أعلن نائب رئيس المجلس العسكري في السودان محمد حمدان دقلو (حميدتي)، اليوم السبت، ترك أمر الحكم للمدنيين في السودان وتفرّغ القوات النظامية لأداء مهامها الوطنية.
وقال في بيان صحافي حول الوضع السياسي في البلاد، نشرته وكالة الأنباء السودانية الرسمية، متوجهاً للشعب السوداني: "لعلكم تابعتم القرارات التي أصدرها رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في الرابع من يوليو/تموز الماضي، هذه القرارات التي عملنا على صياغتها معاً، وعبر تشاور مستمر، وبروح الفريق الواحد، وبنية صادقة أن نوفر حلولاً للأزمة الوطنية مهما كلفتنا من تنازلات، فنحن لن نتمسك بسلطة تؤدي لإراقة دماء شعبنا والعصف باستقرار بلادنا، لذا فقد قررنا معاً إتاحة الفرصة لقوى الثورة والقوى السياسية الوطنية لأن يتحاوروا ويتوافقوا من دون تدخل منا في المؤسسة العسكرية، وقررنا بصورة صادقة أن نترك أمر الحكم للمدنيين، وأن تتفرغ القوات النظامية لأداء مهامها الوطنية السامية المنصوص عليها في الدستور والقانون".
ودعا حميدتي كل قوى الثورة والقوى السياسية الوطنية للإسراع في الوصول لحلول عاجلة، تؤدي لتشكيل مؤسسات الحكم الانتقالي، مؤكداً أنه سيبذل قصارى جهده لتذليل أي صعاب قد تواجههم، في سبيل الوصول إلى ما يخرج السودان إلى بر الأمان.
وفي 4 يوليو/تموز الجاري، أعلن البرهان عدم مشاركة المؤسسة العسكرية في الحوار الوطني برعاية "الآلية الثلاثية".
وقال في خطاب مصوَّر إن انسحاب الجيش من الحوار يأتي "لإفساح المجال للقوى السياسية والثورية والمكونات الوطنية لتشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة تتولى إكمال مطلوبات الفترة الانتقالية".
وانطلقت عملية الحوار المباشر برعاية أممية أفريقية في 8 يونيو/حزيران الماضي، لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد، وفي الـ12 من الشهر ذاته، أعلنت الآلية الثلاثية تأجيل جولة الحوار الثانية إلى موعد يُحدَّد لاحقاً.
ويشهد السودان منذ انقلاب البرهان في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021 تظاهرات حاشدة رفضاً لحكم العسكر وللمطالبة بالعودة إلى الحكم المدني، شهدت سقوط قتلى وجرحى نتيجة قمع الجيش لها.