وكشف ناشطون من داخل المخيم أنّ "داعش" بدأ بسحب معظم مقاتليه منذ مساء الخميس، من النقاط التي سيطر عليها في مخيم اليرموك، وعاد إلى مقراته في منطقة الحجر الأسود، لكنه أقام متاريس عند شارع المدارس في الثلث الأخير من المخيم من جهة الحجر الأسود.
وأوضح المتحدث باسم "تجمّع ربيع الثورة"، جنوب دمشق، مطر إسماعيل، لـ"العربي الجديد"، أن المخيم يشهد حالة من الهدوء النسبي مع تواصل المناوشات بين قوات "أكناف بين المقدس" و"داعش" و"جبهة النصرة" التي تسيطر على أجزاء من المخيم.
ونشر "تجمّع ربيع الثورة" بياناً أوضح فيه أن كتائب "أكناف بيت المقدس" تمكّنت خلال تسعة أيام من الاشتباكات مع "داعش" و"النصرة"، من قتل نحو سبعين عنصراً من التنظيمين. ونقل البيان عن قيادي لم يسمّه في "أكناف بيت المقدس"، تصريحات عن خلافات حادّة بين "النصرة" و"داعش" حول مجريات معارك اليرموك، وانسحاب أعداد كبيرة من "داعش" إلى حي الحجر الأسود للبدء بتحصين تلك المنطقة تحسّباً لأي هجوم من قوات النظام. وتوعّد القيادي نفسه "جبهة النصرة" بأنها ستُسحق بعد أن وقعت في شر أعمالها بتورطها في القتال إلى جانب "داعش" في مخيم اليرموك، بحسب ما نقل "تجمّع ربيع الثورة".
وسحب تنظيم "داعش" قواته إلى منطقة الحجر الأسود المجاورة لليرموك وسلّم نقاط سيطرته لمقاتلي "النصرة" و"كتائب أحرار الشام" الموجودين في المخيم، في الوقت الذي تتواصل فيه عمليات القنص والاشتباكات المتقطعة بين "أكناف بيت المقدس" من جهة، وقوات "داعش" و"النصرة" من جهة ثانية، على محور الاشتباك قرب ثانوية اليرموك وشارعي المدارس والعروبة.
اقرأ أيضاً: سيناريوهات محدودة في مخيم اليرموك
وكانت وسائل إعلام سورية قريبة من النظام، قالت إن "الجيش السوري بدأ عملية ضد تنظيم داعش في الحجر الأسود"، مشيرة إلى أن عملية الجيش السوري "انطلقت من المنطقة المحاذية للحجر الأسود من الجهة الجنوبية، وقد دكت تجمعات ومقار التنظيم وكبدته خسائر فادحة".
يُذكر أن قوات من النظام السوري والمليشيات العراقية، تسيطر على المناطق الجنوبية في الحجر الأسود من جهة السبينة والبويضة، في إطار الحصار الذي تفرضه على منطقة جنوب دمشق.
في هذا الوقت، تواصل القصف العنيف للمخيم من طائرات ومدفعية النظام السوري، ما أدى لوقوع دمار كبير في مستشفى فلسطين والأبنية المحيطة به، بالإضافة إلى استهداف مناطق أخرى من المخيم، خصوصاً محيط ساحة الريجة، ليرتفع عدد الضحايا الفلسطينيين منذ دخول "داعش" إلى المخيم إلى 23 قتيلاً.
وكانت منظمة التحرير الفلسطينية رفضت بشكلٍ قاطع أي عمل عسكري في مخيم اليرموك، ودعت إلى اللجوء لوسائل أخرى. وقال أمين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة، ياسر عبد ربه: "لا نريد أن يصبح مخيم اليرموك ميدان نزاع عسكري".
كما أكدت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، حنان عشراوي، رفض منظمة التحرير أيّ حلٍّ عسكريٍّ في مخيم اليرموك، مشيرة، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إلى اتصالات تجريها المنظمة مع جهات عدة لعدم الزج بالمخيم في أي عمل عسكري من أي طرف.
يأتي ذلك بعد تصريحات أدلى بها مسؤول ملف اللاجئين الفلسطينيين في سورية، أحمد المجدلاني، في دمشق، تحدث فيها عن توافق فلسطيني على تفويض جيش النظام السوري للقيام بعمل عسكري في مخيم اليرموك ضد تنظيم "داعش".
من جهته، قال القيادي في الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة، المقرّبة من النظام السوري، بسام رجا، إنه في حال لم يصدر أي تصريح ينفي تصريح عبد ربه أو تكذيب بيان المنظمة الذي يصب في الاتجاه ذاته في اليرموك، "فهذا يعني أن منظمة التحرير شريكة مع داعش بذبح شعبنا".
اقرأ أيضاً: بان كي مون يحذر من مجزرة في مخيم اليرموك