الداخلية الليبية تدين سطو مسلحين على مركباتها جنوبي البلاد: لن نسمح بمحاولات تعطيل العملية الانتخابية
دانت وزارة الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية الليبية بشدة، عملية سطو مسلحين يرجح أنهم تابعون لمليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، على مركبات شرطة تابعة لمديرية أمن مدينة سبها، جنوبي ليبيا، مؤكدة أنها لن تسمح "بتاتاً بمحاولات تعطيل العملية الانتخابية" المقررة هذا الشهر.
وأوضحت الوزارة، في بيان لها، اليوم الأربعاء، أنّ عملية السطو حدثت أمس الأول الاثنين، وذلك أثناء تسلم مديرية أمن مدينة سبها عدداً من مركبات الشرطة "في إطار التجهيز لتأمين وحماية الانتخابات".
ووصفت الوزارة الحادثة بـ"الفعل الإجرامي"، موضحة أنّ المركبات كانت في طريقها إلى مديرية سبها أثناء الاعتداء عليها.
وفيما لم تسم الوزارة الجهة المعتدية مكتفية بوصفها بـ"الخارجة عن القانون"، إلا أنّ تأكيدها أنّ المعتدين قاموا بنقل مركباتها إلى قاعدة براك الشاطئ، يشير إلى أنّ مليشيات حفتر يمكن أن تكون خلفها كونها المسيطر على القاعدة العسكرية الواقعة إلى شمال سبها بنحو 30 كيلومتراً.
ووصفت الوزارة عملية الاعتداء بأنها "أعمال جبانة تدل على غاية في نفس مرتكبيها"، مضيفة "ويزيد الأمر سوءًا عندما يكون محل هذه الأعمال رجال شرطة وآلياتهم التي تعمل على تأمين الاستحقاق الانتخابي الذي ينتظره كل الليبيين".
وأكدت الوزارة أنها ستواصل العمل على دعم مديريات الأمن في الجنوب "بما تحتاجه لتأمين الانتخابات"، وأنها مستمرة في مسؤولياتها حيال حماية العملية الانتخابية.
وشددت الوزارة على أنه "لا شرعية لمن يمتهن الفعل الإجرامي"، مؤكدة أنها "لن تسمح بتاتاً بمحاولات تعطيل العملية الانتخابية".
وأمس الثلاثاء خاطبت مديرية سبها وزارة الداخلية بشأن سطو "مجموعة مسلحة تابعة لمليشيات الكرامة" على 11 مركبة من مركباتها واعتقالها لعدد من أفراد الشرطة، يوم الاثنين.
وأوضحت المديرية، في بيان لها، أنّ الحادث تم أثناء تسلم أعضاء من هيئة الشرطة سيارات خصصتها وزارة الداخلية لها قريباً من قاعدة براك الشاطئ، مؤكدة أنّ المركبات وأفراد الشرطة نقلوا إلى مقر القاعدة، التي وصفها البيان بـ"مقر مليشيات الجنوب"، محمّلة مليشيات حفتر "المسؤولية القانونية في حال تعرض أعضاء الشرطة أو الآليات لأي أذى كما نحمل هذه المليشيات زعزعة الاستقرار والأمن في جنوبنا الحبيب".
وعقب حادثة السطو المسلح على مركبات الشرطة، اقتحمت مليشيا "طارق بن زياد" التابعة لحفتر، فجر أمس الثلاثاء، مقر الاستخبارات العسكرية في محاولة لتوسيع نطاق سيطرتها في المدينة، ما أدى الى اشتباكات بينها وبين "الكتيبة 116" التابعة لمديرية أمن سبها.
وأكدت مصادر مقربة من المديرية أيضاً أنّ الهجوم على مقر الاستخبارات العسكرية كان لتنفيذ أوامر من حفتر بالقبض على آمر "الكتيبة 116"، مسعود الجدي، الذي كان تابعاً له وانقلب عليه في الأيام الماضية منحازاً لقوات مديرية أمن المدينة.
وبعد ساعات من القصف المتبادل والتوتر الأمني في سبها، الذي تسبب في نزوح سكان بعض أحيائها وقفل تام للمرافق التعليمية والمحال التجارية، أفاد شهود عيان "العربي الجديد"، بأنّ الهدوء بات يسود مختلف أرجاء المدينة اليوم الأربعاء، مشيرة الى أنّ حالة التحشيد العسكري ما تزال على حالها داخل المدينة وعلى أطرافها.
وتناقلت منصات التواصل الاجتماعي صوراً لشاب مدني سقط قتيلاً جراء الاشتباكات التي شهدتها سبها، مشيرة إلى استقبال مركز سبها الطبي لأكثر من عشرة جرحى من طرفي الصراع.
بدورها أعلنت جامعة سبها، اليوم الأربعاء، عن قفل أبوابها أمام طلابها بسبب التوتر المستمر في المدينة.
وفي الـ25 من الشهر الماضي، أقدمت مليشيات "طارق بن زياد" على اقتحام مقر محكمة سبها العسكرية، وطردت قضاة وموظفي المحكمة.
وفي الأسبوع التالي، حاصرت المليشيات المحكمة ليومين بهدف منع عقد جلسة كانت مقررة للنظر في طعن تقدم به نجل العقيد الليبي الراحل، معمر القذافي، سيف الإسلام القذافي، ضد قرار مفوضية الانتخابات استبعاده من السباق الانتخابي.