قُتل عنصران من مليشيات النظام السوري، اليوم الأربعاء، بهجوم جديد في ريف درعا جنوبي البلاد، كما قُتل عناصر من قوات النظام باستهداف لهم من فصائل المعارضة في ريف إدلب شمال غربي سورية، فيما أُصيب ستة أشخاص على الأقل بانفجار مقذوف من مخلفات الحرب بريف حماة وسط البلاد.
وقال الناشط محمد الحوراني لـ"العربي الجديد" إن مجهولين هاجموا بالرصاص عنصرين من مليشيات الأمن العسكري التابعة للنظام في مدينة الصنمين بريف درعا، ما أدى إلى مقتلهما على الفور، ولم تعلن أي جهة وقوفها وراء الهجوم، مضيفا أن هجومين آخرين منفصلين وقعا في مدينة طفس وفي حي مخيم درعا أسفرا عن جرح اثنين من المدنيين أحدهما إصابته خطيرة.
وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد" أن النظام السوري جلب مزيداً من التعزيزات إلى بلدة تسيل ومحيطها في ريف درعا وعزز حواجزه على الطريق الواصل بين بلدتي تسيل وعدوان، وتأتي تلك التعزيزات في ظل استمرار الهجمات على عناصر ودوريات النظام في عموم درعا.
وكان مجهولون قد هاجموا أمس عناصر من فصائل المصالحة والتسوية التابعة للفرقة الرابعة في مدينة المزيريب ما أدى إلى مقتل أحدهم وإصابة آخر بجروح.
وفي شمال غربي البلاد، قال الناشط مصطفى المحمد إن فصائل المعارضة ضربت آلية للنظام بصاروخ موجه في محور قرية الملاحة بريف إدلب الجنوبي، الأمر الذي أدى إلى تدميرها ومقتل طاقمها.
وأضاف الناشط، في حديث مع "العربي الجديد"، أن العملية من المعارضة جاءت رداً على تحركات قوات النظام ومحاولتها الوصول إلى نقاط متقدمة في محاور التماس بين الطرفين.
وتشهد عموم المناطق في ريف إدلب هدوءا شبه تام خلال الأيام الأخيرة يتخلله خرق من قوات النظام لاتفاق وقف إطلاق النار، ويتزامن ذلك مع سحب النظام جزءا من قواته القتالية إلى مناطق في البادية حيث يجري حملة ضد خلايا تنظيم "داعش" الإرهابي بدعم روسي.
وتحدثت مصادر محلية عن إصابة ستة أشخاص بينهم أطفال جراء انفجار وقع في قرية الهزانة بريف حماة الشمالي الغربي، وذكرت المصادر أن الانفجار نجم عن مقذوف من مخلفات الحرب في المنطقة، فيما ذكرت مصادر أخرى أن الانفجار ناجم عن عبوة ناسفة زرعت من قبل مجهولين في المنطقة.
وخلفت الألغام والقذائف غير المنفجرة خسائر بشرية خلال الأشهر الأخيرة، في حين تحذر منظمات محلية ودولية من تزايد ضحايا الألغام ومخلفات الحرب في المنطقة رغم الهدوء النسبي الذي تعيشه منذ مارس/ آذار 2020 على خلفية وقف إطلاق النار بين المعارضة والنظام.
إلى ذلك، قُتل عنصر من مليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية التي تقود "قسد" بهجوم من مجهولين في قرية الكبر بريف دير الزور الغربي، كما قتل شخص آخر بهجوم من مجهولين في بلدة ذيبان الخاضعة لسيطرة "قسد" في ريف دير الزور الشرقي، ورجحت مصادر لـ"العربي الجديد" وقوف خلايا تنظيم "داعش" الإرهابي وراء الهجومين، اللذين يتزامن وقوعهما مع فرض حظر تجوال تام في مناطق "قسد" بذريعة مواجهة فيروس كورونا.
"قسد" تواصل الاعتقالات
من جهة أخرى، اعتقلت مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) ثلاثة شبان اليوم بهدف التجنيد الإجباري في ريف الرقة شمالي سورية، وذلك تزامناً مع زيارة يجريها المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية، دايفيد براون ساتين، للمناطق الخاضعة للمليشيات في شمال شرقي البلاد.
وقالت مصادر مقربة من "قسد" لـ"العربي الجديد" إن الأخيرة شنت حملة مداهمات في قرية الجرنية بريف الرقة الغربي واعتقلت خلالها ثلاثة شبان بهدف التجنيد الإجباري في صفوفها، حيث نقلت المليشيا الشبان إلى مكتب الدفاع الذاتي التابع لها تمهيدا لزجهم في معسكرات التدريب التابعة للمليشيات.
وأضافت المصادر أن "قسد" تواصل عملية التجنيد الإجباري رغم خطورة الأوضاع الصحية التي تحذر منها الإدارة الصحية التابعة لها والتي تأتي على خلفية انتشار جائحة كورونا في مناطق "قسد".
وأعلنت هيئة الصحة في "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية" التابعة لـ"قسد"، اليوم الأربعاء، تسجيل خمس وفيات و 248 إصابة جديدة بفيروس كورونا في مناطق سيطرة المليشيات شمالي وشرقي سورية.
المبعوث الأميركي يلتقي بوجهاء في الحسكة
من جهته، عقد المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية "دايفيد براون ساتين" اجتماعات مع وجهاء وأعيان من العشائر والقبائل في المناطق الخاضعة لسيطرة "قسد"، وقالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن المبعوث عقد عدة اجتماعات في مدينة المالكية وشارك أمس أيضاً في وجبة إفطار بالمدينة.
وذكرت المصادر أن المبعوث الأميركي يجري زيارة لمناطق "قسد" بهدف التقاء شخصيات عربية وكردية وسريانية من العشائر والقبائل، بهدف بحث الأوضاع السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية في المنطقة.
ونقلت وسائل إعلام مقربة من "قسد" قول المبعوث الأميركي أنه جاء للتعرف ومناقشة الأوضاع وتبادل وجهات النظر ونقلها إلى صناع القرار من أجل حل مشكلات المنطقة السياسية والاقتصادية، وأكد على وجود تواصل دائم مع قيادة "قوات سورية الديمقراطية".
يُذكر أن كل طرف من أطراف الصراع السوري يحاول شد العشائر والقبائل السورية إلى طرفه، وتقوم "قسد" بشكل رئيسي في شمال شرقي سورية بتجنيد أبناء العشائر والقبائل في صفوفها، بينما تعاني عموم المناطق الخاضعة لها من تدن في مستوى المعيشة والخدمات.
وشهدت مناطق "قسد" أخيراً مظاهرات واحتجاجات على خلفية الواقع الاقتصادي المتردي رغم سيطرة "قسد" على مناطق الثروة في سورية، وعلى خلفية عمليات التجنيد الإجباري المستمرة التي تمارسها "قسد" بحق الشبان تحت ذريعة "واجب الدفاع الذاتي".