حالة طوارئ وحظر تجول في سريلانكا بعد احتجاجات واسعة أشعلتها أسوأ أزمة اقتصادية

02 ابريل 2022
تعاني سريلانكا نقصاً في المواد الأساسية (إيسهارا كوديكارا/ فرانس برس)
+ الخط -

أعلن رئيس سريلانكا غوتابايا راجاباكسا حالة الطوارئ العامة في كل أنحاء البلاد في ساعة متأخرة من مساء الجمعة، بعد احتجاجات عنيفة على أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها البلاد منذ عشرات السنين، في وقت أعلنت الشرطة حظر تجول مدته 36 ساعة لمنع أي تظاهرات مناهضة للحكومة.

وقال راجاباكسا في بيان في الجريدة الرسمية إنه اتخذ هذا القرار لصالح الأمن العام، وحماية النظام العام، وصيانة الإمدادات والخدمات الأساسية.

وانتشرت قوات مسلحة تتمتع بصلاحيات واسعة لاعتقال مشتبه بهم في البلاد اليوم، بعد ساعات من إعلان حالة الطوارئ.

وسبق أن نُشر جنود يحملون أسلحة آلية لمراقبة الحشود في محطات الوقود وأماكن أخرى، لكن زاد عددهم اليوم. وقال مسؤول في الشرطة "قبل حالة الطوارئ، لم يكن الجيش يستطيع التصرف بمفرده وكان عليه أن يلعب دوراً داعماً للشرطة، لكن منذ الجمعة أصبح يعمل بمفرده ولديه المزيد من الصلاحيات".

وتأتي هذه الخطوات قبل احتجاجات مناهضة للحكومة مقرر إجراؤها الأحد، حيث حث نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي الناس على الاحتجاج خارج منازلهم.

واشتبك مئات المحتجين مع الشرطة والجيش، الخميس، خارج مقر إقامة راجاباكسا في إحدى ضواحي العاصمة كولومبو.

واعتقلت الشرطة 53 شخصاً، وفرضت حظر تجول في كولومبو ومحيطها يوم الجمعة، لاحتواء احتجاجات متفرقة اندلعت بسبب نقص المواد الأساسية، بما في ذلك الوقود والسلع الأخرى.

وتشهد سريلانكا التي يبلغ عدد سكانها 22 مليون نسمة انقطاعاً مستمراً للكهرباء لفترات تصل إلى 13 ساعة في اليوم، في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة جاهدة لتأمين النقد الأجنبي لدفع ثمن واردات الوقود.

واستنزفت الجائحة صناعة السياحة المربحة في البلاد، وتحويلات العاملين في الخارج، وتضررت المالية العامة بشكل أكبر بسبب التخفيضات الضريبية الكبيرة التي وعد بها راجاباكسا خلال حملته الانتخابية عام 2019.

وتشهد سريلانكا نقصاً في السلع ومستوى مرتفعاً من التضخم، بعد أن خفضت البلاد بشدة قيمة عملتها الشهر الماضي قبل محادثات مع صندوق النقد الدولي بشأن برنامج قروض.

وقالت وسائل إعلام محلية إن تحالفاً من 11 حزباً حثّ راجاباكسا على حلّ مجلس الوزراء وتشكيل حكومة مع جميع الأحزاب لمعالجة الأزمة.

واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق الحشود بالقرب من منزل راجاباكسا يوم الخميس، بعد أن أضرمت النار في عدد من سيارات الشرطة والجيش.

وقال مسؤول إن ما لا يقل عن عشرين شرطياً أصيبوا في الاشتباكات، ورفض التعليق على عدد المحتجين المصابين.

(رويترز، فرانس برس)