حرب غزّة تحرم بايدن أصوات العرب والمسلمين: عمدة ديربورن عبد الله حمود لن ينتخبه

22 يونيو 2024
عمدة ديربورن خلال مقابلة مع وكالة فرانس برس، 18 يونيو 2024 (جيف كوفالسكي/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- عبد الله حمود، أول عمدة مسلم لديربورن، يركز على تطوير البنية التحتية والمتنزهات، ويثير جدلاً بانتقاداته لبايدن ودعمه للحرب على غزة.
- تحت قيادته، شهدت ديربورن تعيين أول رئيس شرطة عربي أميركي وانخفاض المخالفات للسائقين السود، معكساً جهوده لمعالجة العنصرية وتحسين العلاقات بين الشرطة والمجتمع.
- حمود يواجه تحديات في موقفه من بايدن وإسرائيل، مؤكداً على ضرورة الاستماع للرفض الشعبي لممارسات إسرائيل، ويظل شخصية مؤثرة تسعى لإحداث تغيير في السياسة الأميركية.

انتُخب عبد الله حمود قبل عامين كأول عمدة مسلم لمدينة ديربورن الأميركية، في ما كان بمثابة لحظة فاصلة بالنسبة لهذه المدينة، وهي مركز لصناعة السيارات، وموطن لأكبر تجمع للأميركيين العرب في الولايات المتحدة. لكن بينما كان تركيزه المبكر ينصب على تطوير البنية التحتية للصرف الصحي والاستثمار في المتنزهات، دفعته الآن إلى دائرة الضوء على المستوى الوطني انتقاداته الصريحة للرئيس الديمقراطي جو بايدن بشأن دعمه للحرب الإسرائيلية على غزة.

وديربورن، ضاحية في ديترويت، مشهورة بأنها مسقط رأس هنري فورد، وفيها المقر الرئيسي لشركة فورد للسيارات. ويبلغ عدد سكانها حوالي 110 آلاف نسمة، 55 بالمائة منهم يقولون إنهم من أصول شرق أوسطية أو شمال أفريقية. وفي عام 2020، أيد ناخبو ديربورن بايدن بأغلبية ساحقة، ويمكن لأصواتهم أن تقلب الموازين في ميشيغن، وهي ولاية متأرجحة حاسمة قد تقرر في النهاية الفائز بالبيت الأبيض في انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني.

وبرز حمود على المستوى الوطني في يناير/ كانون الثاني الماضي بعد رفضه دعوة للقاء مسؤولي حملة بايدن الذين يسعون إلى الحصول على أصوات المسلمين. منذ ذلك الحين، ساعد في تحفيز حركة شهدت تصويت أكثر من 100 ألف حزبي ديمقراطي في ميشيغن على أساس "غير ملتزم" بدلاً من إعطاء صوتهم لبايدن في الانتخابات التمهيدية للحزب في الولاية المتأرجحة، احتجاجاً على سياسة بايدن تجاه إسرائيل، بينما طلبت منه المرشحة الرئاسية لحزب الخضر جيل ستاين أن يكون نائبها.

لكن حمود لا يستوفي الشرط الدستوري بأن يكون عمره 35 عاماً قبل مارس/ آذار المقبل، كي يقوم بهذا الدور. ويقول إنه لا يعلم لمن سيصوت في الانتخابات الرئاسية المقبلة. ويضيف في مقابلة مع وكالة فرانس برس: "أنا أول من يقول إننا لا نرغب بإعادة انتخاب (دونالد) ترامب للبيت الأبيض". وتابع الأب لطفلين "أود أن أقول إنه لم يكتسب أي مرشح رئاسي صوتي"، وحث الحزبين على الانتباه إلى الرفض الشعبي المتزايد لممارسات إسرائيل.

وأضاف "إذا نظرت إلى مختلف بيانات الاقتراع التي تظهر في كلّ أنحاء البلاد، من الساحل إلى الساحل، فإن القضايا التي كنا ندافع عنها ونناضل من أجلها... هي قضايا تحظى بدعم شعبي". وتضم هذه المطالب وقفاً دائماً لإطلاق النار، باعتباره السبيل لتوفير ملاذ آمن لجميع المحتجزين والأسرى، والوصول غير المقيد إلى المساعدات الإنسانية، ووقف توريد الأسلحة إلى إسرائيل.

ونشأ حمود، وهو ابن مهاجرين لبنانيين، في أسرة "عاملة فقيرة". كان والده يقود شاحنة، بينما كان جده لوالدته يعمل في خط تجميع مصنع للسيارات. وأشار إلى أن الحزب الديمقراطي كان جاذباً له بسبب دعمه للحركة العمالية، وأن الحزب الجمهوري كان منفراً بسبب ما قال إنه تاريخه في "شيطنة الأميركيين العرب والأميركيين المسلمين وغيرهم من الأشخاص الملونين".

كان حمود يحلم بأن يصبح طبيباً، لكنه لم يحصل على الدرجات العلمية المطلوبة. وبدلاً من ذلك، تدرب اختصاصي في علم الأوبئة، وبدأ في تسلق سلم الشركة مديراً تنفيذياً للرعاية الصحية. لكن بعد وفاة أخيه الأكبر، أعاد تقييم أولوياته، وفي عام 2016، فاز في انتخابات المجلس التشريعي للولاية. وفي عام 2022، أصبح حمود الثاني من أصل ثلاثة رؤساء بلديات مسلمين جدد في مدن ديربورن، وديربورن هايتس، وهامترامك بجنوب شرق ميشيغن.

وشرع حمود على الفور في تصحيح أخطاء تاريخية، فعلى مدى عقود من الزمن، شابت المدينة سمعة العنصرية التي تجسدت في سياسات فصل عنصري علنية انتهجها العمدة السابق أورفيل هوبارد. وقام حمود بتعيين أول رئيس شرطة عربي أميركي في المدينة، مما أدى إلى انخفاض كبير في المخالفات الصادرة للسائقين السود في غضون عام، بحسب المتحدث باسمه.

هل سيؤيد حمود بايدن في الانتخابات؟

ولحين اندلاع الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، كان حمود يعتبر بايدن رئيساً "يمكنه إحداث تغيير"، لكنه يعتقد الآن أن "الإبادة الجماعية تفوق تأثير تلك السياسة الداخلية". وتجنب حمود الرد على سؤال إن كان بإمكانه تأييد بايدن في نهاية المطاف، وفي ظروف مناسبة، مشدداً على أنه مهما يقول الرئيس الأميركي الآن، فإن الأوان قد فات بالنسبة لبعض ناخبيه الذين فقدوا العشرات من أقاربهم بسبب القصف الإسرائيلي.

ولكنه أشار إلى أنه ليس لديه أدنى شك بأن ترامب، الذي فرض حظر سفر على المسلمين خلال فترة ولايته، سيكون بمثابة كارثة مطلقة، مستشهداً بتسليح الجمهوريين للسعودية ضد اليمن، ودعم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، ونقل السفارة الأميركية إلى القدس. ويرفض حمود الانتقادات التي تقول إن مدينته قد تكون مسؤولة عن عودة محتملة لترامب إلى البيت الأبيض، عبر عدم تقديمهم الدعم لبايدن.

ورداً على سؤال حول كيفية الرد على هذه الانتقادات، رأى حمود أن "السؤال يجب أن يُطرح على الرئيس جو بايدن: ماذا سيفعل لمنع إعادة انتخاب ترامب في نوفمبر المقبل؟ ماذا سيفعل للمساعدة في منع انهيار الديمقراطية الأميركية ونسيج مجتمعنا؟".

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون