جيريمي كوربن يخوض انتخابات البرلمان البريطاني مستقلاً للمرة الأولى

25 مايو 2024
جيريمي كوربن خلال تظاهرة داعمة لفلسطين في لندن، 15 مايو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- جيريمي كوربن، الزعيم السابق لحزب العمال البريطاني، يعلن ترشحه كمستقل في الانتخابات البرلمانية بعد منعه من الترشح عن حزبه بسبب تصريحات فُسرت كمعادية للسامية، متعهدًا بالنضال من أجل المساواة والديمقراطية.
- يواجه كوربن تحديات كبيرة ضد مرشحي حزب العمال في إسلينغتون نورث، وسط انتقادات من مجموعة مومنتوم اليسارية التي ترى في منعه فوضى ومحاولة لإزاحة السياسة الاشتراكية.
- كوربن، المعروف بدعمه للقضية الفلسطينية ومعارضته للسياسات الإسرائيلية، يحظى بدعم قوي ويعتبر ترشحه كمستقل تحديًا لحزب العمال ويعكس الانقسامات داخل الحزب والسياسة البريطانية.

أعلن زعيم حزب العمال البريطاني السابق جيريمي كوربن (74 عاماً)، خوضه الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في الرابع من يوليو/تموز، بشكل مستقل، لأول مرّة منذ أربعين عاماً من تمثيله في البرلمان عن حزب العمّال. كوربن الذي مثّل كل هذه السنوات المنطقة الانتخابيّة إسلينغتون نورث، تعهّد بالنضال من أجل المساواة والديمقراطية والسلام. وقال، في مقابلة مع صحيفة إيسلينجتون تريبيون، إنه سيدافع عن "السياسات التي لم يتبنها حزب العمال أو المحافظون، بما في ذلك ضوابط الإيجار وإلغاء الحد الأقصى لمزايا الطفلين".

وكان كوربن يخطط للإعلان عن خطوته يوم الثلاثاء المقبل، إلا أن خطوة رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بالإعلان عن تبكير موعد الانتخابات، دفعته إلى الإعلان عنها يوم أمس الجمعة. وتأتي هذه الخطوة في أعقاب منع حزب العمال بزعامة كير ستارمر، المنحاز لإسرائيل، كوربن من الترشّح عن حزب العمال، وتعليق عضويته بسبب تصريحات أدلى بها بعد تقرير هيئة مراقبة المساواة حول مزاعم معاداة السامية في الحزب قبل سنوات، وهو قرار يعني طرد كوربن المعروف بمواقفه المناصرة للعدالة في فلسطين.

وفي مواجهة كوربن في هذه المنطقة الانتخابية، اختار حزب العمال كلاً من سيم مويما، عضو برلمان لندن، وبرافول نارغوند، عضو مجلس مدينة إسلينغتون، لخوض الانتخابات، في معركة من المرجح أن تكون صعبة. وسيتم الإعلان عن الفائز في عملية اختيار مرشحي حزب العمال في الأول من يونيو/حزيران.

وقال كوربن مناشداً ناخبي حزب العمال بهدف دعمه "أنا هنا لتمثيل أهالي إسلينغتون نورث على نفس المبادئ التي دافعت عنها طوال حياتي: العدالة الاجتماعيّة وحقوق الإنسان والسلام". ورداً على خطوة كوربن، قال ستارمر لقناة سكاي نيوز، إن سبب منع كوربن من الترشح لحزب العمال، هو أنه "سوف يمزق معاداة السامية من حزبنا من الجذور". وأضاف: "كان هذا أول وعد رسمي لي، وقد تابعت ذلك، ولهذا السبب اتخذت القرار بأن جيريمي كوربن لن يترشح كمرشح عن حزب العمال في هذه الانتخابات".

وانتقدت مجموعة مومنتوم الشعبية اليسارية ستارمر لمنعه كوربن من الترشح مرة أخرى عن حزب العمال. وقالت الرئيسة المشاركة للمجموعة كيت دوف: "هذه فوضى عارمة بالنسبة لحزب العمال، وكير ستارمر وحده يتحمل المسؤولية. لم تكن هجمات ستارمر على جيريمي تتعلق أبداً برجل واحد، بل كانت تهدف إلى طرد السياسة الاشتراكية التي كان يمثلها، لصالح مصالح النخبة".

وقاد جيريمي كوربن حزب العمال لما يقرب من خمس سنوات، وحصل على دعم منظمة مومنتوم منذ حملته القيادية عام 2015. وفي حين أنه من المفهوم أن المجموعة اليسارية تدعم حزب العمال في الحملة الانتخابية، اعترفت مصادر مطلعة بأن عدداً من الأعضاء قد يستقيلون من الحزب من أجل دعم حملة كوربن، إلى جانب مرشحين مستقلين آخرين.

ويشارك كوربن بشكل دوري في التظاهرات الوطنية في لندن من أجل غزة، التي تُنظم بواقع كل أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع في لندن منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول، والتي يشارك فيها مئات الآلاف، وتكون له كلمة خطابية للجمهور ضمن برنامج الكلمات على المنصّة المركزيّة، إذ يشدد على ضرورة تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني، وإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينيّة، ووقف دعم بريطانيا لإسرائيل، وضرورة حظر تصدير السلاح لها. وفي الانتخابات العامة الأخيرة في عام 2019، فاز كوربن بمقعد حزب العمال بحصة من الأصوات تزيد عن 64%. وجاء في المركز الثاني حزب الديمقراطيين الأحرار، ويُعتبر هذا المقعد بسبب شعبية كوربن أكثر المقاعد أماناً لحزب العمال في السابق، وهو ما سوف يتسبب في صداع كبير لكير ستارمر في هذه الانتخابات، بحسب ما نقلته صحيفة ذا إندبندنت.

المساهمون