يبدو أن تنظيم الدولة الإسلامية لم يغفل عن الوقت الذي سيحين فيه توجيه ضربات جوية لمواقعه ومعاقله. لذا لجأ التنظيم إلى تشييد شبكة من الأنفاق بسورية والعراق، لحماية أفراده وضمان تحركهم بكل حرية داخل الأراضي التي يسيطر عليها، بعيدا عن الضربات الجوية التي يقودها التحالف الدولي ضده، بحسب ما ذكر تقرير لمجلة "تايم الأميركية" اليوم الخميس.
ويوضح التقرير أن تنظيم "داعش" شيّد شبكة من الأنفاق، مزوّدة بأماكن للنوم، ومتصلة بشبكة الكهرباء، ومدعّمة كذلك بأكياس من الرمل لضمان عدم انهيار جدرانها. كما أضاف أنه عثر بداخلها على علب لذخائر أميركية الصنع، وأدوية ونسخ من القرآن كانت موضوعة على رفوف.
وحسب التقرير، فإن وكالة "اسوشييتد برس" للأنباء حصلت على شريط فيديو صوّر داخل أحد تلك الأنفاق، الذي تمكنت قوات كردية من الانتباه لوجوده بعد سيطرتها على سنجار، الواقعة شمالي غرب العراق، بداية هذا الشهر بعد أزْيَد من عام على سيطرة "داعش" عليها.
"وجدنا ما بين 30 و40 نفقا داخل سنجار"، وفق تصريح أدلى به للمجلة شامو إيادو، أحد القياديين من سنجار ضمن وحدات البشمركة الكردية. هذا الأخير أضاف أن "داعش حفر هذه الخنادق للاختباء من الضربات الجوية وللتنقل بحرية تحت الأرض، وكذا لتخزين الأسلحة والمتفجرات".
ويظهر في شريط الفيديو نفقان يمتدان لعدة أمتار يربطان بين منازل متباعدة، وتم تشييدهما من خلال حفر الجدران أو أرضية تلك المنازل.
تقرير "تايم" ذكر أن تلك الأنفاق ضيقة، وتم تشييدها بمعدات يدوية، بعلو يكفي فقط لوقوف شخص منتصب القامة داخلها. وأضاف التقرير أنه في أحد أجزاء النفقين اللذين تم التقاط شريط الفيديو من داخلهما، تظهر كومة من الدخيرة الحية، بينها خراطيش أميركية الصنع، وآليات لصنع القنابل.
من جهة أخرى، ذكر تقرير المجلة أن تنظيم "داعش" كان يقوم بحفر تلك الأنفاق لحماية عناصره وضمان تحركهم بحرية على امتداد الأراضي التي يسيطر عليها بالعراق وسورية، وذلك حتى قبل شروع التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية في شن ضربات جوية ضده منذ أكثر من سنة.
وكان تنظيم "داعش" قد استولى على مدينة سنجار في أغسطس/ آب 2014، وقام بقتل وأسر الآلاف داخل المدينة ذات الأغلبية الأيزيدية، وعثر على مقبرتين جماعيتين بعد طرد "داعش" منها.
اقرأ أيضا: العراق: "داعش" يعدم أربعة شبّان نحراً بتهمة التجسّس