خاص| أبو زهري: قرار طوفان الأقصى كان صائباً وأنقذ القضية الفلسطينية من التصفية

08 أكتوبر 2024
القيادي في حماس سامي أبو زهري، 27 سبتمبر 2024 (إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكد سامي أبو زهري أن معركة "طوفان الأقصى" في أكتوبر 2023 كانت قرارًا صائبًا، حيث أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة الإقليمية والدولية، مشيرًا إلى أنها استمرار لنضال طويل ضد الاحتلال الإسرائيلي.

- رفض تحميل حماس مسؤولية الخسائر في غزة، مؤكدًا أن الاحتلال هو المسؤول، وأن التضحيات جزء من نضال الشعوب للتحرر، مستشهدًا بتجربة الجزائر.

- أشار إلى أن المعركة أحبطت مسارات التطبيع وكشفت الأطراف المطبعة، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية أصبحت أولوية عالمية، وأن المقاومة ستستمر حتى النصر.

أبو زهري: نحن في مرحلة استنزاف للعدو والخيارات تضيق على الاحتلال

"الموقف العربي ضعيف والتطبيع طعنة في الظهر"

"اختيار السنوار تم بالإجماع و ولدينا مرونة كبيرة في اتخاذ القرار

قال القيادي في حركة حماس، سامي أبو زهري، في مقابلة مع "العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، إن قرار الحركة بشن معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 "كان قراراً صائباً، لأنها جاءت في مرحلة كانت فيها القضية الفلسطينية قد أصبحت جزءا من الماضي"، مؤكداً أن "الطوفان أنقذها من التصفية".

ورفض أبو زهري تحميل حركة حماس التكلفة البشرية والمادية الكبيرة التي تُدفع في غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي عليها في 7 أكتوبر وحتى اليوم، قائلاً إن المعركة مع الاحتلال الإسرائيلي لم تبدأ منذ "طوفان الأقصى" بل بدأت منذ وجود الاحتلال على الأرض الفلسطينية. وشدد على أن الوسائل السلمية دفعت بالقضية إلى "التذويب والنسيان".

- إذا عدنا إلى السادس من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وبالنظر إلى النتائج القائمة اليوم بعد عام من الحرب، هل كانت الحركة والمقاومة الفلسطينية ستتخذان القرار بشن المعركة؟

نعم، نحن الآن أكثر ثقة بصوابية القرار الذي أخذناه، المعركة جاءت في مرحلة مفصلية كانت فيه القضية الفلسطينية قد أصبحت جزءاً من الماضي، وفي ظل الجرائم المرتبكة في حق الشعب الفلسطيني، قررنا أن نضع القضية على الطاولة الإقليمية والدولية ونعيدها إلى الواجهة، ونجحنا بإعادتها إلى وعي الأمة والعالم أجمع، وهذا الحراك في الساحة العالمية يؤكد أن شعوب العالم أكثر إدراكاً لحق الشعب الفلسطيني، وأكثر وعياً وإنصافاً للقضية الفلسطينية من أي وقت مضى، هناك موجة تأييد واسعة لصالح الشعب الفلسطيني ومنحه حقوقه الوطنية، وهذه النتائج تزيدنا ثقة بأننا كنا على صواب في قرار إطلاق طوفان الأقصى وتفجير المعركة، بالرغم من أن التضحيات عميقة وكبيرة.

- كيف ترد حماس على من يحملها التكلفة البشرية الكبيرة من حيث عدد الشهداء، والمادية من خلال الدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة؟

بكل تأكيد هناك تضحيات عميقة وآلام كبيرة لشعبنا، والمسؤول عن ذلك هو الاحتلال وليس الطوفان أو حركة حماس، المعركة لم تبدأ مع الطوفان فقط، بل بدأت مع أصل المشكلة وهو وجود الاحتلال على أرضنا الفلسطينية، ففي الضفة الغربية مثلاً التي لا تسيطر حماس عليها ثمة جرائم كبيرة يُستخدم فيها الطيران الحربي ويباد فيها الشعب الفلسطيني من خلال جرائم الاحتلال غير المسبوقة والفظيعة، وهذا يؤكد أن المشكلة هي لدى الاحتلال، في ما يتعلق بنا كفلسطينيين نحن جربنا الوسائل السلمية وفشلت، وأدت بالقضية إلى التذويب والنسيان، ولو كان لدينا حل آخر وأقل كلفة لسلكناه، لكن الطريق الذي أمامنا لم يكن له بديل وليس أمامنا إلا التضحيات، لإلزام العالم بحل القضية، التضحيات هي سنة الشعوب التي تريد التحرر، وفي مقدمة ذلك الشعب الجزائري الذي دفع أكثر من مليون ونصف مليون شهيد في ثورة التحرير فقط، ولولا التضحيات لما نعمت الجزائر بالاستقلال، ولا يمكن لنا إلا أن نسلك هذا الطريق، لقد فرضنا أنفسنا على الجميع ونأخذ بزمام الأمور لنفرض على العالم أجمع أن يضع حدا لهذه الجرائم.

- بالنظر إلى الموقف العربي والإسلامي مما يجري منذ اندلاع الحرب على غزة، هل كان سقف هذا الموقف مقارنة مع المواجهة وطبيعتها متوقعاً؟

بلا شك، الموقف الرسمي العربي هو موقف عموماً متفاوت، ولكنه ضعيف ودون المستوى المطلوب، نحن لسنا أمام معركة عادية، نحن أمام معركة اجتثاث، ونواجه حرباً عالمية تقودها أميركا وحرباً صليبية يستخدم فيها الدين غطاءً لهذه الحرب، رغم أننا لا نأخذها باعتبارها مواجهة دينية، ونحن نواجه حربا قاسية وصعبة، وضعف الموقف العربي يغري العدو ليمعن في شكل الإبادة الموجهة ضد الشعب الفلسطيني، لكن كل ذلك لن يكسر إرادتنا، نحن أصحاب حق وسنفرض أنفسنا وإلا ستستمر القضية دون حل وهذا لا يمكن قبوله .

- بحسب الوثيقة التي أصدرتها حركة حماس بعد شن معركة طوفان الأقصى، يتضح أن إحباط مسارات التطبيع كان أحد أبرز الأهداف السياسية للطوفان، هل تحقق هذا الهدف برأيكم؟

بلا شك، كان لمعركة طوفان الأقصى دور كبير في فضح الأطراف التي طبّعت مع الاحتلال الصهيوني، لكن معركة طوفان الأقصى أسهمت في قطع الطريق أمام الدول التي أرادت التطبيع، ولو لم تكن المعركة لكنّا أمام انهيارات سياسية في المنطقة، إلا أن طوفان الأقصى أوقفت وأعطبت هذا المسار، والتطبيع بالنسبة لنا جريمة وطعنة في ظهر الشعب الفلسطيني وندعو كل الأطراف المطبعة بالتراجع هذه الجريمة.

- أين ترى القضية الفلسطينية اليوم بعد عام من "طوفان الأقصى"؟

إنها على الطاولة العالمية، وفي مقدمة أولويات الرأي العام الغربي الذي كان متأثراً على مدار عقود طويلة بالرواية الإسرائيلية، واليوم بات أكثر وعيا وإنصافا ومع حق الشعب الفلسطيني وإلى جانبه خاصة الشباب الغربي، بعد أن أدركوا أنهم أمام كيان متوحش خدع العالم الغربي على مدى العقود السابقة، وهذا يسهم بالمزيد من الضغط لإنهاء الاحتلال للأرض الفلسطينية وكشف الصهيونية، ما يسهم في تعزيز قوة موقف الفلسطينيين وتحصين قضيتهم من المؤامرات والتصفية.

تقارير عربية
التحديثات الحية

- بعد استشهاد إسماعيل هنية، تم انتخاب يحيى السنوار بديلاً له على رأس المكتب السياسي للحركة، لكن هنية كان يتحرك على المستوى الخارجي، هل يؤثر وجود السنوار في غزة على الملفات السياسية؟

اختيار السنوار بعد استشهاد القائد إسماعيل هنية، جاء باجماع مؤسسات الحركة، وهو أهل لهذا الموقع، ونعتز به كقائد كبير، أما على الصعيد الإداري، لدينا الكثير من المرونة في القرار، بما يراعي الظروف والجوانب الأمنية، ووفق العديد من الإجراءات التي لا تؤثر على سرعة اتخاذ القرار والمرونة في ذلك.

- انخراط الجبهة اللبنانية عبر حزب الله في المواجهة كلفته اغتيال صف قيادته الأول، هل تعتقدون أن هذه الجبهة ما زالت قادرة على الإسناد في الوقت الحالي؟

نعتز بحزب الله وبالموقف الذي تبناه وما قدمه من أجل إسناد غزة ومقاومتها، وهذا شيء سنحفظه للحزب ولشعبنا في لبنان، وبرغم الضربات التي تلقاها الحزب، إلا أننا نثق في أنه قادر على الاستمرار وله القدرة، والحرب سجال، فمثلما نؤلم الاحتلال سيرد علينا، ورغم أن الفرق هائل بين موازين القوى لدينا ولديه، لكن بالإرادة واليقين بالله، فإننا قادرون على مواجهة هذه الجرائم ودحر الاحتلال.

- ما هي تصوراتكم لأفق المواجهة القائمة، وما هي حدود التسوية الممكنة التي تعتقدون أنها كفيلة بإنهاء الحرب؟

تصوراتنا أننا أمام معركة قاسية وطويلة وفيها الكثير من الآلام والتضحيات، لكن الاحتلال لن يفلح في فرض منطقه، وهو يغرق في المنطقة ويقول إنه يحقق الانجازات لكنها غير واقعية في ظل صمود المقاومة، وإذا كان قد فشل في نموذج غزة وصمدت عاما كاملا، رغم أطنان القنابل التي ألقيت عليها وصمدت بمقاومتها وشعبها، فها هي في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2024 عادت لتباشر وتؤلم الاحتلال وتضرب عمقه في تل أبيب وفي كل مناطقه، وفي غلاف غزة، وهذا يؤكد أن المقاومة قوية، وأننا في مرحلة استنزاف للعدو. بصفتنا فلسطينيين ليس لدينا خيار آخر، بل سنستمر في المواجهة، وسننجح في ذلك بالتأكيد، أما بالنسبة للاحتلال فهو لص والخيارات أضيق عليه، هو يستطيع أن يقتل ولكنه سيغرق في النهاية، وهو يفقد الثقة تدريجيا، وما يدل على ذلك أن مئات الآلاف من الصهاينة رحلوا من أرض فلسطين بعد معركة طوفان الأقصى، و80% ممن كانوا في غلاف غزة، أكدوا في أحد الاستطلاعات أنهم لن يعودوا إلى المناطق التي كانوا يسكنون فيها، وهذا يدل على انعدام الثقة لدى الصهاينة، ويدل على أن يقيننا بالانتصار أكبر، وأن ذلك يفرض علينا أن نواصل مقاومتنا ونخفف على شعبنا، وثقتنا أن الاحتلال لا خيار له إلا الرحيل عن أرضنا الفلسطينية.

المساهمون