استمع إلى الملخص
- **خطط ترامب للناتو وأوكرانيا**: يخطط ترامب لإعادة توجيه راديكالية للناتو بزيادة الإنفاق الدفاعي وتقليص دور الولايات المتحدة الأمني، مع التفاوض مع موسكو حول الأراضي الأوكرانية ومنع توسع الناتو شرقاً.
- **تحركات الدول الحليفة**: قادة الدول الحليفة، مثل ألمانيا وبولندا، يتواصلون مع فريق ترامب. تعهد ترامب بحل أزمة أوكرانيا قبل 2025، مع الضغط لوقف النار والتفاوض على خطة للسلام.
يخيّم طيف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، على الاجتماعات التي يعقدها زعماء حلف شمال الأطلسي (ناتو) في واشنطن هذا الأسبوع، بمناسبة مرور 75 عاماً على إنشاء الحلف، الذي شكّك ترامب مراراً خلال ولايته بين عامي 2016 و2020، في جدوى بقائه، وطالب بمساهمات مالية دفاعية أكبر للدول المنضوية فيه. فبينما يحتفل الحلف بعيده الـ75، وقد استعاد جدواه في ظلّ الحرب الروسية على أوكرانيا، مع أجندة تقوم على التوسع شرقاً وانضمام دول جديدة إليه، تطغى إمكانية عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، على ما عداها في واشنطن، ويبدو الرئيس جو بايدن، المؤمن بأهمية "ناتو" ودوره في صدّ "الخطر الروسي"، أكثر ضعفاً، حيث يواجه دعوات حتى من داخل حزبه الديمقراطي للانسحاب من السباق الرئاسي المقرّر في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، والمرشح إليه ترامب أيضاً.
يريد ترامب الضغط لوقف النار في أوكرانيا ثم التفاوض
ولهذه الأسباب، يبدو "الحجّ" حتمياً، لدى قادة الدول الحليفة للولايات المتحدة، إلى برج ترامب في نيويورك، أو منتجع مارآلاغو في فلوريدا، أو إلى مكان بالإمكان فيه الاستماع إلى خطط ترامب إذا ما عاد رئيساً، في محاولة لإيجاد أرضية مشتركة للمضي قدماً في مواجهة روسيا واستمرار إنعاش الحلف الذي تأسس عام 1949، لمواجهة خطر تمدّد الاتحاد السوفييتي.
خطط دونالد ترامب للناتو وأوكرانيا
وكان موقع "بوليتيكو" قد أشار قبل أيام قليلة، في الثاني من يوليو/تموز الحالي، نقلاً عن مسؤولين في مجلس الأمن القومي السابق بعهد ترامب، وخبراء دفاع أميركيين، أن خطط ترامب إذا ما عاد إلى الرئاسة، لن تتضمن هذه المرة انسحاب الولايات المتحدة من حلف شمال الأطلسي، لكن ذلك "لا يعني أن الحلف سيبقى بمنأى عن تداعيات عودة ترامب إلى الحكم".
وقالت المصادر إن ترامب لن يشدّد فقط على زيادة الدول المنضوية في الحلف لما يتحتَّم عليها من الإنفاق الدفاعي، بل سيقوم بـ"إعادة توجيه راديكالية" للحلف، وسيفرض تقليص الولايات المتحدة لدورها الأمني داخل الحلف مع الإبقاء على مظلتها النووية فوق أوروبا، كما أن من خططه المتعلقة بأوكرانيا، العمل على صفقة، يلتزم من خلال "ناتو" بعدم التوسع شرقاً أكثر، وتحديداً إلى جورجيا وأوكرانيا، والتفاوض مع موسكو حول ما يمكن لها الاحتفاظ به من الأراضي الأوكرانية.
وأحد المصادر التي تحدثت لـ"بوليتيكو"، هو الجنرال المتقاعد كيث كيلوغ، أحد المسؤولين الأمنيين الكبار في إدارة بايدن السابقة، والذي قد يكون له دور كبير في مجلس الأمن القومي المقبل إذا ما عاد الرئيس الجمهوري إلى واشنطن. وفي تقرير لها نشر أمس الاثنين، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال"، عن كيلوغ أيضاً، قوله، إن محاولة المسؤولين الأجانب وقادة الدول الغربية التواصل مع فريق دونالد ترامب خلال الأشهر الماضية، أصبحت "مألوفة"، موضحاً أنه "منذ نوفمبر الماضي، شهدنا على 160 اتصالاً مع مسؤولين أجانب، بمن فيهم سفراء ووزراء، خصوصاً وزراء دفاع". وأضاف: "لقد تحدثنا (بوصفنا فريق ترامب) معهم جميعاً، ولتبسيط الأمور، فإنهم يحاولون تلافي أضرار الأخطار المقبلة (إذا ما فاز ترامب بالرئاسة)".
يريد ترامب سحب ورقة انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي من التداول، والدفع بكييف وموسكو إلى التفاوض على خطّة للسلام
وكان المستشار الألماني أولاف شولتز قد دعا خلال زيارة له إلى واشنطن في يناير/كانون الثاني الماضي، مشرعين في الكونغرس داعمين لترامب، إلى العشاء. أما كبير مستشاريه وولغانغ شميدت، فإنه منذ فترة، يعمل على بناء شبكة علاقات من الداعمين لترامب بمن فيهم مانحون ومشرعون ومسؤولون في الإدارة الجمهورية السابقة.
وفي إبريل/نيسان الماضي، التقى الرئيس البولندي أندريه دودا، ترامب، في برج الأخير في نيويورك، وحاول إقناع الرئيس الأميركي السابق بأهمية انتصار أوكرانيا في الحرب بحسب ما أعلن. وكان ترامب قد تعهد أخيراً بأنه سيحلّ أزمة الحرب الأوكرانية حتى قبل تسلّمه الحكم رسمياً في 20 يناير 2025. وعلى عكس إدارة بايدن التي قدّمت دعماً مفتوحاً لأوكرانيا (وصف دونالد ترامب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه تاجر ماهر)، يريد فريق ترامب الضغط لوقف النار، وذلك بحسب ما كتب كيلوغ، وكبير الموظفين السابق في مجلس الأمن القومي بعهد ترامب، فريد فليتز، في ورقة نشرها معهد سياسات أميركا أولاً، مع سحب ورقة انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي من التداول، والدفع بكييف وموسكو إلى التفاوض على خطّة للسلام. وكتب كيلوغ: "نتوجه إلى كييف ونقول، إذا لم تقبلوا بالصفقة، فإن دعمنا لكم سيجف، كما سنتوجه إلى الروس ونقول، إذا لم تقبلوا بالصفقة، فإننا سنمد أوكرانيا بكل ما هو عسكري ولم نقدمه لها سابقاً بأعداد كبيرة".
وليست وحدها دول "ناتو" حريصة على العودة إلى نسج العلاقات مع دائرة ترامب، بل أيضاً دول أخرى خارج الحلف حليفة لواشنطن، كاليابان وأستراليا. وبحسب "وول ستريت جورنال"، فإنه حتى المكسيك، تحاول نسج مثل هذه العلاقات. ولفتت إلى أن عودة ترامب قد تشكّل تحدياً غير مسبوق لرئيسة المكسيك، كلوديا شينباوم، أول سيّدة ترأس هذا البلد، والأولى اليهودية، وهي أكاديمية يسارية تسلّمت منصبها في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.