خسائر بشرية بتجدد القصف الجوي على ناحية البوكمال

30 يناير 2023
النظام السوري يستنفر عناصره (فرانس برس)
+ الخط -

وقع قتلى وجرحى من المليشيات المدعومة إيرانياً، صباح اليوم الإثنين، في تجدد القصف الجوي من طيران مجهول على ناحية البوكمال في ريف دير الزور شرقي سورية.

وقال موقع "نهر ميديا" المحلي إن قياديا في المليشيات المدعومة من إيران قُتل، وجُرح اثنان من مرافقيه صباح اليوم، جراء تجدد القصف الجوي من طيران مسير مجهول.

وأضاف الموقع أن القصف طاول سيارة دفع رباعي "بيك آب" وحصل أثناء تفقد ركاب السيارة مكان الغارة الجوية التي استهدفت رتلا في المنطقة الليلة الماضية بعد دخوله من الأراضي العراقية.

وبحسب الموقع أيضاً، فقد وقع القصف في ساحة الأسطورة في بلدة الهري قرب مدينة البوكمال، وتبعها استنفار وإخلاء مقرات في مدينة البوكمال وقرية السويعة الواقعة على المدخل الشرقي لمدينة البوكمال قرب نهر الفرات.

وقال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إن قياديا في المليشيات الإيرانية واثنين من مرافقيه من جنسيات غير سورية قتلوا صباح اليوم، نتيجة تجدد الاستهداف الجوي من الطائرات المسيّرة أثناء تفقدهم موقع الاستهداف ليلة أمس في ساحة الأسطورة في بلدة الهري.

وقع القصف بساحة الأسطورة في بلدة الهري قرب البوكمال، وتبعها استنفار وإخلاء مقرات في البوكمال وقرية السويعة

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" في وقت سابق اليوم، إن قوات النظام والمليشيات المدعومة من إيران استنفرت، منذ منتصف الليلة الماضية، بعد ضربة جوية استهدفت رتل شاحنات يعود لمليشيا "حزب الله" العراقية، خلال محاولته دخول الأراضي السورية من منطقة معبر السكك على الحدود السورية العراقية، الذي تسيطر عليه المليشيا.

وذكرت المصادر، التي اشترطت عدم كشف هويتها، أن النظام والمليشيا شددا التدقيق في المنطقة ونصبا حواجز في مناطق متفرقة، خاصة في منطقة الحزام الأخضر غربي البوكمال قرب نهر الفرات، ومنطقة السويعة جنوب شرقي المدينة.

وبحسب المصادر، فقد استهدفت طائرة مجهولة رتلا من ست شاحنات، ما أدى إلى تدميره بالكامل وقتل معظم السائقين ومرافقي الشاحنات، مضيفة أن الشاحنات عبارة عن برادات نقل خضار وغير معروف ما في داخلها، والمرجح أنها تحمل شحنة أسلحة أو معدات عسكرية.

وقال الناشط فراس علاوي، رئيس التحرير لدى موقع "الشرق نيوز"، وهو من أبناء محافظة دير الزور، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنه "هناك زيادة تحركات للمليشيات الإيرانية في شرق سورية"، مؤكداً أن "دخول وعبور الحافلات من العراق إلى دير الزور وخروجها إلى العراق يدل أن هناك نشاطاً للمليشيات الإيرانية في المنطقة".

 طائرة مجهولة استهدفت رتلا من ست شاحنات، ما أدى إلى تدميره بالكامل وقتل معظم السائقين ومرافقي الشاحنات

وأضاف علاوي، أن "معظم التعزيزات تدخل عبر الأراضي العراقية"، موضحاً، أن "التعزيزات ليست بشرية، ودخول العناصر أمر قليل، وإنما هي تعزيزات تتعلق بالأمور اللوجستية والذخائر وقطع غيار وغيرها"، مرجحاً أن "تكون تلك الشاحنات أيضاً تنقل قطعاً لتجميع الطائرات المُسيرة في المنطقة".

وأشار علاوي، إلى أن "المليشيات الإيرانية طورت أسلحتها وخاصة تجميع الطائرات المُسيرة، وهذا يُقلق التحالف وإسرائيل، لا سيما الاستهدافات الأخيرة للقواعد الأميركية والمدعومة منها في شمال شرقي سورية"، مشدداً على أن "معظم تلك الاستهدافات تم عبر طائرات مُسيرة، وهذا الأمر يقلق الأميركيين والإسرائيليين".

ويرى علاوي، أنه "ليس هناك انسحابًا فعليًا للميليشيات الإيرانية من الجنوب السوري، وربما هناك إعادة انتشار لتلك الميليشيات أو إعادة تمويه لكي لا يتم استهدافها من قبل الإسرائيليين في الجنوب"، مؤكداً أن "الهدف من الضربات المُستمرة للميليشيات الإيرانية، هو عدم السماح لإيران بالاستقرار وبناء قواعد عسكرية ثابتة وتجميع بعض الأسلحة وإقامة منصات لانطلاق هذه الأسلحة، وهذا الاستراتيجية يستخدمها الإسرائيليون في الجنوب السوري والتحالف في منطقة شرق سورية"، لافتاً إلى أن "هذه الضربات سوف تستمر بما أن هناك شحنات أسلحة تدخل للمليشيات الإيرانية عبر الأراضي العراقية إلى شرق سورية".

يذكر أن المليشيات العراقية المدعومة من إيران تسيطر على منطقة الحدود في محيط مدينة البوكمال شرق سورية وتعرضت سابقا لعدة ضربات جوية كبدتها خسائر بالأرواح والعتاد، وتزامن القصف صباح اليوم مع وصول وفد من اللجنة العراقية الدائمة لبحث قضايا الحدود إلى مقر وزارة الخارجية في دمشق.

إلى ذلك، تحدثت مصادر مقربة من "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) لـ"العربي الجديد" أن مجهولين يرجح أنهم من خلايا تنظيم "داعش" الإرهابي هاجموا، مساء أمس، موقعا لـ"قسد" في قرية برشم شمالي دير الزور، ما أسفر عن جرح عنصر وأضرار مادية، فيما فر المهاجمون إلى جهة مجهولة مستغلين الظلام وسوء الأحوال الجوية.

وجاء الهجوم تزامنا مع استمرار "قسد" في شن حملات أمنية بمناطق متفرقة، وإعلانها عن إلقاء القبض على عناصر وقياديين في تنظيم "داعش"، فضلا عن استمرارها في ملاحقة الشبان بهدف التجنيد الإجباري في صفوفها.

من جانب آخر، قالت المصادر ذاتها إن الجيش التركي جدد، مساء أمس، قصفه المدفعي والصاروخي على مواقع "قسد" في قرية حربل بريف حلب الشمالي، من دون أن يسفر القصف عن أضرار بشرية.

وفي جنوب البلاد، قضى طفل وأصيب ثلاثة آخرون بجروح في قرية زمرين قرب مدينة الصنمين في ريف درعا الشمالي، جراء انفجار مقذوف من مخلفات قصف النظام السوري على المنطقة، وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد" أن الانفجار وقع أثناء لعب الأطفال بالمقذوف الذي وجدوه بين الحقول.

في غضون ذلك، قتل شخص بهجوم في بلدة اليادودة غربي درعا. وذكر الناشط محمد الحوراني لـ"العربي الجديد" أن القتيل كان سابقا من عناصر "الجيش السوري الحر"، وهو متهم بالعمل حاليا لصالح الفرقة الرابعة في قوات النظام السوري، إضافة لعمله في تجارة المخدرات.

وبحسب الناشط، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، وكانت درعا قد شهدت سابقا مئات الهجمات المماثلة، وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد قتل 17 شخصا، منهم خمسة مدنيين، وسبعة من قوات النظام والأجهزة الأمنية التابعة، في الهجمات بدرعا منذ بداية الشهر الجاري.

 

المساهمون