جيفري: النظام السوري يهدد وقف إطلاق النار في إدلب

27 أكتوبر 2020
واشنطن قلقة إزاء التصعيد الخطير من قبل قوات النظام (ياسين أوزتورك/ الأناضول)
+ الخط -

أعرب المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية جيمس جيفري، اليوم الثلاثاء، عن قلقه من التصعيد الذي تقوم به قوات النظام السوري في إدلب، شمال غربي سورية، وذلك بعد مقتل وجرح قرابة مائة عنصر من فصيل معارض بغارة روسية أمس، الاثنين، في حين أعلنت المعارضة المسلحة تكبد النظام خسائر بالأرواح والعتاد في ردها على القصف.

وقال جيفري، في بيان له اطلع عليه "العربي الجديد": "نحن قلقون للغاية إزاء التصعيد الخطير من قبل القوات الموالية للنظام، والانتهاك الواضح لاتفاق وقف إطلاق النار في إدلب. نظام الأسد وحلفاؤه الروس والإيرانيون يهددون استقرار المنطقة". وقال البيان: "تصرفات نظام الأسد تطيل أمد الصراع وتعمق معاناة الشعب السوري. نكرر دعمنا لدعوات الأمين العام من أجل وقف فوري لإطلاق النار"، مضيفاً: "لقد حان الوقت لنظام الأسد وحلفائه لإنهاء حربهم الوحشية التي لا مبرر لها ضد الشعب السوري"، مشدداً على أن الحل لتحقيق السلام يكون "وفق قرار مجلس الأمن رقم 2254".

 

وكان الطيران الحربي الروسي الداعم للنظام السوري قد قصف، أمس، معسكراً لفصيل "فيلق الشام" المدعوم من تركيا في ريف إدلب الغربي، وقد أدى القصف إلى مقتل وإصابة مائة عنصر على الأقل من الفصيل المنضوي في صفوف "الجبهة الوطنية للتحرير". وتواصل قوات النظام السوري وحليفتها روسيا خرق وقف إطلاق النار في المنطقة بشكل شبه يومي. وكانت تركيا قد توصلت مع روسيا إلى اتفاق على وقف لإطلاق النار في الخامس من مارس/ آذار الماضي.

من جانبها، أعلنت "الجبهة الوطنية للتحرير"، في بيان لها، مقتل وجرح عناصر من قوات النظام السوري والقوات الروسية بقصف مواقع لهم في محور مدينة كفرنبل بريف إدلب الجنوبي، مضيفة أنها قتلت وجرحت قرابة خمسين عنصراً، ودمرت أربعة مرابض مدفعية، و30 موقعاً، وأربع آليات عسكرية، فضلاً عن تدمير مبنى غرفة قيادة عمليات في بلدة معصران.

 

وكانت المعارضة السورية المسلحة قد كثفت من عمليات القصف على مواقع لقوات النظام السوري في حلب وإدلب وحماة واللاذقية، شمال غربي سورية، منذ فجر اليوم الثلاثاء، وذلك في إطار ردها على خرق النظام وحليفه الروسي لاتفاق وقف إطلاق النار.

 

المبعوث الروسي في الأردن

وعلى صعيد متصل، أكد نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردنيين أيمن الصفدي، أهمية "تكثيف الجهود الدولية المستهدفة التوصل لحل سياسي للأزمة السورية يقبله السوريون ويضمن وحدة سورية وتماسكها ويحفظ وحدة أراضيها، ويؤدي إلى خروج جميع القوات الأجنبية منها، ويقضي على الإرهاب، ويوفر ظروف العودة الطوعية للاجئين إلى وطنهم"، وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية.  

وشدد الصفدي خلال لقاء، اليوم الثلاثاء، في عمان، مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون التسوية السورية ألكساندر لافرينتيف، الذي يزور المملكة على رأس وفد مشترك رفيع المستوى يضم عدداً من كبار المسؤولين الروس المعنيين بالشأن السوري من وزارتي الخارجية والدفاع، على أهمية التعاون والتنسيق مع روسيا لتفعيل جهود إنهاء الأزمة السورية،  

ولفت إلى "ضرورة تثبيت الاستقرار في سورية وتقديم المساعدة الإنسانية اللازمة لتخفيف معاناة السوريين في المناطق السورية التي تحتاج هذه المساعدات، خصوصاً في الجنوب السوري"، مشيراً إلى أهمية "تهيئة الظروف الملائمة للعودة الآمنة والطوعية للاجئين السوريين، وعلى أهمية استمرار المجتمع الدولي في توفير الدعم اللازم للدول والمجتمعات المستضيفة للاجئين، خاصة في ظل الوضع الإنساني والطبي غير المسبوق الذي تفرضه ظروف جائحة كورونا". 

وفي ما يتعلق بمخيم الركبان، قال الصفدي إن "تجمع الركبان هو مسؤولية أممية - سورية، إذ إنه تجمع لمواطنين سوريين"، مضيفاً أن "حل مشكلة الركبان يكمن في عودة قاطنيه إلى المناطق التي جاؤوا منها، وإن أي مساعدات إنسانية أو طبية يحتاجها المخيم يجب أن تأتي من الداخل السوري". 

ووفق الصفدي، فإن "الأردن تجاوز طاقته الاستيعابية في ما يتعلق باللاجئين، إذ يستضيف حوالي مليون وثلاثمائة ألف منهم ويقدم لهم كل العون ضيوفاً إلى حين عودتهم إلى وطنهم"، مؤكداً أن قضية اللاجئين هي مسؤولية دولية.  

وبحث الصفدي والوفد الروسي التطورات في الجنوب السوري، وأكد أهمية التعاون مع روسيا لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية فيها، وحذر من "محاولات العصابات الإرهابية إعادة بناء قدراتها ووجودها في الجنوب"، وأكد أن المملكة "ستتخذ جميع الإجراءات الكفيلة بحماية أمنها ومصالحها".  

وشدد على ضرورة "احتواء التوتر في الجنوب واتخاذ كل الخطوات الضرورية لحماية المنطقة وأهلها وتوفير متطلبات العيش الكريم الآمن لهم". وتناول الاجتماع التطورات بشأن جهود عقد الجولة الرابعة لاجتماعات اللجنة الدستورية، وأشار الصفدي إلى أهمية اجتماعات اللجنة باعتبارها "خطوة مهمة على طريق التوصل لحل سياسي للأزمة"، وأهمية الاستمرار في دعم جهود المبعوث الأممي لسورية غير بيدرسون ومساعيه لدفع الأطراف السورية باتجاه تحقيق تقدم في العملية السياسية. 

واستعرض الصفدي والوفد الروسي التطورات الإقليمية، وخصوصاً تلك المرتبطة بالقضية الفلسطينية والعراق وليبيا.