- الضغوط الدولية والأميركية تزداد بعد استهداف فريق إغاثي، مما يؤدي إلى "تحول أميركي" في الموقف تجاه الأزمة، وسط تفاقم الأزمة الإنسانية ونقص المساعدات في غزة.
- اجتماعات في القاهرة تجمع بين حماس ومسؤولين أميركيين وإسرائيليين، برعاية مصرية، تؤكد على الجهود المشتركة لوقف إطلاق النار والتأكيد على حماية المدنيين والعمل نحو حل الدولتين.
يقترب الوسطاء من التوصل لاتفاق قد يُعلن عنه من القاهرة
تلقت القاهرة تأكيدات بحضور رئيس "الموساد" للانضمام للمباحثات
قيادي في حماس: التوقعات لا تزال مفتوحة على كل الخيارات
رجّحت مصادر مصرية رفيعة المستوى أن يتم التوصل لاتفاق "هدنة إنسانية" ووقف إطلاق نار مؤقت في قطاع غزة خلال أيام عيد الفطر، ليكون الاتفاق الثاني بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إذ جرى التوصل إلى اتفاق في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، واستمر أسبوعاً.
وأضافت المصادر، لـ"العربي الجديد"، أنه "مع وجود وفد حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ورئيس وكالة الاستخبارات الأميركية، وليام بيرنز، في القاهرة، أصبح الاتفاق يقترب بقوة، ومن الممكن أن يجري الإعلان من القاهرة". وقالت مصادر مصرية إن القاهرة تلقت تأكيدات بحضور رئيس الموساد الإسرائيلي ديفيد برنيع للانضمام للاجتماعات التي تعقد خلال الساعات القادمة.
من جهته، قال القيادي في حركة حماس، باسم نعيم، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، إن "التوقعات لا تزال مفتوحة على كل الخيارات، ونأمل أن يدفع الفشل الذي لحق بنتنياهو وحكومته على مدار 6 أشهر، والضغط الداخلي والخارجي، للذهاب إلى وقف إطلاق نار شامل وانسحاب كل القوات من داخل قطاع غزة". وبحسب مصدر مصري رفيع المستوى، تحدث لـ"العربي الجديد"، فقد "نقل المسؤولون في مصر، لقيادة حركة حماس، رسالة بضرورة التقاط فرصة التحول الأميركي، وضغط الرئيس جو بايدن، من أجل التوصل لاتفاق سريع بأي شكل ممكن"، على حد تعبير المصدر، الذي أكد أن "التحول الأميركي جاء بعد واقعة قتل واستهداف الفريق الإغاثي التابع للمطبخ المركزي العالمي".
وقال المصدر المصري نفسه، إن "كل الأطراف نتيجة للضغط الأميركي المفروض، أبدوا مرونة في إمكانية إبرام اتفاق جزئي بهدنة إنسانية مؤقتة لعدة أيام في عيد الفطر، خارج إطار مفاوضات الاتفاق الرئيسي". وحول مدى ظهور تغيير "حقيقي" في المواقف الدولية والإقليمية، من الحرب التي دخلت شهرها السابع، قال القيادي الحمساوي باسم نعيم، لـ"العربي الجديد"، إن "هذا صحيح، ولكن التغيير لا يزال أقل من أن يُحدث التغيير المطلوب"، مضيفاً أنه "على المستوى الرسمي، لا يزال التغيير تكتيكياً وليس استراتيجياً، فيما يخص الموقف من الكيان الصهيوني والقضية الفلسطينية".
إلى ذلك، استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد، رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، ويليام بيرنز، بحضور رئيس المخابرات العامة المصرية، اللواء عباس كامل.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية، أحمد فهمي، بأن الاجتماع "تناول الجهود المصرية القطرية الأميركية المشتركة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيث جرى استعراض مستجدات الأوضاع الميدانية بالقطاع، وما تفرضه من ضرورة لتكثيف جهود التهدئة، ووقف التصعيد العسكري، وقد شدد السيسي في هذا الصدد على خطورة الأوضاع الإنسانية التي تصل إلى حد المجاعة في القطاع، بما يحتم تضافر الجهود الدولية، دون إبطاء، للضغط من أجل الإنفاذ الفوري للمساعدات الإغاثية إلى جميع مناطق القطاع على نحو كاف".
وأضاف المتحدث الرسمي أن الاجتماع "شهد توافقاً على ضرورة حماية المدنيين وخطورة التصعيد العسكري في مدينة رفح الفلسطينية، وكذلك الرفض التام لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم"، كما شدد السيسي على "ضرورة العمل بجدية نحو التسوية العادلة للقضية الفلسطينية من خلال حل الدولتين، محذراً من توسع دائرة الصراع بشكل يضر بالأمن والاستقرار الإقليميين".
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" قد قالت، في وقت سابق اليوم، إنه من المتوقع استئناف محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس الأحد، في العاصمة المصرية القاهرة، وسط تزايد الضغوط الدولية من أجل التوصل إلى اتفاق يوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في ظل تردي الوضع الإنساني.
وفي وقت سابق، كشفت مصادر مصرية مطلعة على تحركات القاهرة بشأن ملف الوضع في قطاع غزة، خلال حديث مع "العربي الجديد" عما وصفتها بـ"ضغوط" من جانب الإدارة الأميركية، من أجل التوصل إلى هدنة "إنسانية" عاجلة في قطاع غزة، خلال أيام عيد الفطر، مشيرة إلى أن هناك ما يمكن وصفه بـ"التحول النوعي" في موقف إدارة بايدن، منذ قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي عمال الإغاثة الأجانب.
وكانت عودة سكان شمال قطاع غزة أحد أبرز نقاط الخلاف في المحادثات، إذ تصر حركة حماس على التمسك بعودة السكان والانسحاب من المناطق السكنية المأهولة، للتوصل إلى أي اتفاق، فيما تصر إسرائيل على رفض ذلك بزعم أن الحركة قد تعيد بناء قدراتها في هذه المناطق. وتستمرّ حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة لليوم الـ184 على التوالي، مع تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع، واستمرار النقص في المساعدات وشحّ المواد الغذائية والطبية. وخلّفت الحرب الإسرائيلية على القطاع عشرات الآلاف من الشهداء، معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية غير مسبوقة ودماراً هائلاً في البنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية.