حراك دولي في مسقط وطهران لوقف هجوم الحوثيين على مأرب

04 نوفمبر 2021
المبعوث الأميركي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ ووزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي (تويتر)
+ الخط -

كثّف الوسطاء الدوليون، الخميس، من تحركاتهم لوقف القتال الذي تشهده محافظة مأرب اليمنية، فيما صعّدت جماعة الحوثيين من هجماتها الصاروخية على أحياء سكنية في وسط مدينة مأرب التي تضم أكبر تجمع للنازحين على مستوى اليمن.  

ففي مسقط، استهل المبعوث الأميركي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ جولته الجديدة إلى الشرق الأوسط بلقاء وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، من أجل الضغط على الحوثيين لوقف الهجوم البري في أطراف مأرب.  

وذكرت وزارة الخارجية العمانية أن البوسعيدي ناقش مع المبعوث الأميركي "الجهود المبذولة لإنهاء الصراع في اليمن، وتبادل معه عددا من الأفكار حول آخر المستجدات والمعطيات ذات الصلة"، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.  

وكان ليندركينغ قد التقى، أول من أمس الثلاثاء، في واشنطن، وفدا سعوديا رفيعا، ومن المرجح أن يكون قد نقل للوسطاء العمانيين المقترحات التي قدمها الوفد السعودي لوقف الحرب، على أن يتم إيصالها للوفد التفاوضي الحوثي المقيم في مسقط.  

ومن المقرر أن يواصل المبعوث الأميركي جولته الجديدة ويتوجه إلى الرياض للقاء وفد الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا. ووفقا لوزارة الخارجية الأميركية، فإن ليندركينغ سيواصل وفريقه "التركيز على ضرورة وقف الحوثيين هجومهم على مأرب وهجماتهم المتكررة على مناطق مدنية". 

ومع فشل جهود إقناع الحوثيين بشكل مباشر، لجأ المجتمع الدولي إلى حلفاء الجماعة الإقليميين، حيث أجرى المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ مشاورات متزامنة في طهران، التقى خلالها كبار المسؤولين الإيرانيين وممثلين عن المجتمع الدولي في جمهورية إيران، وفقا لبيان صحافي.  

وشدّد غروندبرغ على ضرورة دعم جهود الأمم المتحدة للتوصّل إلى تسوية تفاوضية للنزاع، كما أعرب عن قلقه البالغ من التصعيد العسكري في اليمن والذي يتسبب بخسائر فادحة في أرواح المدنيين، بمن فيهم الأطفال. 

وأكد المبعوث الأممي على "الحاجة الملحّة إلى خفض التصعيد في كافة أنحاء اليمن بما في ذلك في مأرب، باعتبار ذلك يقوض جهود السلام"، وفقا للبيان الصادر عن مكتبه الإعلامي.  

وعلى الرغم من الحراك الدولي لوقف الحرب، واصلت جماعة الحوثيين هجماتها الصاروخية على مدينة مأرب، بالتزامن مع هجمات برية في الأطراف الجنوبية والجنوبية الغربية للمحافظة النفطية.  

وقال مصدر محلي، لـ"العربي الجديد"، إن "صاروخا باليستيا أطلقه الحوثيون سقط على حي الزراعة في مدينة مأرب، وسط أنباء عن سقوط ضحايا مدنيين". 

وفي سياق التصعيد العسكري بالأطراف الجنوبية والغربية، أكدت مصادر عسكرية، لـ"العربي الجديد"، أن القوات الحكومية مسنودة برجال القبائل، تمكنت من إحباط هجمات جديدة في وادي ذنة وأطراف مديرية الجوبة. 

كما أعلن التحالف الذي تقوده السعودية، مساء الخميس، تنفيذ 25 عملية جوية، قال إنها أسفرت عن مقتل 115 عنصرا من جماعة الحوثيين وتدمير 14 آلية عسكرية، دون أن يتسنى لـ"العربي الجديد" التحقق من دقة تلك الأرقام من مصادر مستقلة.  

ولا يعلن الحوثيون عن حجم خسائرهم الفعلية في معارك مأرب. وفي وقت سابق من اليوم الخميس، أعلنت وسائل إعلام حوثية تشييع 14 عسكريا، وذلك غداة تشييع 25 من القيادات الميدانية البارزة، ما يرفع عدد القتلى خلال يومين إلى 39.  

في سياق غير بعيد، أعلن مسؤولون حوثيون عن صدور توجيهات بالإفراج عن 52 من أبناء قبائل العبدية في مأرب كانوا قد تعرضوا للأسر في منتصف الشهر الماضي، وذلك في محاولة من الجماعة لكسب ود القبائل ومن أجل طمأنة ما تبقى من القبائل التي تقاتل في صفوف الحكومة الشرعية.