حراك السويداء يصل إلى مياه الشرب.. محاربة الفساد في مؤسسات الدولة

19 فبراير 2024
من الحراك المدني في مدينة السويداء (العربي الجديد/أرشيف)
+ الخط -

تجمّع عشرات المتظاهرين والمتظاهرات، صباح اليوم الاثنين، في باحة مؤسسة مياه الشرب في مدينة السويداء جنوبي سورية، وهتفوا بإسقاط النظام السوري ومنظومة الفساد في إدارات الدولة، وأزال عدد منهم صور رأس النظام عن الواجهات والجدران، فيما تلا أحد أعضاء الحراك بياناً أمام موظفي المؤسسة، واضعاً عدداً من الشروط للعمل القادم المطلوب إنجازه.

وأكد الحراك في البيان، الذي تلاه المهندس نضال سلوم، وخاطب مدير مؤسسة المياه وائل الشريطي بصفته الاعتبارية، على تولي الحراك الشعبي ممثلاً بعدد من المختصين مراقبة أعمال المؤسسة، وملاحقة وفضح حالات الفساد المستشري في مؤسسات الدولة، من خلال لجنة متابعة منبثقة عن الحراك الشعبي.

وبيّن أن تلك اللجنة مستعدة للمشاركة في محاربة الفساد، وتتولى مع مختصي المؤسسة مهام تشغيل آبار المياه المعطلة، ومراقبة أعمال التجارة والسرقة بالمياه، وكذلك مراقبة أعمال المقاولين، بما يمنع استخدام السلطة تنفيذ المصالح الشخصية في المقاولة والتعهدات.

وطالب البيان الإدارة بالوقوف إلى جانب الناس في "وقف السرقة وتحقيق العدالة في توزيع المياه"، وكذلك وقف "استخدام معدات الآبار من دول إيران والصين لما تعطيه من نتائج سيئة في خدمة العمل".

من جهته، أبدى مدير المؤسسة موقفاً إيجابياً تجاه المتظاهرين، من خلال موافقته على إنشاء لجان مشتركة، وملاحقة حالات الفساد وفضحها، ومتابعة أعمال المؤسسة في القرى والأحياء الشعبية، مؤكداً استعداده لتوظيف عمال على شبكات توزيع المياه يختارهم الأهالي.

وأشار مدير المؤسسة في حديثه للمحتجين إلى أن هذه المؤسسة ملك للشعب، ويعمل بها مواطنون من الأهالي، وتحتاج إلى الوقوف معها من أجل سير العمل بشكل أفضل. 

وكان المحتجون قد أزالوا صور الرئيس السوري من مدخل المؤسسة فور وصولهم، ثم جابوا شوارع المدينة مطالبين بإسقاط النظام الحاكم، وتطبيق القرارات الدولية، وصولاً إلى مركز المدينة حيث ساحة الكرامة. 

الإصلاح ومحاربة الفساد

الناشط المدني منيف رشيد، قال لـ"العربي الجديد، "إنهم كحراك سلمي ومحتجون ليسوا بصدد تعطيل عمل المؤسسات الخدمية أو حتى المحاسبة حالياً، ولكنهم يسعون ليكونوا في موقع الرقيب والشريك في الإصلاح مع الموظفين الذين لم تتلوث أيديهم بالفساد"، وأضاف: "حراكنا نحو هذه المؤسسات يهدف إلى تصويب عملها، وإيقاف قطار الفساد، وقطع أذرع الأجهزة الأمنية والحزبية المتحكمة بمصير هذه المؤسسات، وانعكاسه السلبي على الحياة العامة".

ويضيف الناشط الإعلامي هاني عزام أن "للسويداء خصوصية في التعامل والتأثير على الإدارات، فالكثير من أصدقاء وأقارب هؤلاء الإداريين هم بين المحتجين، وهؤلاء مع المجتمع المحلي الذي ما زالت تؤثر فيه العادات والتقاليد والسمعة الشخصية، ويشكلون ضغطاً كبيراً على عمل الإدارات وحالة من الرقابة الاجتماعية".

وأشار عزام إلى أهمية العمل المدني في حراك السويداء السلمي، الذي يسير "بخُطا ثابتة وإن ببطء لتصحيح مسار مفهوم الدولة المدنية الحديثة، بعيداً عن السلطة والحزب والأجهزة الأمنية".

قتلى وجرحى بهجومين شمال غربي سورية

وفي شأن تطورات الشمال السوري، قتل شخصان، الاثنين، جراء قصف لقوات النظام بصاروخ موجه في ريف إدلب الجنوبي، فيما قتل وجرح عناصر من "الجيش الوطني السوري" بعملية تسلل من مليشيات "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في ريف حلب شمالي البلاد.

وقال الناشط مصطفى المحمد، لـ"العربي الجديد" إن قوات النظام السوري استهدفت بصاروخ حراري شخصين على دراجة نارية كانا على الطريق الواصل بين بلدة بنين وبلدة دير سنبل في ريف إدلب الجنوبي ما أدى إلى مقتلهما، مضيفاً، نقلاً عن مصادر، أن الشخصين ينحدران من قرية جوزف، ومعروف أنهما مزارعان يعملان في المنطقة.

وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن المنطقة التي وقع فيها الاستهداف تخضع لـ"هيئة تحرير الشام"، مضيفة أن وزارة الداخلية التابعة لحكومة الإنقاذ المقربة من الهيئة أطلقت بياناً حذرت فيه السكان من الاقتراب من المناطق العسكرية، أو التي تصنف "مناطق رباط".

وعلّلت الوزارة، ذلك بهدف الحفاظ على الأرواح من نيران قوات النظام السوري، وحذّرت من أن المخالفين سوف يتعرضون للمساءلة.

يذكر أن المناطق القريبة من خطوط التماس شمال غربي سورية تشهد بشكل يومي استهدافات بالمدفعية والصواريخ أو الطائرات المسيرة من قوات النظام السوري، والمليشيات المدعومة من إيران، أدت إلى خسائر بشرية، كما تستهدف قوات النظام أي تحرك بالقرب من خطوط التماس، ما أدى إلى مقتل مدنيين من العاملين في الأراضي الزراعية.

وطال قصف مدفعي وصاروخي من قوات النظام السوري، مساء أمس الأحد، مناطق متفرقة في قرى وبلدات المغارة وكنصفرة وكفرعويد والبارة وفليفل وسفوهن والفطيرة، مخلفاً أضراراً مادية في ممتلكات المدنيين.

إلى ذلك، قالت مصادر محلية إن عنصرين من فصائل "الجيش الوطني السوري" قُتلا، وجُرح أربعة آخرون، فجر الاثنين، إثر تسلل مجموعة من "مجلس منبج العسكري" التابع لمليشيات "قسد" في محور قرية الصيادة، في ناحية منبج بريف حلب الشمالي الشرقي.

وقالت المصادر لـ"العربي الجديد" إن قرية الصيادة (تل الهوى) التي تخضع لسيطرة "قسد"، تعرضت لقصف مدفعي من الجيش التركي عقب التسلل، وقد سبق هذه العملية دورية مشتركة نفذتها القوات الروسية مع "قسد"، في المحور الغربي لناحية منبج، قرب خطوط التماس مع مناطق النفوذ التركي في ريف حلب.

وأشارت المصادر نفسها إلى أن تلك الخطوط تنتشر فيها أيضاً مواقع لقوات النظام السوري ضمن مناطق سيطرة "قسد".

من جانب آخر، شنّ مسلحون مجهولون، فجر الاثنين، هجوماً على حاجز عسكري لمليشيا "قسد" في بلدة أبو حردوب، بريف دير الزور الشرقي، ولم تتبين حجم الخسائر الناجمة عنه. وتتعرّض "قسد" بشكل دوري لهجمات من مجهولين، أسفرت عن خسائر بشرية في صفوفها، وأعلن تنظيم داعش سابقاً عن تنفيذ بعض تلك الهجمات، فيما اتهمت "قسد" النظام السوري بالوقوف وراء بعضها، والتي خلّفت قتلى وجرحى في صفوف المليشيا.

المساهمون