تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي ملاحقة الشبان الفلسطينيين المشاركين في هبة الكرامة، وتفرض بحقهم أحكاما تصل لعدة سنوات، عدا عن فرض غرامات مالية كبيرة، في سبيل منعهم من المشاركة في أي احتجاجات أو مواجهات بالمستقبل.
وأصدرت المحكمة المركزية في حيفا، اليوم الإثنين، حكمًا بالسجن لعشر سنوات على أدهم بشير، من مدينة عكا (25 عاما)، على خلفية أحداث هبة الكرامة التي اندلعت في مايو/ أيار 2021 احتجاجا على العدوان الإسرائيلي على القدس وقطاع غزة.
كما فرضت المحكمة غرامة مالية بقيمة 150 ألف شيكل بحق بشير وذلك بتهمة "القيام بعمل إرهابي والإخلال بالنظام". فيما سادت المحكمة أجواء مشحونة بين ذوي المعتقل وعدد من المستوطنين.
ووفق لائحة الاتهام، كان بشير قد شارك في هبة الكرامة، ورمى حجارة رفقة آخرين على سيارة الإسرائيلي مور غنشفيلي بيوم 12 مايو/ أيار 2021 في عكا.
وكانت النيابة العامة قد طالبت بإصدار حكم قاس على بشير بين عشرة وثلاثة عشر عاما.
ويحاكم في هذه القضية (الهجوم على سيارة غنشفيلي) ثمانية فلسطينيين من عكا، أحد هؤلاء بلال حلواني، من عكا، الذي فُرض عليه حكم بالسجن لسنة واحدة، إثر إدانته بالمشاركة في "أعمال شغب". ولا تزال محاكمة المعتقلين الستة مستمرة.
وسبق أن أطلق الجهاز القضائي الإسرائيلي والسلطات الإسرائيلية أحكاماً جائرة وعنصرية بحقّ معتقلي "هبّة الكرامة"، علماً أنها تواصل اعتقال 34 شابا من عكا، ونحو خمسين من باقي المدن المختلطة.
السجن لـ4 شبان من طمرة
وفي السياق، فرضت المحكمة في حيفا، الأسبوع الماضي، أحكاماً بالسجن على أربعة شبان من مدينة طمرة من معتقلي هبة الكرامة، حكمت على ثلاثة منهم هم محمد أبو الهيجاء ومحمد أبو رومي وبهاء أبو الهيجاء بالحبس لمدة 7 سنوات، وعلى الرابع إبراهيم مريح بالحبس لمدة 5 أعوام.
وحذرت لجنة المتابعة لفلسطينيي الداخل في بيان لها، اليوم، من "استفحال الفاشية الإسرائيلية على كافة المستويات"، مؤكدة وقوفها إلى جانب شبان طمرة الذين فرضت عليهم أحكام جائرة.
وأكدت لجنة المتابعة العليا أن "العنصرية والعداء البهيمي للعرب وللفلسطينيين ليس جديدا على إسرائيل، بل هو متأصل في ممارساتها، إلا أن رياحا فاشية سامة ومتصاعدة تهبُّ على حياتنا نحن أبناء الشعب الفلسطيني في أعقاب نتائج الانتخابات الأخيرة".
وكان مئات الشبّان قد اعتُقلوا على خلفية هبّة الكرامة التي شهدتها البلدات العربية والمدن الساحلية التاريخية عندما خرج فلسطينيو الداخل في تظاهرات تضامناً ودعماً للقدس والمسجد الأقصى وقطاع غزة، ورفضاً لعمليات التطهير العرقي في حيّ الشيخ جرّاح، وتنديداً باعتداءات المستوطنين على المواطنين العرب بحماية الشرطة الإسرائيلية.
ومنذ الهبة تلاحق المؤسسة الإسرائيلية القيادات السياسية الوطنية بالداخل الفلسطيني، عبر الاعتقال وأروقة المحاكم، وتتهمهم بالتحريض عبر مشاركتهم منشورات في "فيسبوك".