استمع إلى الملخص
- بلينكن أكد على جهود الولايات المتحدة لإنهاء المعاناة في غزة والتوصل إلى وقف إطلاق النار، بينما تم القبض على إحدى الحاضرات بتهمة مقاطعته واتهامه بالكذب.
- أشار بلينكن إلى جهود التطبيع بين إسرائيل والسعودية، مؤكدًا على ضرورة تفاهمات بين الولايات المتحدة والسعودية في ملفات مختلفة وخريطة طريق لإنشاء دولة فلسطينية، مع الإشارة إلى احتجاجات مماثلة في مجلس الشيوخ.
بأياد ملطخة بالدماء وهتافات غاضبة، واجه عدد من الحاضرين وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أثناء جلسة لمجلس النواب، اليوم الأربعاء، في خطوة تأتي بعد ساعات من احتجاج مماثل ضد الوزير أمام مجلس الشيوخ، أمس الثلاثاء، على خلفية موقف الإدارة الأميركية من الحرب على غزة.
ولدى مناقشة مجلس النواب ميزانية وزارة الخارجية 2025، رفع عشرات الحاضرين أياديهم الملطخة باللون الأحمر من خلف بلينكن طوال فترة الجلسة، وكتب عدد منهم على ذراعه عبارة "فلسطين حرة". واستقبل آخرون بلينكن بتساؤلات حول الأطفال الذين تقتلهم إسرائيل في غزة والآخرين المدفونين تحت الركام، والآلاف الذين جرى بتر أقدامهم وأيديهم جراء القصف الإسرائيلي.
وألقت الشرطة القبض على إحدى الحاضرات بعد مقاطعتها بلينكن عندما قال إن الولايات المتحدة تفعل ما بوسعها لإنهاء المعاناة الإنسانية الرهيبة في غزة، ومنع الصراع من الانتشار إلى جبهات أخرى في الشرق الأوسط. ووصفت السيدة الأميركية تصريحات بلينكن بالأكاذيب، وقالت إن تحرير فلسطين "يعني تحريرنا جميعاً".
ورداً على سؤال عضو بمجلس النواب حول كيفية مساعدة الميزانية في الضغط على حركة حماس من أجل إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، قال وزير الخارجية الأميركي: "كنا قريبين جداً في مناسبتين من الوصول إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، وأعتقد أن أسرع طريقة لإعادة الرهائن هي تغيير الظروف في غزة، حتى تصل المزيد من المساعدات الإنسانية إلى الأشخاص الذين هم بحاجة إليها، وإنشاء الأساس الذي يمكن أن نبني عليه حلاً دائماً وسلمياً".
وفي رده على طلب عضو بمجلس النواب تعليقاً حول مدى دقة تقرير نشرته قناة "سي أن أن" يشير إلى أن الوسيط المصري غيّر نص اتفاق حول صفقة مع حماس في اللحظات الأخيرة، وأن مصر ترفض السماح بإدخال المزيد من المساعدات، قال وزير الخارجية الأميركي إن مصر "كانت شريكاً مهماً في الجهود المبذولة للوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار، وأيضاً في تقديم المساعدات الإنسانية اللازمة للأشخاص في غزة، ولا يمكنني التعليق على تفاصيل المفاوضات، ولكن حماس رفضت ما أراه اقتراحاً جيداً جرى وضعه على الطاولة، ولدينا قلق عميق فيما يخص إدخال المساعدات عبر بوابة رفح، خاصة في ظل الأنشطة القتالية حولها".
وفي سياق آخر، أشار بلينكن إلى أنه لا يعلم موقف إسرائيل من خطة التطبيع مع السعودية التي تتضمن خريطة طريق لإنشاء دولة فلسطينية، بالإضافة إلى الهدوء في قطاع غزة. وقال: "نحن نحاول الوصول إلى الاتفاق، والذي يتطلب أمرين، أولهما بعض التفاهمات والاتفاقات بين الولايات المتحدة والسعودية في ملفات الأمن والطاقة النووية والتعاون الدفاعي، وهذه الاتفاقات من حيث المبدأ نحن قريبون جداً من إبرامها، وعلى بعد أسابيع من الموافقة عليها، وبالطبع نشرك الكونغرس في المراجعة، والثاني أن السعودية كانت واضحة تماماً في ما يخص خريطة الطريق لإنشاء دولة فلسطينية". وأضاف: "نعمل على كليهما، ونريد أن نصل إلى النتيجة، ولكن لا نعلم حتى الآن موقف إسرائيل، وعلى افتراض أننا أكملنا الاتفاقات بين أميركا والسعودية فإن إسرائيل سيتعين عليها الإجابة".
هتافات ضد بلينكن في مجلس الشيوخ
وكان عشرات الناشطين قد قاطعوا جلسة اجتماع حضرها بلينكن في مجلس الشيوخ، أمس الثلاثاء، قبل القبض على عدد منهم، حيث أصيبت الدبلوماسية الأميركية السابقة آن رايت -في السبعينيات من عمرها- بإصابة في معصمها أثناء قيام الشرطة بإلقاء القبض على ناشط عضو في منظمة "أميركيون مسلمون من أجل فلسطين"، قاطع بلينكن قائلاً: "كانت هند رجب تبلغ من العمر ست سنوات عندما قتلها الجنود الإسرائيليون، لقد قُتل أكثر من 35 ألف فلسطيني في غزة بأموال دافعي الضرائب الأميركيين. دماؤهم على أيديكم. سوف نتذكرك بأنك جزار غزة، وتراثك هو الإبادة الجماعية، وأنت مذنب مثل نتنياهو، وأنت تقتل عائلاتنا يا بلينكن".
كما قاطعت المتطوعة تينا، بمنظمة "كود بينك" بلينكن في الجلسة ذاتها، قائلة: "كان هناك سبع مقابر جماعية خارج المستشفيات، عار عليك"، فيما قالت أوليفيا دينوتشي: "لقد منحت الولايات المتحدة المليارات لإسرائيل، لكن بلادنا بحاجة إلى هذه الأموال من أجل الرعاية الصحية والإسكان ومعالجة تغير المناخ".
وقالت منظمة "كود بينك" في بيان لها: وفقاً للأسلوب الاستبدادي، يواجه اثنان من الناشطين اتهامات بمقاومة الاعتقال، وتهم الاعتداء على ضابط شرطة، رغم أن هناك شهوداً على أنهم لم يعتدوا على أحد. واتهمت المنظمة الشرطة بالتعسّف بعد اعتقال موظفة أثناء خروجها من القاعة، بعد أن رفعت يدها دون أن تقول أي كلمة أو ترفع أي لافتة.
وأكد بيان للمنظمة أن "هذا الاجراء الرمزي برفع اليد لم يؤد أبداً لاعتقال أي شخص طوال العشرين عاماً الماضية داخل الكابيتول هيل، وأنه وفقاً للشرطة فربما يجري احتجازها حتى موعد المحاكمة في يونيو/حزيران المقبل".
وأضاف البيان أن "اعتقال جوليا ليس أقل من قمع سياسي وترهيب. في وقت سابق اعتدوا على أعضائنا في جلسة استماع، والآن يهددون باحتجاز أعضائنا في السجن، رغم عدم القيام بأي شيء على الإطلاق". وتساءلت داناكا كاتوفيتش، المدير الوطني المشارك في المنظمة قائلة: "في أي ديمقراطية تعتقل قوات الشرطة الناشطين المعروفين؟"، مضيفة أن "اعتقال جوليا والاعتداء على نشطائنا يشير إلى حالة أكبر من القمع التي ندخلها في كفاحنا من أجل فلسطين حرة".