حذّر المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، اليوم الأحد، باكو، من أي "تدخلات ووجود عسكري أجنبي"، قائلا إن طهران والقوات المسلحة الإيرانية "تتعامل بعقلانية" مع الموقف، وذلك في أول تصريح له، تعقيبا على التوتر مع جمهورية أذربيجان.
وأكد خامنئي، وفقا للموقع الإعلامي لمكتبه، أنه "يجب ألا يسمحوا للجيوش الأجنبية بأن تأتي على بعد آلاف الأميال لأجل مصالحها التي لا صلة لها بشعبهم وتتدخل في هذه البلدان وتوجد فيها عسكريا وتتدخل في جيوشها"، داعيا دول المنطقة إلى إدارة جيوشها من دون تدخّل الغرباء.
وأضاف المرشد الإيراني أن "الحوادث التي يشهدها شمال غربي البلاد مع بعض الجيران، يمكن حلها بهذا المنطق"، داعيا الأطراف الأخرى إلى "التعامل بعقلانية وعدم السماح بوقوع المنطقة في مشكلة، فمن حفر حفرة لأخيه وقع فيها"، في إشارة غير مباشرة إلى تركيا التي تتهمها أوساط إيرانية بأنها تقف وراء التوتر مع أذربيجان، من خلال دفعها إلى السيطرة على شريط حدودي بين جمهورية نخجوان وأراضي أذربيجان، والتي تلغي الحدود الإيرانية الأرمينية المشتركة.
وشهدت حدود إيران مع أذربيجان وأرمينيا، تطورات في الآونة الأخيرة، مثل عرقلة وصول الشاحنات الإيرانية المتجهة إلى أرمينيا، واعتقال سائقين إيرانيين، وإغلاق طريق غوريس كابان من قبل القوات الأذربيجانية.
وتقرأ إيران هذه المعطيات على أنها مؤشرات على مخطط أذربيجاني وتركي، بدعم إسرائيلي، لإحداث تغييرات جيوـ سياسية في منطقة القوقاز عبر إنهاء حدودها مع أرمينيا، وذلك من خلال السيطرة على الشريط الحدودي الممتد من جمهورية نخجوان إلى الأراضي الأذربيجانية، والذي يشكل الحدود الإيرانية الأرمينية في محافظة سيونيك الأرمينية.
وقامت إيران بتحشيد عسكري على الحدود مع أذربيجان، خلال الأيام الماضية، وإجراء مناورات عسكرية، منها مناورات لـ"الحرس الثوري"، وأخرى للجيش الإيراني أجراها الجمعة، وسط استقرار وحدات ومعدات عسكرية إيرانية قتالية على نقطة الصفر الحدودية مع أذربيجان في منطقة بلدشت الإيرانية.
كما خرجت من الأوساط السياسية والإعلامية وأروقة البرلمان الإيراني، تصريحات واتهامات ضد تركيا وأذربيجان، وسط دعوات متصاعدة لإعادة ضم جمهورية أذربيجان ونخجوان وكاراباخ إلى الأراضي الإيرانية بالقوة، وحديث النخبة الإيرانية عن ضرورة الرد على "العثمانية الجديدة" لتركيا بـ"صفوية جديدة".
وصوّب وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، مساء أمس السبت، في مقابلة مع التلفزيون الإيراني، على العلاقات الإسرائيلية الأذربيجانية، قائلاً إن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تتحمّل أي حضور للكيان الصهيوني المزيف وتحركاته الاستفزازية بالقرب من حدودها. كما لن نتحمل أي تغيير جيوسياسي في المنطقة والحدود، وهو يشكل خطاً أحمر بالنسبة لنا".
وفي الوقت عينه، كشف عبد اللهيان عن تلقّي طهران "رسائل إيجابية عبر القنوات الدبلوماسية من سلطات جمهورية أذربيجان"، مؤكداً أنّ طهران "ترصد التحركات حول القضايا الجيوسياسية".