حلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي يهددان روسيا بـ"عواقب وخيمة" إذا هاجمت أوكرانيا

17 ديسمبر 2021
عقد رؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء في الاتحاد قمة في بروكسل (دورسون أيديمير/الأناضول)
+ الخط -

حذر حلف شمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الأوروبي، الخميس، موسكو من "عواقب وخيمة" إذا تدخلت عسكرياً في أوكرانيا، بعد رفض اعتراض روسيا على انضمام كييف المحتمل إلى الحلف.

وأكد رؤساء دول وحكومات الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في قمة في بروكسل، أن "أي عدوان جديد ضد أوكرانيا ستكون له عواقب وخيمة وثمن باهظ". وورد ذلك في نتائج أقرّت بالإجماع بعد مناقشات في جلسة مغلقة استمرت ساعات حول العقوبات الاقتصادية الأوروبية الممكنة.

من جهته، شدد الحلف الأطلسي في بيان صدر بالتزامن مع إعلان موقف قادة الاتحاد الأوروبي، على أن "أي عدوان آخر ضد أوكرانيا ستكون له عواقب وخيمة، وسيكون الثمن الذي يتعين دفعه باهظًا".

وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ بعد اجتماع في مقر الناتو مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، "لن نساوم إطلاقاً على حق أوكرانيا في اختيار مسارها، وحق الحلف في حماية جميع أعضائه والدفاع عنهم، وعن واقع وجود شراكة بين الناتو وأوكرانيا".

وتطالب روسيا الحلف الأطلسي بالتخلي "رسمياً" عن قراره لعام 2008، بفتح الباب أمام أوكرانيا وجورجيا للانضمام إلى التكتل، في خطوة تشكل خطاً أحمر بالنسبة إلى الكرملين.

وقال ممثل دولة أوروبية لوكالة "فرانس برس" الخميس: "علينا تجنب الدخول في لعبة موسكو". وأضاف: "في مواجهة الضغط العسكري الذي تمارسه روسيا، يجب أن نتجنب الأخطاء"، معتبراً أن "قبول الشروط الموضوعة سينم عن ضعف، لكن يجب تجنب التصعيد أيضاً".

وكانت روسيا سلّمت، الأربعاء، مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأوروبية كارين دونفريد خلال زيارتها لموسكو، لائحة "مقترحات" بشأن الضمانات القانونية المطلوبة من الناتو خلال زيارتها لموسكو. وزارت دونفريد بروكسل الخميس، لعرض هذه المقترحات على سفراء الدول الأعضاء في الحلف، كما ذكرت مصادر دبلوماسية في الناتو.

وأضفى ستولتنبرغ طابعاً رسمياً على رفض طلب موسكو، بينما أكد قادة دول الاتحاد الأوروبي التي ينتمي 21 منها إلى الحلف الأطلسي، تصميماً على عدم الرضوخ، ودعوا روسيا إلى حوار مع كييف.

سرية العقوبات

لم تنشر أي معلومات عن الرد الممكن في البيان. وأوضح دبلوماسي أوروبي أن "ترك الخصم في حالة غموض هو أفضل طريقة لاستخدام سلاح العقوبات". وقال رئيس الحكومة البولندية ماتوش مورافيتسكي إن خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" (السيل الشمالي الثاني) بين روسيا وألمانيا الذي اكتمل أخيراً، ولكن لم يتم تشغيله "يشكل قطعة واحدة من اللغز الكبير".

وذكر مصدر دبلوماسي أن المستشار الألماني الجديد أولاف شولتز لم يكشف حتى الآن علناً، موقفه من استخدام خط أنابيب الغاز ضد موسكو، لأن هذه القضية تسبب انقساماً داخل تحالفه. ولم يخفِ فولوديمير زيلينسكي الذي يؤيد فرض عقوبات وقائية على موسكو، خيبة أمله بشأن ما كان ينتظره من الاتحاد الأوروبي. وقال آسفاً إن "العديد من القادة الأوروبيين لا يفهمون بشكل عام ما يحدث على حدودنا".

وبينما تقاتل القوات الأوكرانية القوات الانفصالية الموالية لروسيا في منطقة دونباس (شرق) التي تتهم موسكو بدعمها، تعهد زيلينسكي "عدم الاستسلام للاستفزازات"، و"عدم اتخاذ أي موقف عدواني". ودعت الدول الـ27 إلى "تشجيع الجهود الدبلوماسية" مع موسكو في إطار "صيغة النورماندي".

وأرسيت أسس هذا الشكل من المحادثات الدبلوماسية في قمة مينسك في 2015، بموافقة بوتين، وتلعب فيه فرنسا وألمانيا دور وساطة في المفاوضات بين الطرفين المتحاربين.

(فرانس برس)

المساهمون