حراك عراقي لاحتواء أي تصعيد عسكري تركي جديد على الحدود

06 أكتوبر 2023
تتعرض مناطق في إقليم كردستان العراق للقصف من قبل تركيا منذ الاثنين (فرانس برس)
+ الخط -

عقد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، اجتماعاً لمجلس الأمن الوطني الأعلى الذي يضم الوزارات والهيئات الأمنية وقادة تشكيلات الجيش العراقي، مساء أمس الخميس، على وقع التطورات العسكرية التي تشهدها المناطق الحدودية العراقية مع تركيا ضمن إقليم كردستان العراق.

وقال بيان للمكتب الحكومي العراقي إن السوداني "ترأس اجتماعاً للمجلس الوزاري للأمن الوطني، وبحث تطورات الأوضاع الأمنية في البلاد"، مضيفاً أن "الاجتماع بحث الاتفاق الأمني المشترك بين العراق والجمهورية الإسلامية الإيرانية الخاص بضبط الحدود بين البلدين، الذي تم بعد زيارة وفد عراقي برئاسة مستشار الأمن القومي (قاسم الأعرجي) إلى طهران، إذ باشر الطرفان بتنفيذ بنود الاتفاق، المتمثلة في ضبط الشريط الحدودي من قبل البلدين ومنع المظاهر المسلحة على طول هذا الشريط".

وأضاف أنه "في إطار التنسيق الأمني مع مختلف دول الجوار، وجّه رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بالتواصل مع نظيره التركي بشأن تفعيل اللجان الأمنية الثنائية لمعالجة المشاكل الأمنية الحدودية"، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.

وتتعرض مناطق سوران وسيدكان وقنديل وكاني ماسي والزاب والعمادية وزاخو، شمال وشرقي دهوك وجنوب السليمانية في إقليم كردستان العراق، لغارات جوية تركية متواصلة، منذ الاثنين الماضي، استهدفت مخابئ ومواقع لمسلحي حزب العمال الكردستاني التركي الذي ينشط داخل العراق.

وكشف نائب قائد العمليات المشتركة في بغداد، الفريق أول ركن قيس المحمداوي، أمس الخميس، عن تشكيل لجان مشتركة وجهد دبلوماسي كبير لحسم الملفات الشائكة مع تركيا، موضحاً في تصريحات للتلفزيون العراقي الحكومي أن "الدستور العراقي ينص على ألا يكون العراق منطلقاً لممارسة أي نشاط عدواني أو عسكري تجاه دول الجوار".

وبشأن الملف التركي كشف المحمداوي عن وجود "لجان مشتركة وجهد دبلوماسي كبير من أجل حسم الملفات الشائكة مع الجارة تركيا بما يعزز ويجسد موضوع السيادة العراقية والاحترام المتبادل، وبما يضمن لتركيا أيضاً عدم وجود جماعات مسلحة تستهدف الأراضي التركية على الحدود".

واعتبر أن الاتفاقيات الأمنية مع تركيا وإيران خيار لإسقاط "كل ذرائع العدوان أو التجاوز وخرق الحدود، وتعد أساساً لتنظيم العلاقة وبما يضمن سيادة العراق، وحراكاً للقيام باتفاقيات أكبر".

بدوره، كشف مسؤول أمني عراقي في مستشارية الأمن القومي العراقي لـ"العربي الجديد" عن وفد عراقي سيتوجه إلى تركيا خلال الأيام القليلة المقبلة، لبحث صياغة مشتركة حول اتفاقية أمنية مع تركيا تتعلق بالحدود، التي تمتد على طول يصل لأكثر من 350 كم أغلبها يقع ضمن إقليم كردستان العراق، تضمن إنهاء عمليات التسلل بالمرحلة الأولى".

وأفاد المسؤول بأن وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، "يتواصل مع نظيره التركي منذ أيام، لمنع أي تصعيد أكبر لتركيا داخل العراق، بما قد يسبب أزمة أمنية وسياسية".

وكان وزير الدفاع العراقي، محمد ثابت العباسي، أجرى اجتماعاً مع نظيره التركي، يشار غولر، أمس الخميس، في أنقرة، وصدر عن الجانبين بياناً مشتركاً أكدا فيه "أهميَّة مواصلة التعاون بالخطوات المُشتركة التي يمكن اتخاذها، خاصة في مجال مكافحة الإرهاب وأمن الحدود".

وقصفت طائرات تركية، أمس الخميس، مواقع يُعتقد أنها تابعة لمسلحي حزب العمال في قنديل وكارة وكلالة الواقعة بضواحي السليمانية وأربيل.

وقال سفين طه، عضو الحزب الديمقراطي الحاكم في إقليم كردستان العراق، لـ"العربي الجديد"، إن جميع تلك المناطق غير مأهولة بالسكان منذ مدة بسبب أنشطة العماليين، لذا لا يمكن معرفة حجم الخسائر التي تسببت بها الغارات".

ومنذ منتصف عام 2021، تستهدف العمليات العسكرية التركية البرية والجوية مقار وعناصر حزب العمال الكردستاني في الشمال العراقي، وتحديداً مناطق ضمن إقليم كردستان تقع أغلبها بمحاذاة الحدود مع تركيا، حيث يتخذ الحزب منها منطلقاً لشن الهجمات بالداخل التركي، وأدت تلك العمليات خلال الفترة الماضية إلى مقتل المئات من مسلحي "الكردستاني" وتدمير مقار ومخازن سلاح ضخمة تابعة للحزب، وفقاً لبيانات وزارة الدفاع التركية.