- الحادثة تميزت بإطلاق دبابة إسرائيلية النار على سيارة العمال أثناء عودتهم، مع تكذيب شهادات الناجين ومسؤول استخباري إسرائيلي لرواية الجيش بعدم إبلاغ العمال عن انتهاء مهمتهم.
- التحقيق يبرز الخفة في تعامل الجيش الإسرائيلي مع حياة الفلسطينيين ويشير إلى شهادة مسؤول استخباري تدل على عدم الثقة بالروايات الرسمية، مؤكدًا أن الحادثة تعكس نمطًا من السلوك العدائي تجاه المدنيين في غزة.
دلل تحقيق صحافي إسرائيلي، اليوم الخميس، على أن جيش الاحتلال يعمد إلى استهداف عمال صيانة في غزة بعد أن يسمح لهم بالوصول إلى البنى التحتية التي تحتاج إلى ترميم بسبب ما لحق بها من دمار بسبب القصف.
وأشار التحقيق الذي نشره موقع "سيحا مكوميت" إلى أن جيش الاحتلال قتل قبل ثلاثة أشهر اثنين من عمال الصيانة التابعين لشركة الاتصالات الفلسطينية "بالتل" بعدما سمح لطاقم من الفنيين بالتوجه إلى مقسم اتصالات خاص بخدمة الهاتف النقال في محيط ساحة "القلعة" التي تتوسط مدينة خانيونس، كان قد تضرر بسبب القصف الإسرائيلي.
ولفت التحقيق الذي أعده الصحافي يوفال أبراهام إلى أن شركة "بالتل" حرصت على تنسيق مهمة الصيانة بشكل مسبق مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي ليس فقط سمح لعمالها بالوصول إلى المقسم المتضرر، بل زود الشركة بخريطة تظهر مسار الطريق الذي يتوجب على عمال الصيانة سلوكه في ذهابهم وإيابهم.
وحسب التحقيق، فإنه على الرغم من أن عمال الصيانة انطلقوا من مدينة رفح شمالا باتجاه ساحة "القلعة" في خانيونس، وبعد إنجاز عملية الصيانة وعودة العمال في سيارة بيضاء اللون تحمل راية شركة "بالتل" في المسار الذي حدده جيش الاحتلال الإسرائيلي، أطلقت إحدى الدبابات المتمركزة في المكان في تمام الساعة الثانية ظهرا قذيفة عليهم، ما أدى إلى مقتل اثنين منهم، وهما السائق والكهربائي نادر حجاج، الذي يعيل عائلة كبيرة، وفني الإنترنت براء الريس.
ونقل التحقيق عن علي صوالحة، وهو أحد عمال الصيانة الذين نجوا من القصف، قوله: "بعدما انجزنا مهمة الصيانة لم نتحرك من المكان إلا بعد أن أبلغنا الجيش بذلك وأننا سنسلك طريق العودة الذي تم تحديده لنا...فقد سلكنا الطريق المحدد لأننا لا نبحث عن موتنا".
وأضاف الموقع أن مكتب الناطق بلسان جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هغاري اعترف بأن شركة الاتصالات الفلسطينية نسقت عملية الصيانة بشكل مسبق مع قوات الاحتلال المتوغلة في مدينة خانيونس، لكنه زعم أنهم لم يبلغوا الجيش عندما أنهوا مهمة الصيانة وشرعوا بالعودة.
لكن الرواية التي نقلها التحقيق عن مسؤول استخباري إسرائيلي كان على علاقة بالحادث تدلل على كذب رواية الناطق العسكري باسم الاحتلال. فقد نقل التحقيق عن المسؤول الاستخباري قوله: "أنا على يقين أنه لم يكن يتوجب على الجيش أن يطلق عليهم النار، ومع ذلك فأنا على يقين أنهم مع ذلك أطلقوا عليهم النار". مضيفا: "لقد توجهت إليهم (للضباط والجنود) وقلت لهم إنكم تقتلون أناساً أبرياء كل خطيئتهم أنهم يؤدون عملا مهما، لكن ما قلته لم يؤثر على أحد"، على حد تعبيره.
وأردف قائلا: "لقد قتلوا العمال على الرغم من أن مصلحة إسرائيل تقتضي أن تعمل خدمة الهاتف النقال في القطاع حتى يتمكن الجيش من إيصال رسائل إلى الغزيين، لكن الجنود ببساطة أطلقوا النار عليهم".
وخلص التحقيق إلى أن شهادة المسؤول الاستخباري الإسرائيلي تدلل على أنه لا يمكن الثقة بالروايات التي تصدر عن الناطق بلسان جيش الاحتلال.
وأشار الموقع إلى أن حادثة قتل عاملي الصيانة التابعين لشركة "بالتل" لا تختلف عن حادثة مقتل عمال منظمة المطبخ المركزي العالمي، باستثناء أن الحدث الأخير حظي بتغطية إعلامية واسعة على المستوى الدولي. وجزم التحقيق أن الحادثة تدلل على الخفة التي يتعامل بها الجيش مع عمليات إطلاق النار على الفلسطينيين، لا سيما في المناطق التي يطلق عليها الجيش اسم "مناطق الإبادة".