في أول مواجهة علنية بين إسرائيل والولايات المتحدة على خلفية أحداث القدس، طالبت حكومة بنيامين نتنياهو إدارة جو بايدن بعدم التدخل في ما يجري في المدينة المحتلة.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية "كان"، أن إسرائيل رفضت البيانات التي أصدرتها مؤسسات رسمية تابعة للإدارة الأميركية، وطالبت تل أبيب بالامتناع عن إخلاء منازل الفلسطينيين في حي الشيخ جراح، ودعت "كل الأطراف" إلى التهدئة.
وحسب الإذاعة، فقد اتصل رئيس مجلس الأمن القومي في ديوان نتنياهو، مئير بن شبات، بمستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، داعياً إلى وقف التدخل الأميركي في ما يجري في القدس المحتلة، مدعياً أن إسرائيل "تدير سياساتها هناك من منطلق سيادي وبمسؤولية وتقدير منطقي".
ونقلت الإذاعة عن مصدر إسرائيلي مسؤول قوله إن بن شبات أوضح لسوليفان أن التدخل الدولي في ما يجري في القدس يمثل "مكافأة للمشاغبين ومن يقفون خلفهم".
وكان أربعة من السيناتورات الديمقراطيين هم بيرني ساندرز، إليزابيث تايلور، كريس هولين، وكريس ميرفي، قد أصدروا بياناً، طالبوا فيه الإدارة الأميركية بالتدخل ضد عمليات الإخلاء "المقيتة" التي تنوي إسرائيل تنفيذها في حي "الشيخ جراح" في القدس.
في سياق متصل، ذكرت إذاعة جيش الاحتلال أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ترأس الليلة الماضية، اجتماعاً حضره قادة الأجهزة الأمنية، تقرّر في نهايته العمل على تجنب الاحتكاك قدر المستطاع.
واتهمت وزيرة المواصلات الليكودية ميري ريغف، العضو في المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن، في مقابلة مع إذاعة جيش الاحتلال، حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" بمحاولة جر إسرائيل إلى مواجهة، محذرة من أن إسرائيل ستردّ على "كل عمل عدائي سواء انطلق من غزة أو القدس".
من ناحيتها، ذكرت صحيفة "هآرتس" أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أوصت صناع القرار في تل أبيب بعدم السماح باتخاذ أية خطوات تسهم في تأجيج الأوضاع في المدينة.
وفي تقرير نشرته الصحيفة اليوم الإثنين، نوه معلقها العسكري عاموس هارئيل إلى أن تعاطي حكومة وشرطة الاحتلال مع "مسيرة الأعلام" التي تنوي المنظمات اليهودية المتطرفة تنظيمها في الأحياء الفلسطينية في القدس تُعدّ اختباراً لتوجه الحكومة الحقيقي.
إلى ذلك، وفي محاولة للضغط على الحكومة الإسرائيلية لتبني سياسات أكثر قمعية ضد الفلسطينيين في القدس، أبلغ زعيم الحركة الكهانية المتطرفة، والنائب في الكنيست، إيتمار بن غفير، حزب "الليكود" بأنه لن يشارك في عمليات التصويت على مشاريع القوانين التي تحاول الكتلة البرلمانية للحزب تمريرها في الكنيست، احتجاجاً على قرار منع المستوطنين من اقتحام المسجد الأقصى اليوم.
من ناحيته، كتب الباحث في "مركز هيرتسليا متعدد الاتجاهات" أوري غولبرغ، على حسابه على "تويتر"، أن التضامن الشعبي الفلسطيني في مواجهة قمع الشرطة جعل الفلسطينيين يدركون أن سلطة القمع الإسرائيلية أضعف مما كانوا يعتقدون، مشدداً على أن هبة القدس أظهرت إسرائيل في أوج ضعفها.
أما الكاتب الإسرائيلي جيرشون بسكين، فقد كتب على حسابه على "تويتر" أنه على الرغم من أن إسرائيل تزعم أن القدس عاصمتها الموحدة، إلا أن الأحداث في المدينة تدل على أنها لم تكن مقسمة في يوم من الأيام كما هي الآن.