استمع إلى الملخص
- وزير الأمن القومي الإسرائيلي انتقد القرار، معتبرًا إياه غير مدروس ومتناقضًا مع قرارات الكابينت الأمني والسياسي، بينما تسعى مصر لتسهيل حركة العبور عبر معبر رفح.
- مقترحات جديدة لتسهيل إدخال المساعدات إلى غزة تشمل مشروع "نظام بوابات آمنة" من قبل الملياردير الأسترالي أندرو فورست، في محاولة لتحسين الوضع الإنساني في القطاع.
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي وقفاً مؤقتاً تكتيكياً محلياً للنشاط العسكري لأغراض إنسانية على الطريق المؤدي من معبر كرم أبو سالم إلى شارع صلاح الدين، ومن ثمّ شمالاً، من الساعة 8 صباحاً وحتى الساعة 7 مساءً يومياً، وحتى إشعار آخر. وزعم جيش الاحتلال، في بيان نشره عبر "تليغرام" صباح اليوم الأحد، أن هذه الخطوة التي قال إنها بدأت أمس السبت تأتي في أعقاب مناقشات إضافية مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، وهي "خطوة إضافية في جهود المساعدات الإنسانية التي يقوم بها الجيش ومكتب تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية منذ بداية الحرب".
وفي وقت لاحق، نشر المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، توضيحاً عبر صفحته على موقع إكس، أكد فيه أنه لا يوجد وقف للقتال في جنوب قطاع غزة، وأن القتال في رفح مستمر، كما لا يوجد تغيير في إدخال البضائع إلى قطاع غزة. وزعم أن الطريق الذي تمر من خلاله البضائع سيكون مفتوحاً خلال ساعات النهار، بالتعاون مع منظمات دولية لتمرير المساعدات الإنسانية فقط.
وفي أوقات سابقة، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أكثر من مرة وقفاً "تكتيكياً" لإطلاق النار في مناطق معينة، للسماح للمواطنين بالتزود بالمواد الأساسية، لكنه كان يعلنها لساعات محدودة وفي مناطق متفرقة، غير أنه لم يكن يلتزم بهذه الإعلانات دائماً، وكان يقوم باختراق الوقف إذا ما رغب في تنفيذ أو توجيه ضربة عسكرية في المنطقة.
بن غفير يعترض
وأثار قرار جيش الاحتلال حفيظة وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، الذي قال عبر موقع إكس، إن من اتخذ قرار الهدنة التكتيكية في قطاع غزة أحمق، ولا يجب أن يبقى في منصبه. وأضاف: "هذا القرار لم يعرض على الكابينت الأمني والسياسي ومناقض لقراراته". من جهتها، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر سياسي قوله إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أوضح لسكرتيره العسكري، أن قرار وقف العمليات في رفح لمدة 11 ساعة "غير مقبول".
ويأتي هذا في وقت فشلت الجهود الدبلوماسية في التوصل إلى هدنة مؤقتة في غزة خلال عيد الأضحى، كذلك فشلت الجهود لإعادة فتح معبر رفح "استثنائياً" خلال الفترة نفسها لإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع. وتشترط مصر انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من الجانب الفلسطيني من المعبر وإنهاء سيطرته عليه، لإعادة تشغيله وتمرير شاحنات المساعدات، بعدما سيطر على الجانب الفلسطيني منه في 7 مايو/ أيار الماضي.
وأكد مصدر مصري لـ"العربي الجديد"، الجمعة، أن القاهرة "تبذل جهوداً حثيثة من أجل إنفاذ المساعدات إلى الفلسطينيين، وإنهاء سيطرة إسرائيل على معبر رفح، لضمان حرية الحركة عبره وخروج المصابين والمسافرين، لكنها تعارض في الوقت نفسه إقرار سياسة الأمر الواقع الذي تعمل حكومة الاحتلال عليه لتشغيل المعبر تحت سيطرتها"، مؤكداً أن هذا الموقف "يأتي بتوافق وتنسيق مع حركة حماس".
وبرز هذا الأسبوع مقترح جديد يرتبط بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة براً، بعد فشل الميناء العائم الذي أنشأه الأميركيون في غزة لإيصال المساعدات، حيث اقترح الملياردير الأسترالي أندرو فورست إنشاء "نظام بوابات آمنة" على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، يمكن بواسطته توصيل 10 آلاف طن من المساعدات الإنسانية للفلسطينيين يومياً.
وقال فورست إن مشروع البوابات الآمنة لإيصال المساعدات إلى غزة عُمل عليه بالتشاور مع المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين خلال الشهرين الماضيين. وأضاف: "البوابات الآمنة لإيصال المساعدات إلى غزة ستقام على المعابر المؤدية إلى غزة، وستُراقَب عن بعد من قبل طرف ثالث، المشروع لا يفرض أي التزامات مالية على إسرائيل، كذلك فإنه يحترم الخطوط الحمراء". وأشار فورست إلى أنه سيعمل من جهة قطاع غزة مع المجتمع والمنظمات والوكالات الفلسطينية.