حاملة طائرات أميركية وطرادات صواريخ تزور ميناء في فيتنام وسط تنافس أميركي-صيني على النفوذ

26 يونيو 2023
هذه الزيارة الثالثة فقط من نوعها منذ إعادة العلاقات بعد نهاية حرب فيتنام (أسوشييتد برس)
+ الخط -

وصلت حاملة الطائرات الأميركية "رونالد ريغان"، إلى جانب طرادات الصواريخ الموجهة "يو إس إس أنتيتام"، و"يو إس إس روبرت سمولز"، الأحد، إلى ميناء دا نانغ في فيتنام في زيارة نادرة، في الوقت الذي تتنافس فيه الولايات المتحدة والصين بشكل متزايد على النفوذ في جنوب شرق آسيا.

والصين المجاورة هي أكبر شريك تجاري لفيتنام، لكن المطالبات البحرية لبكين في بحر الصين الجنوبي، أدت إلى زيادة الاحتكاكات مع فيتنام، وكذلك ماليزيا، وبروناي، وإندونيسيا، والفيليبين.

في غضون ذلك، تبذل الولايات المتحدة جهوداً دبلوماسية لتعزيز العلاقات الاقتصادية والعسكرية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

وتأتي زيارة حاملة الطائرات الأميركية إلى الميناء، وهي الزيارة الثالثة فقط من نوعها منذ إعادة العلاقات بعد نهاية حرب فيتنام، بعد زيارات لفيتنام هذا العام من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، والممثلة التجارية الأميركية كاثرين تاي، ومديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية سامانثا باور.

وكتب براشانث باراميسواران، زميل برنامج آسيا التابع لمركز ويلسون، في مذكرة بحثية يقول: "على الرغم من أن زيارات حاملات الطائرات غالباً ما تثير اهتمام وسائل الإعلام بسبب طبيعتها المرئية للغاية، فإن السؤال الأوسع هو كيف سيؤثر ذلك في تطوير العلاقات، بما في ذلك سعي واشنطن لتحسين العلاقات؟".

وأضاف باراميسواران: "قد يصرف التركيز الضيق للغاية على زيارات حاملات الطائرات، الانتباه عن الاتجاه الأوسع للتطوير الأكثر شمولاً للعلاقات والعلاقات الدفاعية بين الولايات المتحدة وفيتنام بشكل عام".

ونزل ضباط من "رونالد ريغان" الأحد، واستقبلهم الضباط الفيتناميون بعد رسوهم في دا نانغ، وهو ميناء جرى تحديثه وتوسيعه من قبل الولايات المتحدة خلال الحرب لاستخدامها الخاص.

وقال قائد حاملة الطائرات الكابتن داريل كاردون، إن بعض البحارة الذين يزيد عددهم عن 5000 بحار من الحاملة، سيتطوعون في العديد من فعاليات العلاقات المجتمعية، ويمارسون الرياضة مع الرياضيين المحليين، ويشاركون في التبادلات الثقافية والمهنية الأخرى خلال الزيارة حتى 30 يونيو/ حزيران.

وأضاف كاردون، في بيان صادر عن البحرية الأميركية: "هناك عدد قليل من بحارة "ريغان" يصفون فيتنام بأنها موطنهم، لكن بالنسبة لمعظمهم ستكون زيارتهم الأولى".

وتعتبر واشنطن هانوي جزءاً رئيسياً من استراتيجيتها للمنطقة، وسعت إلى الاستفادة من التنافس التقليدي لفيتنام مع جارتها الأكبر بكثير الصين، لتوسيع نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة.

وأجرت اليابان، وهي حليف قوي للولايات المتحدة، زيارة للميناء في فيتنام الأسبوع الماضي مع أكبر مدمراتها "إيزومو"، بعد تدريبات في بحر الصين الجنوبي مع "ريغان" وسفن أميركية أخرى.

رئيس وزراء فيتنام يلتقي نظيره الصيني في بكين

في الأثناء، التقى رئيس الوزراء الفيتنامي فام مينه تشينه، رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ، اليوم الاثنين، في قاعة الشعب الكبرى ببكين.

وعقد الزعيمان محادثات رسمية بعد مراسم الاستقبال، وشهدا توقيع اتفاقيات بين الصين وفيتنام حول التجارة الحدودية وبيئة المحيطات.

وهذه هي أول زيارة يقوم بها فام مينه تشينه للصين منذ توليه منصبه قبل عامين.

الصورة
أول زيارة يقوم بها فام مينه تشينه للصين منذ توليه منصبه قبل عامين (غريغ بيكر/أسوشييتد برس)

إلى جانب عدد من جيران الصين الأصغر، لدى فيتنام نزاعات بحرية وإقليمية مع الصينيين في بحر الصين الجنوبي.

تصاعدت التوترات بين البلدين الشهر الماضي، عندما اصطدمت سفن بحرية فيتنامية وسفن صينية في الوقت الذي سعت فيه هانوي إلى منع بكين من إنشاء منصة نفطية في منطقة تطالب الدولتان بالأحقية فيها.

وكانت الصين تتواصل مع فيتنام أيضاً في محاولة لإصلاح الأسوار، حيث أرسلت سفينة تدريب تابعة للبحرية إلى دا نانغ قبل شهر، كجزء مما وصفته بجولة حسن النية التي نقلتها أيضاً إلى تايلاند وبروناي والفيليبين.

ووصفت وزارة الخارجية الفيتنامية زيارة المدمّرة "ريغان" بأنها جزء من "تبادل ودي طبيعي من أجل السلام، والاستقرار، والتعاون، والتنمية في كل من المنطقة والعالم".

في السياق ذاته، قال باراميسواران إنّ فيتنام بحاجة إلى موازنة علاقاتها الحساسة مع بكين مع التواصل الأميركي والرأي العام المحلي، مشيراً إلى أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن الشعب الفيتنامي لديه مشاعر تُعدّ من بين أعلى المستويات المؤيدة للولايات المتحدة في جنوب شرق آسيا.

(أسوشييتد برس)

المساهمون