- الرئيس محمود عباس يؤكد على ضرورة إعادة النظر في العلاقات مع أمريكا لحماية القرار الوطني الفلسطيني ويشدد على تأثير السياسات الأميركية الداعمة لإسرائيل على استقرار المنطقة.
- عباس يدعو الإدارة الأميركية لمراجعة سياساتها تجاه القضية الفلسطينية ويحذر من تجاهل القوانين الدولية والوعود بخصوص حل الدولتين، مؤكدًا على أهمية القضية الفلسطينية.
مصدر مطلع: بحث النظر بتعليق العلاقة مع واشنطن على أجندة القيادة
موقف القيادة الفلسطينية يأتي لدعم واشنطن إسرائيل سياسياً وعسكرياً
الموقف يأتي أيضاً بسبب استخدام حق النقض ضد أي قرار لصالح فلسطين
أكد مصدر مطلع لـ"العربي الجديد"، اليوم السبت، أن القيادة الفلسطينية تبحث بشكل جدي خلال الأيام القليلة المقبلة، النظر بتعليق العلاقة الفلسطينية مع الولايات المتحدة الأميركية، بسبب مواقف واشنطن من القضية الفلسطينية.
وقال المصدر الذي فضّل عدم ذكر اسمه، "إنّ بحث النظر بتعليق العلاقة الفلسطينية مع الولايات المتحدة الأميركية هي على أجندة القيادة الفلسطينية، ويتم بحث ذلك بشكل جدي، وربما يتم اتخاذ القرار، خلال الأيام القليلة المقبلة".
وأشار المصدر إلى أن موقف القيادة الفلسطينية "يأتي بسبب ما تقوم به واشنطن من دعم كامل لإسرائيل، ليس فقط سياسياً، بل عسكرياً في العدوان على الشعب الفلسطيني، وكذلك مواقفها باستخدام حق النقض (الفيتو) في المحافل الدولية ضد أي قرار لصالح فلسطين".
وكانت مصادر قد أكدت لـ"العربي الجديد" في وقت سابق، أن الولايات المتحدة دعت أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ لزيارتها نهاية الشهر الجاري، لكن بعد هذه التطورات أصبحت الزيارة محط شك وربما لا تتم من قبل القيادة الفلسطينية.
وفي السياق، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقابلة مع وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا"، اليوم السبت "إن القيادة الفلسطينية ستعيد النظر في العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة، بما يضمن حماية مصالح شعبنا الفلسطيني، وقضيتنا وحقوقنا".
وأضاف عباس: "نحن على أبواب مرحلة جديدة وصعبة، وأمامنا خيارات متعددة للحفاظ على حقوقنا ولصيانة هويتنا، وسوف تضع القيادة الفلسطينية استراتيجية جديدة لحماية القرار الوطني الفلسطيني المستقل، والسير وفق أجندة فلسطينية وليس وفق رؤية أميركية، أو اجندات إقليمية، فلن نبقى رهائن لهذه السياسات التي ثبت فشلها، وانكشفت للعالم أجمع".
قال عباس في مقابلة مع "وفا" "إن القيادة الفلسطينية ستعيد النظر في العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة
وتابع عباس: "لقد خرقت الولايات المتحدة جميع القوانين الدولية، وأخلت بكل الوعود التي تتحدث عنها بخصوص حل الدولتين، وتحقيق السلام في المنطقة". وأشار إلى أن الإدارة الأميركية الحالية لم تتراجع فقط عن وعودها والتزاماتها، بل سمحت لإسرائيل بإضعاف السلطة الفلسطينية، من خلال صمتها على سرقتها لأموال الشعب الفلسطيني، رغم ادعاءاتها المتكررة أنها تريد تقوية السلطة، وتعزيز وجودها.
من جانب آخر، شدد عباس على أن تصويت الولايات المتحدة الأميركية في مجلس الأمن الدولي باستعمال الفيتو، "موقف مخيب للآمال، ومؤسف، ومخزٍ، وغير مسؤول، وغير مبرر. واعتبر أن استخدام الفيتو "يشكّل عدواناً سافراً على حقوق الشعب الفلسطيني، وعلى تاريخه، وأرضه، ومقدساته، وتحدياً لإرادة المجتمع الدولي".
وقال عباس في هذا السياق: "بينما يجمع العالم على تطبيق القانون الدولي، والوقوف إلى جانب الحق الفلسطيني، تستمر أميركا في دعمها للاحتلال، ولا تزال ترفض إلزام إسرائيل بوقف حرب الإبادة، بل وتزودها بالسلاح والمال الذين تقتل بهما أطفالنا، وتهدم بيوتنا، وتقف ضدنا في المحافل الدولية في مواقف لا تخدم الأمن والاستقرار في المنطقة، والعالم".
وأوضح أنه "جرى العمل مع المجموعة العربية، والعديد من الدول الأوروبية على خلق مناخ، يؤدي إلى وقف الحرب، وإيجاد رؤية مشتركة، تنهي عدم الاستقرار والتوتر، ولكن موقف أميركا لم يكن سوى الاستخفاف والرفض لكل رؤية لا تلائم إسرائيل، والسياسة الأميركية الخاطئة".
وشدد عباس على "ضرورة أن تدرك الولايات المتحدة أن الشرق الأوسط لن يستقر دون حل عادل للقضية الفلسطينية، وأن القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية خطوط حمراء، لن يسمح لأحد بتجاوزها، وسياسة المعايير المزدوجة ودعم إسرائيل في عدوانها على الشعب الفلسطيني لن يخلق واقعا لا يرضى عنه الشعب الفلسطيني، ولن يجلب الأمن والسلام لأحد".
ودعا عباس الإدارة الأميركية إلى مراجعة سياساتها الخاطئة، وقال "إن القضية الفلسطينية غير قابلة للكسر أو التصفية أو الإخضاع، وأن تضحيات شعب فلسطين عبر المائة عام الماضية، والتي قدم فيها عشرات آلاف الشهداء، وآلاف من الأسرى الأبطال، ستمنع إلغاء الهوية الوطنية، ولن تمس الثوابت الوطنية".
وأضاف "أن مواقف الإدارة المعادية خلقت غضبا غير مسبوق لدى الشعب الفلسطيني، وشعوب المنطقة، بما يمكن أن يدفع المنطقة نحو مزيد من عدم الاستقرار، وتعزيز الفوضى والإرهاب". وحذر عباس من أن "حرب الإبادة المستمرة على الشعب الفلسطيني، بالترافق مع حملة مسعورة على وكالة أونروا الهادفة لتجويع الشعب الفلسطيني، سوف تدفعان بالمنطقة إلى شفا الهاوية".