حشد مكونان من "الجيش الوطني السوري" المعارض والحليف لتركيا قواتهما، اليوم الأحد، بمواجهة بعضهما بعضا في منطقة "درع الفرات" بريف حلب الشمالي الشرقي، وذلك بسبب خلافات بينهما على أحد المعابر مع "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في المنطقة.
وقالت مصادر مُطلعة لـ"العربي الجديد" فضلت عدم الكشف عن اسمها لأسباب أمنية، إن فصائل "الفيلق الثالث" و"هيئة ثائرون للتحرير" جهزت أرتالا عسكرية وحشدت قواتها باتجاه معبر جطل الفاصل بين مناطق سيطرة "الجيش الوطني السوري" و"قسد" بريف حلب الشرقي. وجاء ذلك بعد إغلاق المعبر من جهة "قسد"، والذي تُسيطر عليه في الجهة المقابلة "هيئة ثائرون للتحرير"، في ظل توجيه اتهامات لفصائل "الفيلق الثالث" بأنها كانت السبب وراء إغلاقه.
وأكدت المصادر أن حشد الأرتال العسكرية بين الطرفين جاء بُغية إغلاق كافة المعابر النظامية مع "قسد" ومعابر التهريب من قبل "هيئة ثائرون للتحرير"، رداً على إغلاق معبر الجطل.
وأشارت المصادر إلى أن وجهاء من أبناء المنطقة وقادة عسكريين في "الجيش الوطني السوري" تدخّلوا لمنع حدوث اقتتال بين الكتلتين، وطالبوا بتشكيل لجنة تتوافق عليها كافة الفصائل في المناطق الخاضعة لسيطرة "الجيش الوطني" في كلٍ من "درع الفرات"، و"غصن الزيتون"، و"نبع السلام" لإدارة المعابر وتوزيع العائدات المالية من تلك المعابر على جميع الفصائل بالتساوي حسب كل فصيل وتعداد قواته، لدفع رواتب للعناصر وسداد حاجيات كل فصيل.
ووقعت اشتباكات بين فصائل "الجيش الوطني السوري" في وقت سابق، نتيجة خلافات بينها على معابر التهريب مع "قسد"، لاسيما أن بعض المعابر النظامية مع "قسد" تم إغلاقها في فترات محددة نتيجة التوتر العسكري في المنطقة بين "قسد" وتركيا.
من جهة أخرى، اعتقل مسلحون يتبعون لعشيرة "الدولة" في محيط ناحية جنديرس بريف مدينة عفرين، عناصر من "الشرطة العسكرية" التابعة للمعارضة، وذلك إثر مداهمتها أحد أماكن أبناء العشيرة بُتهمة الاتجار بالمخدرات.
وأوضحت مصادر مُطلعة لـ"العربي الجديد" أن دورية تابعة لـ"الشرطة العسكرية" داهمت، يوم أمس السبت، منزل أحد تجار المخدرات، الأمر الذي أدى لاندلاع اشتباكات وإصابة مُسلح من أبناء عشيرة "الدولة"، مؤكدة أن أبناء العشيرة اعتقلوا خمسة عناصر من الدورية، بالإضافة إلى إصابة عناصر آخرين منها بجروح خطيرة، وسط توتر أمني تشهده المنطقة.
"قسد" تعتقل سيدات في مخيم الهول
من جانب آخر، اعتقلت "قوات سورية الديمقراطية"، أمس السبت، نحو ثماني سيدات من عائلات تنظيم "داعش" الإرهابي، في مخيم الهول بريف الحسكة الشرقي، فيما انسحبت من عدد من القرى بريف دير الزور الغربي.
وقالت مصادر مُطلعة لـ"العربي الجديد"، إن مجموعات عسكرية تابعة لـ"قسد" ومجموعات أمنية تابعة لـ"الأسايش" اعتقلت نحو ثماني نساء من القطاع الخامس في مخيم الهول، نتيجة اشتباك اندلع بالأيدي بين النساء وعناصر الدوريات، وذلك ضمن حملتها الأمنية تحت مُسمى "الإنسانية والأمن" لملاحقة خلايا التنظيم، داخل المخيم الواقع شمال شرقي سورية.
وأكدت المصادر ذاتها أن طفلة أُصيبت، أمس السبت، إثر إضرام خلايا تنظيم "داعش" النيران في خيمتين داخل المخيم، بالإضافة إلى هجوم نفذته تلك الخلايا في نقطة تجديد سجلات اللاجئين في القطاع الأول من المخيم، أدى إلى جرح عنصرين من "الأسايش".
وكانت "قسد" قد أعلنت في بيانٍ لها أمس السبت عن إلقاء القبض على 27 عنصرا من خلايا "داعش" خلال ثلاثة أيام من الحملة. كما عثرت على أربعة خنادق تستعملها خلايا "داعش" النائمة للاختباء والتواري عن الأنظار، حيث تمّ ردمها بعد التحقق منها. وأزيلت 33 خيمة كانت تستخدمها الخلايا كأماكن خاصة يتم فيها نشر فكر "داعش".
في غضون ذلك، قالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن مجموعات "قسد" انسحبت من قرى الحصان، وشقرا، والجيعة، وأوقفت حملتها الأمنية في ريف دير الزور الغربي، شرقي البلاد، وذلك بعد طلب عشائري من أبناء المنطقة.
وأشارت المصادر إلى أن "قسد" بدأت حملة أمنية في المنطقة قبل أسبوعين، بحجة ملاحقة خلايا تنظيم "داعش" المنتشرة في المنطقة، واعتقلت على إثرها عددا من أبناء المنطقة، الأمر الذي تسبب في حالة غضب لدى الأهالي وأبناء العشائر.
في سياق منفصل، أُصيب ثلاثة عناصر يتبعون لمليشيا "لواء القدس" (الفلسطينية)، إثر هجوم لخلايا تنظيم "داعش" بالأسلحة الرشاشة، استهدف سيارة عسكرية للمليشيا، على طريق بلدة خناصر بريف حلب الجنوبي، ضمن البادية السورية.
ونفذت الطائرات الحربية الروسية، خلال الـ24 ساعة الماضية، نحو 15 غارة جوية، مستهدفة كهوفا ومغاور تتخذها خلايا التنظيم أوكاراً لها في باديتي مدينتي تدمر والسخنة بريف حمص الشرقي، وبادية جبل البشري عند الحدود الإدارية بين محافظتي دير الزور والرقة، شرقي البلاد.
من جهة أخرى، قصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة قرى وبلدات دير سنبل، والبارة، والفطيرة، وكدورة، وسفوهن، وكفر عويد، في منطقة جبل الزاوية جنوبي محافظة إدلب، وبلدات كفر تعال، وكفر عمة، ومكلبيس بريف حلب الغربي، في ظل تحليق طائرات استطلاع روسية في سماء منطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها).