كشف مسؤول عراقي في بغداد، عن مساع جديدة يبذلها مكتب رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، لإعادة استئناف جلسات الحوار السعودي الإيراني في بغداد.
وكانت طهران أعلنت إلغاء جولة حوار خامسة مع الرياض، كانت مقررة في بغداد، احتجاجاً على تنفيذ السلطات السعودية العشرات من أحكام الإعدام، من بينهم مواطنون من الطائفة الشيعية، فضلاً عن 7 يمنيين منتمين إلى جماعة "أنصار الله" (الحوثيين).
الحوارات السعودية الإيرانية بحاجة لأجندة واضحة
وأعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، أمس الإثنين، عن استعداد بلاده لاستئناف الحوار مع السعودية. وأكد خطيب زادة، في مؤتمر صحافي، أن "هذه الحوارات بحاجة إلى أجندة واضحة".
وقال: "قدمنا آراءنا بشكل مكتوب" للجانب السعودي، "ومن الأفضل أن تقوم السعودية أيضاً بتقديم وجهات نظرها بشكل مكتوب".
تتولى ثلاث شخصيات حكومية عراقية مهمة تحديد موعد لقاء جديد بين إيران والسعودية
وانطلق الحوار بين إيران والسعودية في إبريل/نيسان 2021، في بغداد، بعدما نجحت جهود الحكومة العراقية بجمع الطرفين حول طاولة واحدة. وعقدت طهران والرياض حتى الآن أربع جولات، آخرها كان نهاية سبتمبر/أيلول الماضي.
وكان من المقرر أن تنعقد الجولة الخامسة الشهر الماضي، حسب إعلان وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، لكن إيران ألغتها احتجاجاً على تنفيذ السعودية سلسلة إعدامات في 12 مارس/آذار الماضي، شملت يمنيين اتهموا بأنهم أعضاء في جماعة الحوثيين وبعض أبناء الطائفة الشيعية بالسعودية.
إيصال وجهات نظر الطرفين
وأبلغ مسؤول بوزارة الخارجية العراقية، "العربي الجديد"، في اتصال عبر الهاتف، أن ثلاث شخصيات حكومية لم يسمها تتولى مهمة تحديد موعد عقد لقاء جديد بين الجانبين.
وأكد أنه "لغاية الآن لم يرشح موعد محدد. الإيرانيون لا يرغبون بنسخ مكررة عن الجولات الأربع السابقة. يرغبون بالاتفاق على محاور محددة لبحثها، ومهمة العراق حالياً إيصال وجهات نظر الطرفين".
واعتبر المسؤول أنه "من المبكر الإجابة عن كون نتائج الحراك أو المفاوضات بين السعوديين والإيرانيين جيدة أو تدعو للتفاؤل، لأن مساحة الخلافات كبيرة جداً".
وكشف عن وجود "طلب إيراني" سابق للرياض بإيقاف عمليات الإعدام ضد أبناء الطائفة الشيعية، في إشارة إلى سبب إلغاء إيران الجولة الأخيرة من الحوارات التي كانت مقررة الشهر الماضي بعد إقدام السعودية على إعدام عشرات المدانين.
من جانبه، قال عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي عارف الحمامي، إن بلاده عادت للتحرك مجدداً لاستئناف الحوار بين إيران والسعودية، "لإدراكها أهمية ذلك على استقرار العراق".
ضمان لاستقرار الوضع في العراق
وأضاف الحمامي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنه "حتى لا يكون العراق ساحة للصراع الإقليمي، فإن الجميع متفق على أهمية مثل هذه الحوارات بالوقت الراهن".
وبين أن "العراق يتحرك لإعادة التفاوض الإيراني – السعودي، حتى يضمن وجود استقرار داخلي، خصوصاً أن تقريب وجهات النظر بين طهران والرياض أمر مهم جداً، وهو من أجل ضمان استقرار الوضع الداخلي العراقي على المستوى السياسي والأمني".
وتابع: "إننا في البرلمان ندعم التحرك الحكومي لإعادة الحوار بين ايران والسعودية، فهذا الأمر فيه استقرار للوضع العراقي على مختلف الأصعدة".
إحسان الشمري: العراق انتقل من دولة ناقلة للرسائل إلى لاعب أساسي في تقريب وجهات النظر
رئيس مركز "التفكير السياسي" إحسان الشمري تحدث عن رغبة سعودية إيرانية لإيجاد مساحة حوار بينهما. وقال الشمري، لـ"العربي الجديد"، إن "العراق انتقل من دولة ناقلة للرسائل إلى لاعب أساسي في تقريب وجهات النظر. ثم اعتمد العراق كمساحة، خصوصاً لموقعه الجغرافي للوساطة، وهناك ثقة من الجانب الإيراني والسعودي بهذا الدور العراقي".
واعتبر أن "استقرار العلاقة بين إيران والسعودية، سيمنع حلفاء إيران من استخدام العراق كمنصة لتهديد السعودية، كما لاحظنا تهديد بعض الفصائل المسلحة للرياض وغيرها. ولهذا توسط العراق بين إيران والسعودية، يمثل عودة له للعب دور محوري وأساسي في المنطقة والعالم".
واعتبر الشمري أن "هناك مصلحة عراقية في التقارب بين إيران والسعودية، ولهذا يعمل على إعادة التفاوض والحوار من جديد في العاصمة بغداد من أجل استقرار الداخل العراقي على مختلف الأصعدة".