مع ارتفاع عدد شهداء "حزب الله" خلال ثلاثة أسابيع من الاشتباكات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي على الحدود اللبنانية الجنوبية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، يسعى الحزب اللبناني لوقف خسائره، مع استعداده لاحتمال نشوب صراع طويل الأمد، وفق ما أكدته مصادر مطلعة لوكالة "رويترز"، اليوم الثلاثاء.
ومنذ بدء المناوشات على الحدود بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، خسر الحزب 47 مقاتلاً، وهو نحو خمس عدد شهدائه في حرب يوليو/تموز 2006.
ومع استشهاد معظم عناصره في غارات بطائرات مسيّرة، كشف "حزب الله" النقاب عن قدراته الصاروخية أرض-جو للمرة الأولى، وأعلن، يوم الأحد، أنه أسقط طائرة مسيّرة إسرائيلية.
ويقول مصدر لـ"رويترز" إن استخدام الصواريخ المضادة للطائرات كان إحدى الخطوات العديدة التي اتخذها الحزب للحدّ من خسائره، والتصدّي للمسيّرات الإسرائيلية التي استهدفت مقاتليه في المناطق الصخرية وبساتين الزيتون على طول الحدود، مؤكداً أن "حزب الله" اتخذ إجراءات لتقليص عدد شهدائه، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وتقول مصادر مطلعة إنه منذ اندلاع الصراع في غزة، حرص الحزب على احتواء الاشتباكات في المنطقة الحدودية، حتى مع إشارته إلى استعداده لحرب شاملة إذا لزم الأمر.
وامتنع "حزب الله" حتى الساعة عن إطلاق صواريخ على غرار صواريخ الكاتيوشا غير الموجهة، وغيرها من تلك التي يمكن أن تصل إلى عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهي خطوة قد تؤدي إلى التصعيد، واكتفى مقاتلوه، وفق المصادر، بضرب أهداف مرئية عبر الحدود، باستخدام أسلحة مثل صواريخ "كورنيت" الموجهة المضادة للدبابات، وهو سلاح استخدمه على نطاق واسع في حرب عام 2006.
وفيما ساعدت تكتيكات "حزب الله" حتى الآن في احتواء الصراع، إلا أن الهجمات التي ينفذها على مواقع يمكن رؤيتها عبر الحدود تعني أن مقاتليه بحاجة إلى أن يكونوا قريبين من أهدافهم، ما يجعلهم أكثر عرضة لنيران الجيش الإسرائيلي.
وتترقب الأوساط اللبنانية والعربية كلمة الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، يوم الجمعة، في إطلالة هي الأولى له منذ بدء عملية "طوفان الأقصى" والمعركة الدائرة على الحدود اللبنانية الجنوبية مع فلسطين المحتلة منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول.
وقال مصدرٌ نيابيٌّ في "حزب الله" لـ"العربي الجديد"، إن "موقف حزب الله بات معروفاً لناحية الجرائم الإسرائيلية الوحشية التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني وأهالي غزة، وكذلك لجهة إدانته المواقف الأميركية والغربية الداعمة للإبادة الإسرائيلية ضدّ المدنيين في القطاع، ومن هذا المنطلق سيكون حديث نصر الله الذي سيوجه فيه رسائل للغرب والعرب أيضاً حول ما يحصل، وأخرى تهديدية للأميركي والإسرائيلي، كما ستكون هناك رسائل سياسية للداخل اللبناني ربطاً بالاتصالات الدبلوماسية التي تحصل وتدعو إلى عدم دخول حزب الله في الصراع".
وأضاف المصدر أن "نصر الله سيتطرّق إلى الأوضاع في الجنوب اللبناني، التي ستتصل بها مواقف عالية السقف لناحية حق المقاومة بالدفاع عن الأرض والردّ على الاعتداءات الإسرائيلية، ولناحية جهوزية المقاومة القادرة على إحداث مفاجآت لا يتوقعها الإسرائيلي، كما سيوجّه تحية كبيرة للشهداء... وكل المقاومين الذين يدافعون عن غزة ولبنان".