كشف جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان له مساء اليوم الأربعاء، عن تفاصيل "الحدث الأمني الخطير" الذي قالت وسائل الإعلام العبرية إنّه وقع في الفترة الماضية في شمال البلاد، والذي دفع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى اختصار زيارته إلى ألمانيا.
وقالت إذاعة الجيش في بيان لها تحت اسم "سُمح بالنشر"، إنّ "لبنانياً دخل إلى إسرائيل ووضع عبوة ناسفة عند مفترق مجيدو"، شمال فلسطين التاريخية، وأضافت الإذاعة أن "قوات الاحتلال تمكنت من قتله لاحقاً، وعثرت بحوزته على حزام ناسف".
وأضافت الإذاعة أنّ جيش الاحتلال يقوم بالتحقيق في ما إذا كانت هنالك أي علاقة لحزب الله بهذه العملية.
فيما أوضحت هيئة البث الإسرائيلية أنّه "خلال ملاحقة منفذ عملية مجيدو، نزل سائق المركبة الذي كان يقله وتم اعتقاله، بينما قام المنفذ بعمل مثير للشك، ما أدى إلى إطلاق النار عليه، وعُثر على جسده على حزام ناسف وقنبلة يدوية".
وأوضح موقع "يديعوت أحرنوت" أنّ "منفذ عملية تفجير العبوة في مجيدو قُتل داخل المركبة التي كانت تقله".
وبحسب ما نقلت صحف إسرائيلية مختلفة عن الجيش الإسرائيلي، فقد منع تحييد المنفذ "عملاً خطيراً" كان يتم الإعداد له، لأنه "عُثر على عدة أسلحة غير الحزام الناسف داخل السيارة".
وفي تفاصيل الحادث، قال الجيش إنّ "المنفذ عبر الحدود ليلة السبت-الأحد وزرع القنبلة، مضيفاً أنّه "لا يوجد أي معلومات عن مشتبه بهم آخرين دخلوا إلى الحدود".
ونقل موقع "يديعوت أحرنوت" عن مصادر في الجيش الإسرائيلي، أنّ "نوعية العبوة الناسفة غير مستخدمة في الأراضي الفلسطينية، وأنّها من النوع الذي يستخدمها حزب الله في استهدافه للجنود الإسرائيليين على الحدود".
وذكر الناطق باسم جيش الاحتلال أنّ انفجار العبوة الناسفة أسفر عن إصابة سائق بجروح بالغة، مضيفاً أنّ "الشاباك" تمكن من تعقب الشاب اللبناني في محيط مستوطنة "يعرا"، حيث ضُبط في السيارة التي كان يستقلها أحزمة ناسفة وثماني وسائل قتالية.
وقدر الناطق العسكري الإسرائيلي أنّ الشاب اللبناني خطط لاستخدام هذه الأسلحة في تنفيذ عمليات في المستقبل.
وذكرت مصادر إسرائيلية أنّ الشاب اللبناني وصل إلى محيط مفترق مجيدو بسيارة أحد الأشخاص، وحقق الجيش الإسرائيلي مع صاحب السيارة حول ما إذا كان متعاوناً مع الشاب اللبناني أم أنّه فقط نقله دون أن يكون على علم بهويته. وذكرت قناة التلفزة "12" أنّ السلطات أطلقت سراح السائق بعد أنّ تبين عدم معرفته بالمنفذ.
وحثّ المسؤولون الإسرائيليون نتنياهو على شنّ هجوم عسكري على حزب الله بعد هذه الحادثة، فيما نقل "التلفزيون العربي" عن مصادر عسكرية لبنانية، إنّ "الجيش يتابع أي تطور أمني قد يحصل على حدودنا الجنوبية بعد كشف إسرائيل تفاصيل عملية مجيدو".
بينما قالت "إذاعة جيش الاحتلال"، نقلاً عن مصدر إسرائيلي عسكري، إنّه "يجري حالياً بلورة رد ملائم من جانب المستوى السياسي والعسكري، ومن اتخذ قرار تنفيذ عملية تسلل وعملية تفجيرية عليه أن يتوقّع رداً حاسماً".
إلى أنّ المعلق العسكري لصحيفة "هآرتس" العبرية، رجح امتناع "إسرائيل" عن "رد عسكري عنيف" على تفجير مجيدو، مضيفاً أنّ "التكتم الإعلامي جاء لتفادي الدعوات لتنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق في لبنان".
وقال مكتب رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأربعاء، إنه اختصر مدة زيارة مقررة إلى ألمانيا هذا الأسبوع، وذلك بعدما ذكر المكتب في وقت سابق أن نتنياهو أجرى ووزير دفاعه يوآف غالانت مشاورات "بشأن تطورات الأمن القومي".
ولم يحدد البيان ما إذا كانت هناك صلة بين تقليص مدة الزيارة والمشاورات الأمنية، ولم يذكر مزيداً من التفاصيل.
وبحسب "رويترز"، كان من المقرر أن يتوجه نتنياهو إلى العاصمة الألمانية في وقت لاحق، اليوم الأربعاء. ووفقاً لجدول الرحلة الذي جرى تداوله الأسبوع الماضي كان مقرراً أن يعود نتنياهو يوم الجمعة. لكن البيان الجديد قال إنه سيعود غداً الخميس.