"جيروزاليم بوست" تحذر بايدن من تبعات التصعيد مع تركيا

13 ديسمبر 2020
مصالح الولايات المتحدة في المنطقة مرتبطة بتركيا (Getty)
+ الخط -

حذّرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإدارة الأميركية المقبلة من مغبة تطبيق تهديدات الرئيس المنتخب، جون بايدن، باعتماد خط متشدد إزاء تركيا؛ على اعتبار أن هذا التوجه لن يخدم المصالح الأميركية في المنطقة.
وفي تحليل أعده الباحث المتخصص في مجال السياسة الخارجية الأميركية، كريستوفر ميلر، دعت الصحيفة، اليوم الأحد، بايدن إلى التعامل "باعتدال" مع تركيا، مشيرة إلى أن هذا ما تمليه الحاجة إلى مواجهة التحديات التي تنتظر الولايات المتحدة في المنطقة، في ظل العلاقة المتوترة مع الصين وعدد كبير من الصراعات التي ترتبط بالمصالح الأميركية.
ولفت ميلر إلى أن مصالح الولايات المتحدة في المنطقة مرتبطة بتركيا ورئيسها  رجب طيب أردوغان، الأمر الذي يعني أن الحفاظ على العلاقة مع أنقرة يجب أن يكون من أهم أهداف السياسة الخارجية الأميركية في المرحلة المقبلة.
وأقر بأن مراعاة الحسابات الدقيقة في العلاقة مع أنقرة ستفرض على الإدارة الجديدة نمط العلاقة مع تركيا التي وصفها بـ"الحليف المهم".

وأشار إلى أن بايدن اضطر لتقديم اعتذار لتركيا في 2014 بعدما اتهم أردوغان بأنه "إسلامي متشدد وداعم خفي للإرهاب، وأن سياساته أسهمت في ظهور تنظيم داعش"؛ لافتا إلى أن بايدن عاد في المقابلة التي أجرتها معه "نيويورك تايمز" خلال العام الحالي لوصف أردوغان بأنه "ديكتاتور" وأنه يشعر بالقلق من وجود الأسلحة النووية الأميركية في الأراضي التركية.
وأضاف أن قرار تركيا شراء منظومة الدفاع الروسية "أس 400" وتعزيز علاقاتها مع موسكو في ظل عدم منح أي اعتبار لحقيقة كونها عضوا في حلف "الناتو"، يمكن أن يوفر بيئة إضافية للتوتر بين أنقرة وإدارة بايدن.
وحسب معد التقرير فإن الواقع الجيوبوليتيكي في المنطقة يجعل المصالح الأميركية والتركية متضادة، على اعتبار أن تركيا تواجه الأكراد في سورية، الذين يعدون حليفاً مهماً لها؛ فضلاً عن المواجهة بين أنقرة وقائمة طويلة من حلفاء واشنطن في المنطقة، مثل إسرائيل، مصر، وغيرهما.
ونبّه إلى أن ما يزيد الأمور تعقيداً حقيقة أن أنتوني بلينكن، الذي رشحه بايدن لتولي وزارة الخارجية في إدارته محسوب على المتحمسين للتدخل الأميركي في سورية، مما يعني أنه يؤيد تواصل التحالف مع الأكراد.
علاوة على ذلك، فإن السلطات الأميركية فتحت تحقيقاً ضد مصرف "خلق"، أحد أهم المصارف التركية بزعم أنه خرق نظام العقوبات المفروض على إيران.
ويرى ميلر أنه على الرغم من كل مسوغات التوتر مع أنقرة، فإنّ الإدارة الجديدة مطالبة بالتعاطي بحذر وباعتدال مع تركيا، بشكل يضمن عدم تركها التحالف مع الغرب، محذراً من أن ممارسة مزيد من الضغط على أنقرة سيدفع أردوغان للتعاون وتوثيق علاقته بخصوم الولايات المتحدة، لا سيما روسيا، والصين، وإيران.

وأبرز حقيقة أن المكانة الجيوبوليتيكية والجيوستراتيجية لتركيا، كدولة تربط بين ثلاث قارات يجعل العلاقة معها تنطوي على أهمية استراتيجية واقتصادية بالنسبة للولايات المتحدة؛ إلى جانب أهمية أنقرة بوصفها قوة عسكرية إقليمية مهمة "تملك صناعات دفاعية مستقلة ومزدهرة".
وفي ما يتعلق بالاستقرار في العالم العربي ومنطقة الخليج، فإن ميلر يجزم بأن تركيا بإمكانها أن تلعب دوراً مهماً في تحقيق هذه الغاية.
وشدد على أن الكرة الآن في الملعب الأميركي، وعلى ضرورة أن تكون الولايات المتحدة هي المبادرة بتعزيز العلاقات مع أنقرة.
وتعد الأزمة التي يواجهها الاقتصاد التركي حالياً، في نظر ميلر، فرصة أمام الولايات المتحدة لبناء شراكات مع أنقرة تسهم في تحسين العلاقة معها.

المساهمون