ينشغل جيش الاحتلال الإسرائيلي في هذه الأيام بكيفية تهيئة الإسرائيليين لاحتمال اتّساع الحرب ضد "حزب الله" في لبنان.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت"، اليوم الثلاثاء، أن الجيش والجبهة الداخلية حائران بشأن ما إذا كان من الصواب إطلاق حملة إعلامية من أجل التمهيد للجمهور.
ويعتقد صنّاع القرار بأن خطوة من هذا النوع ستؤدي إلى تعزيز الجهوزية في الجبهة الداخلية، لكنها بلا شك ستؤدي إلى حالة من الإرباك، الأمر الذي قد يستفيد منه "حزب الله" في لبنان.
وتشهد الأسابيع الأخيرة تصاعداً في حدة التوتر بين إسرائيل و"حزب الله"، على الرغم من عدم وجود تغيير حقيقي في حدة المعارك، وعلى الرغم من أن كلا الطرفين غير معنيين كما يبدو حالياً بحرب واسعة، لكن ثمة تقديرات بأن هذا التصعيد قد يخرج عن السيطرة.
وأشارت الصحيفة إلى أن التقارير التي تتحدث وكأن إسرائيل تستعد لشنّ هجوم على "حزب الله" في لبنان تساهم في زيادة جهوزية الحزب، وتنقله إلى حالة الطوارئ، إلى جانب دخول سكان لبنان في حالة ترقّب، كما هو حال سكان المستوطنات والبلدات على الحدود الشمالية.
وأوضحت أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية تدرس إمكانية الخروج بحملة خاصة من أجل تعزيز جهوزية الإسرائيليين لحرب في لبنان، لكن إلى جانب هذه الحاجة لتهيئتهم، فإن قراراً من هذا النوع قد يؤدي إلى خلق فهم خاطئ على الجانب الآخر، في حين أن "إسرائيل غير معنية بحرب، وترغب في استنفاد الخيارات السياسية تماماً مثل حزب الله" في لبنان.
وتكمن إحدى المعضلات التي تشغل قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي في العقد الأخير في كيفية الشرح للجمهور الإسرائيلي التهديد الذي يشكّله "حزب الله" على الجبهة الشمالية، "ما قد يؤدي إلى إشعال حرب شاملة".
ويقبع في مركز النقاش السؤال عما إذا كان من الصحيح عرض مدى خطورة التهديد على الجمهور على الملأ، فمن جهة سيساعد هذا في تعزيز الوعي وجهوزية الجبهة الداخلية، وفي المقابل، هناك إدراك بأن السيناريوهات التي ستعرض لحرب متعددة الجبهات قد تؤدي إلى نشر الذعر في أوساط الإسرائيليين، ما يمنح "حزب الله" ثقة كبيرة، تؤدي إلى إلحاق الضرر بالردع الإسرائيلي، وفقاً للتقديرات الإسرائيلية.
وشهدت السنوات الماضية مقترحات مختلفة لحملات إعلامية بشأن الجبهة الداخلية الإسرائيلية، شبيهة بتلك التي تحدثت عن تحضير غرفة محكمة الإغلاق وتجهيز أماكن آمنة داخل البيوت.
وكان من بين السيناريوهات التي ستتم الإشارة إليها في الحملات المقترحة، بحسب الصحيفة، ما يشمل بعض المعطيات، مثل الحديث عن 150 ألف صاروخ بحوزة "حزب الله" في لبنان، وقدرته على إطلاق 4 آلاف صاروخ في يوم الحرب العادي، بما في ذلك صواريخ دقيقة، وطائرات مسيّرة متفجرة وغيرها.
وقررت قيادات جيش الاحتلال في نهاية المطاف عدم إخافة الجمهور. لكن الجبهة الداخلية الإسرائيلية في حيرة كبيرة من أمرها في هذه الأيام حول ما إذا كان من الصحيح الخروج بحملة من هذا النوع من أجل تهيئة الجمهور لحرب محتملة.
ويدرك صناّع القرار، وفقاً للصحيفة العبرية، أن هذه الطريقة، حتى بدون معلومات استخباراتية بشأن نية "حزب الله" شنّ حرب من طرفه، ستقود إلى تعزيز الجهوزية، ولكنها بلا شك ستزرع أيضاً حالة من الإرباك في أوساط السكان.
وتخلق حالة الضبابية والتوتر في الشمال في الأشهر الأخيرة عدداً غير قليل من التخمينات والتكهنات حول الثمن الذي قد تدفعه الجبهة الداخلية الإسرائيلية في حال نشوب حرب واسعة.
ويؤيد رؤساء السلطات المحلية في الشمال ضرورة تنسيق التوقعات مع الجمهور. وقد أعرب هؤلاء مراراً عن قلقهم إزاء الوضع الأمني، وطلبوا إعداد السكان لمواجهة أي تهديد محتمل يتخلله إطلاق نار كثيف على إسرائيل.
وأشارت الصحيفة إلى تغيير في توجهات الجمهور الإسرائيلي منذ بداية الحرب الحالية، بحيث بات السكان أكثر إدراكاً من الفترات الماضية لإسقاطات وتبعات حرب على الحدود الشمالية، كما أن عدداً كبيراً منهم أخلوا بيوتهم منذ نحو أربعة أشهر.
وأشارت الصحيفة إلى أن إصدار تعليمات رسمية من قبل الجبهة الداخلية للسكان بالاستعداد لحرب واسعة، سيكون له تأثير كبير، فبالإضافة إلى حالة الذعر العامة بين السكان، فإنها قد تؤدي إلى هبوط في الأسواق، واستنزاف ثقة الجمهور في حال لم يحدث أي شيء بعد تهيئته، وعليه يقوم الجيش الإسرائيلي بتقييمات يومية للوضع وللسياسة الدفاعية للجبهة الداخلية.