تتواصل حملة التحريض على الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948، وتظهر بأشكال مختلفة، لتطاول هذه المرة فئة الأطباء، حيث اتهمهم أحد حاخامات الإسرائيليين بأنهم يقتلون اليهود في المراكز الطبية بواسطة الأدوية وأساليب أخرى "أكثر مما تفعل حماس"، زاعما أنهم يعمدون أيضا إلى قطع أيديهم وأرجلهم.
وأثارت أقوال الحاخام مئير شموئيلي، التي جرى تداولها في مقطع فيديو انتشر على نحو واسع، ردود فعل غاضبة في المجتمع العربي الفلسطيني في الداخل، وكذلك من قبل بعض المؤسسات الحقوقية التي طالبت بفتح تحقيق ضده ومحاكمته.
ومما جاء على لسان شموئيلي، بحسب الفيديو الذي رصده "العربي الجديد": "هناك أسرى، وهناك جرحى، وهناك جنود، وللأسف بتروا أيدي وأرجل العديد من الجنود (..) هل تعلمون كم عدد الأطباء العرب- فلتُمح أسماؤهم وذكرهم من الوجود- في المستشفيات؟ عندما يرون جنديًا يقطعون يده، ويقطعون ساقه، يريدون قتلهم! ماذا تظنون؟ هم لا يقتلونهم، بل يقتلون كل يهودي!".
وساق الحاخام في حديثه قصة مزعومة حول دخول طبيب عربي على مريض يهودي كان يرقد في أحد المستشفيات ولديه مشاكل في الكلى، وعند دخوله مات المريض، مضيفاً: "هذا ما يفعلونه! إنهم يقتلون في كل يوم. كل يوم العرب والعربيات (في إشارة إلى الأطباء والطبيبات) يقتُلون في المستشفيات أكثر مما تقتل حماس"، وفق مزاعمه.
وتابع: "الناس (أي اليهود في إسرائيل) لا يعرفون أنهم (أي العرب) يعطون أدوية في الصيدليات وفي صناديق المرضى (العيادات التي تقدّم الخدمات الصحية) تشكّل خطراً على الناس".
وقال الحاخام الإسرائيلي أيضا: "ممنوع الاعتماد عليهم. وماذا فعلوا في (العيادات) في أسدود؟ استبدلوا الجميع بعرب، يجب عدم التوجه إلى صناديق مرضى كهذه، ممنوع الذهاب (إليها)، هؤلاء قتلة حقيرون".
وعقب تصريحاته، أبرق مركز ضحايا العنصرية من تأسيس المركز الإصلاحي للدين والدولة، أمس الثلاثاء، إلى قيادة الشرطة والنيابة العامة، مُطالبًا بفتح تحقيق ضد الحاخام شموئيلي، وموضحًا أنّ التصريحات التي أدلى بها تحمل تحريضًا مخالفًا لقانون العقوبات (المادة 144 ب).
وفي الرسالة، أكد المركز أنّ "تصريحات الحاخام شموئيلي تحمل تحريضًا على الطواقم الطبية العربية، على خلفية قومية، فضلا عن كونها تصريحات تُشجع على الكراهية والتحقير والازدراء".
ورداً على تصريحات شموئيلي، قال المحامي أوري نيروب، مقدّم الطلب: "عوضًا عن استغلال تأثيره كزعيم ديني لتعزيز السلام وتقريب القلوب، يستغل الراب شموئيلي الأزمة الصعبة التي يمر بها المجتمع الإسرائيلي إثر الحرب لتأجيج الكراهية، ولتعزيز العداء بين اليهود والعرب من خلال التحريض العلني على الطواقم الطبية العربية. ندعو السلطات القانونية لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة فورًا، واستخدام جميع الوسائل المتاحة لتقديم لائحة الاتهام ضده".
ويشهد الداخل الفلسطيني حملة مسعورة من التحريض والملاحقات والتضييق والاعتقالات من قبل الاحتلال الإسرائيلي ضمن سياسة كمّ الأفواه ومنع التعبير عن الرأي أو التظاهر ضد الحرب على غزة منذ اندلاعها في السابع من أكتوبر/ تشرين لأول الماضي، إذ اعتقل المئات من فلسطينيي الداخل، مع تقديم 38 لائحة اتهام تصب بمعظمها في خانة "التحريض والتماهي مع منظمة إرهابية".