وعشرات الجرحى نتيجة هجوم داعش" الذي استهدف المدينة، وطال كذلك قرية برخ بوطان الواقعة جنوب عين العرب بنحو 30 كيلومتراً. وقال إن "وحدات حماية الشعب" الكردية، "اكتشفت بعد استعادة سيطرتها على برخ بوطان نحو عشرين جثة لمدنيين، بينهم طفل، قتلهم عناصر داعش قبل انسحابهم".
وكانت عين العرب قد شهدت معارك عنيفة امتدت لأكثر من أربعة أشهر، بين مقاتلي "داعش" و"وحدات حماية الشعب" الكردية، المدعومة بغطاء جوي من طيران التحالف، والذي شن مئات الهجمات الجوية، قبل أن تتمكن الوحدات الكردية من بسط سيطرتها على كافة أحياء المدينة في يناير/ كانون الثاني الماضي.
اقرأ أيضاً: "داعش" يعزّز مواقعه بالرقة واستنفار في الحسكة
وأدت المعارك إلى موجة نزوح كبيرة باتجاه أحياء الصالحية والعزيزية وتل حجر والمفتي، ذات الأغلبية الكردية والتي تسيطر عليها "وحدات حماية الشعب"، بالإضافة إلى النزوح نحو مدن الدرباسية وعامودا والقامشلي خوفاً من امتداد المعارك للأحياء الكردية.
ومن المرجّح أن تتصاعد وتيرة موجات النزوح مع تقدّم المعارك باتجاه المناطق ذات الغالبية الكردية، إذ تتحوّل المعركة في تلك الأحياء إلى معركة وجود مع "داعش"، فلا يمكن أن يبقى أي كردي ضمن المناطق التي قد يتقدّم فيها التنظيم، الأمر الذي قد يؤدي إلى موجات نزوح قد تكون الأكبر منذ بداية الثورة السورية بسبب عدد السكان الكبير في مدينة الحسكة، والذي يقارب الـ800 ألف نسمة، وبسبب الهدوء النسبي الذي كانت تتمتع به المدينة ما جعلها نقطة استقطاب للنازحين من المناطق الأخرى.
وقال الناشط الإعلامي علي الحريث، لـ"العربي الجديد"، إن تنظيم "داعش" اعتمد في هجومه السريع، على المقاتلين الإنغماسيين الذين خلقوا فوضى في المدينة أربكت قوات النظام، مؤكداً سيطرة التنظيم نتيجة المعارك، على مناطق حي النشوة الغربية، النشوة الشرقية، النشوة شريعة، حي الليلية، النشوة فيلات، السكن الشبابي، كلية الآداب.
ويأتي هجوم "داعش"، يوم أمس، بعد يومين من تنفيذه هجمات بشاحنات مفخخة ومقاتلين انتحاريين، استهدف من خلالها مواقع عسكرية وأمنية للنظام وللوحدات الكردية في الحسكة، والتي كانت تشهد، منذ مساء الثلاثاء، استنفاراً أمنياً على خلفية تلك التفجيرات التي أوقعت عشرات القتلى والجرحى.
وكان التنظيم شنّ عدة هجمات في السابق على المدينة من جهة فوج الميلبية ومناطق يسيطر عليها جنوبي المدينة، فيما جاء الهجوم هذه المرة، من جهة جبل عبد العزيز، غربي المدينة.
اقرأ أيضاً: "داعش" يحقق مكاسب بالحسكة ويتكبّد خسائر في القلمون
وتبدو قوات النظام في مدينة الحسكة في أسوأ حالاتها، إذ تعاني من ضعف في تسليحها وانقطاع خطوط إمدادها، كما تعاني من مشاكل أمنية مع "وحدات حماية الشعب" التي يبدو أنها تستغل معركة النظام مع "داعش" كما تستغل الغطاء الجوي للتحالف في التخلص من الجميع وفرض سيطرتها على المدينة.
وبالنسبة لـ"داعش"، فتُشكّل سيطرته على المدينة أو الجزء الأكبر منها انتصاراً إعلامياً كبيراً له يغطي على خسارته في تل أبيض وعين عيسى، وعلى الرغم من ترجيح أن يكون هذا الانتصار مؤقتاً، إلا أنه يُمكّن التنظيم من رفع معنويات عناصره بعد سلسلة الخسارات التي مني بها في المنطقة.
وتقع مدينة الحسكة أقصى شمال شرق سورية، وتبعد عن العاصمة نحو 700 كيلومتر، ويسيطر النظام السوري على الأحياء العربية فيها، بينما تسيطر "وحدات حماية الشعب" على الأحياء الشمالية والشمالية الغربية ذات الغالبية الكردية، إذ يشكل الأكراد نحو ربع سكان المدينة، فيما بقية السكان هم من العرب السنّة مع وجود أقلية مسيحية صغيرة.
وقال الناشط الإعلامي باران مسكو، لـ"العربي الجديد"، إن "داعش فجّر خمس سيارات منذ صباح أمس داخل المدينة"، مؤكداً أن "الاشتباكات لا تزال مستمرة في بعض الأحياء، وتتركز غربي سوق الهال وعلى طول شارع 48 وصولاً إلى حي المكتلة، شرقي المدينة"، مشدداً على أن "عناصر داعش يتحصنون داخل مستشفى مشتى نور".
وأضاف مسكو الموجود في مدينة عين العرب، أن الناشطين هناك وثّقوا "مقتل 51 شخصاً وعشرات الجرحى نتيجة هجوم داعش" الذي استهدف المدينة، وطال كذلك قرية برخ بوطان الواقعة جنوب عين العرب بنحو 30 كيلومتراً. وقال إن "وحدات حماية الشعب" الكردية، "اكتشفت بعد استعادة سيطرتها على برخ بوطان نحو عشرين جثة لمدنيين، بينهم طفل، قتلهم عناصر داعش قبل انسحابهم".
وكانت عين العرب قد شهدت معارك عنيفة امتدت لأكثر من أربعة أشهر، بين مقاتلي "داعش" و"وحدات حماية الشعب" الكردية، المدعومة بغطاء جوي من طيران التحالف، والذي شن مئات الهجمات الجوية، قبل أن تتمكن الوحدات الكردية من بسط سيطرتها على كافة أحياء المدينة في يناير/ كانون الثاني الماضي.
اقرأ أيضاً: "داعش" يعزّز مواقعه بالرقة واستنفار في الحسكة