استقدم تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) آلاف المقاتلين من سورية، فضلاً عن مئات آخرين من مناطق أخرى، غربي محافظة الأنبار، لاستعادة أجزاء فقدها في المعارك الأخيرة مع القوات الأمنية العراقية.
وأعلن نائب رئيس مجلس المحافظة، فالح العيساوي لـ"العربي الجديد" أنّ "التنظيم الإرهابي استعان بمقاتلين من سورية، ومناطق القائم وعنة وراوه، لاستعادة السيطرة على المناطق التي طرد منها في مدينة الرمادي، خلال الاشتباكات الأخيرة مع القوات العراقية وأبناء العشائر".
كذلك أشار إلى أنّ مسلحي "داعش"، يحاولون بين مدة وأخرى، شنّ هجومٍ بالسيارات المفخخة والهاونات والصواريخ، من أجل إيجاد ثغرةٍ للدخول إلى الرمادي من جديد، إلا أن هذه المحاولات فشلت لغاية الآن، بسبب إصرار القوات الأمنية المدعومة من أبناء العشائر، على تحرير المحافظة تماماً، من التنظيم الإرهابي.
إلى ذلك، أكد أحد شيوخ محافظة الأنبار، الشيخ عمر العلواني، في تصريحاتٍ صحافية أن تقدم "داعش" في المحافظة سببه وصول تعزيزات كبيرة من الجانب السوري، إضافةً إلى قلة العتاد لدى المقاتلين، من أبناء العشائر والقوات الأمنية، مشيراً إلى أن عناصر "داعش" يمتلكون أسلحة كثيرة، ولديهم قناصات أميركية وإسرائيلية الصنع، عكس المقاتلين الذي يدافعون عن المحافظة، ولا يمتلكون سوى الأسلحة التقليدية الخفيفة".
وحذّر من أنّ مدينة الفلوجة أصبحت ملاذاً آمنا لعناصر "داعش"، وقد تركتها القوات الأمنية لانشغالها بالقتال في مدينة الرمادي، مطالباً قوات الجيش وفصائل المقاومة والمتطوعين، بمحاصرة المدينة، وتحريرها من التنظيم.
اقرأ أيضاً: تقدّم أمنيّ في الرمادي والجيش يقصف الفلوجة
وفي سياقٍ متصل، دعا عضو مجلس محافظة الأنبار، فرحان محمد، الرئيس العراقي فؤاد معصوم، إلى التحرك لإنقاذ المحافظة من خطر الإرهاب، وقال في حديث لـ"العربي الجديد" إن "مجلس المحافظة وعشائر الأنبار، يناشدون رئيس الجمهورية التحرك والتدخل لإنقاذ الأنبار، وتوفير جميع متطلباتها واحتياجاتها، وخصوصاً في ما يتعلق بالأسلحة والأعتدة والذخيرة لقوات الشرطة ومقاتلي العشائر، فضلا عن إرسال قوات إضافية، لمنع سقوط المحافظة بيد "داعش".
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد أعلن مساء الأربعاء، خلال استعراضه للتطورات العسكرية في جلسة مجلس الوزراء، استيعاب جميع نازحي محافظة الانبار، وأنّ موجة النزوح انحسرت، مؤكدا أنّ بعض التصريحات المحبطة للعزيمة والتهويلات الإعلامية، أدّت إلى موجة النزوح الأخيرة.
في المقابل، طالب تحالف القوى العراقية، الذي يتزعمه نائب الرئيس العراقي، أسامة النجيفي العبادي بوضع خطة عسكرية شاملة في الأنبار، على غرار عملية محافظة صلاح الدين، وأكد عضو التحالف حيدر الملا لـ"العربي الجديد" أنّ "الأنبار التي تمثل ثلث مساحة العراق لها مكانة استراتيجية مهمة، وأنّ تحريرها سيسهم في طرد مسلحي التنظيم من جميع الاراضي العراقية، وفي مقدمتها محافظة نينوى".
اقرأ أيضاً: العراق: انطلاق عملية عسكرية لتحرير مناطق بالرمادي من "داعش"