جونسون يدافع عن استراتيجية التلقيح ضد كورونا أمام البرلمان البريطاني

13 يناير 2021
رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون(فرانس برس)
+ الخط -

دافع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، اليوم الأربعاء، عن خطة حكومته للحد من انتشار فيروس كورونا، ضد الاتهامات التي واجهته بالتأخر في وضع إجراءات الإغلاق العام التي تخضع لها البلاد. 
وقال جونسون، لأعضاء البرلمان في جلسة استجوابه بمجلس العموم من قبل نواب المعارضة: "ما زال الوقت مبكراً ويجب على الناس الالتزام بالقواعد"، مضيفاً أن هناك "بدايات لبعض المؤشرات" على أن الإغلاق الوطني له تأثير في إبطاء انتشار الفيروس.
واتّهم رئيس حزب العمال، كير ستارمر، جونسون بفقدان بوصلته منذ جلسة الاستجوابات الأخيرة في 16 ديسمبر/كانون الأول، والإخفاق في احتواء أزمة تفشي الفيروس في بريطانيا التي أصبحت الأولى أوروبياً من حيث عدد الوفيات والمصابين بالفيروس، على حد قوله.
وأضاف ستارمر أنه تم إعطاء جونسون "نصيحة واضحة جداً" بأن القيود الحالية لن تكون قادرة على احتواء الفيروس، وأن الإغلاق على غرار نوفمبر/تشرين الثاني الماضي لن يكون كافياً. وأضاف: "بدلاً من التمثيل والتصرف، جلس رئيس الوزراء وانتظر 17 يوماً، لفرض الإغلاق  لتشهد البلاد العواقب المأساوية لذلك من الضغط البالغ على النظام الصحي".
ولكن جونسون رد بأنه لن يتلقى دروساً من زعيم حزب "العمال"، الذي دعم بقاء المدارس مفتوحة حتى إغلاقها في الخامس من يناير/كانون الثاني الحالي. وأضاف: "عملنا على انخفاض كبير في(عدد الإصابات بـ) الفيروس" ولا حاجة لتغيير قواعد التباعد الاجتماعي.
ووصف جونسون الوضع في بريطانيا بالـ"مقلق للغاية"، موضحاً أن برنامج اللقاحات في بريطانيا يظهر "الطريق إلى الأمام"، مؤكداً أن النظام الصحي قام بتلقيح 2.4 مليون شخص و2.8 مليون جرعة قدمت.
وخلال الجلسة استمع لأسئلة أعضاء المجلس حول التردي النفسي للعاملين بالقطاع الصحي والصفوف الأولى بالمستشفيات، حيث قال النائب بحزب "العمال" ووزير الصحة بحكومة الظل، جوناثان أشورث: "يقع الأطباء وموظفو الرعاية الاجتماعية تحت ضغط لا يصدق. اليوم نسمع عن موظفين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة. لذا طال انتظار الإصلاح للتعامل مع تأثير فيروس كورونا، نحن بحاجة إلى خدمات الصحة العقلية ذات الموارد الكاملة والمفتوحة والقادرة على الاستجابة لاحتياجات الأشخاص من خلال هذا الإغلاق".

 كما صرح وزير نشر اللقاحات بالحكومة البريطانية، ناظم الزهاوي، أمام لجنة من أعضاء البرلمان في استجوابه، اليوم الأربعاء، بأن المملكة المتحدة واجهت مشكلات رئيسية عدة في برنامجها للتطعيم ضد فيروس كورونا. 
وقال الزهاوي لأعضاء البرلمان إن المشكلة الأولى الرئيسية كانت تصنيع الحجم الهائل من اللقاح المطلوب، والذي كان أمراً معقداً في البداية لكنه في الطريق للتحسن، على حد وصفه.
ورد الزهاوي على انتقادات أعضاء البرلمان لخطة نشر التطعيمات في أنحاء بريطانيا وما شابها من تأخر في تطعيم القائمين على الحملات التطعيمية حتى الآن، أن جهد الحكومة في الوقت الحالي يتركز على كيفية إتاحة اللقاحات للأشخاص الضعفاء الذين قد يكافحون للسفر لمسافات طويلة لتلقي لقاحهم، قائلاً إن هذا يمكن حله من خلال مراكز التطعيم المحلية التي تقودها مراكز التطعيم المحلية.
وعبر الزهاوي عن ثقته بأن الحكومة يمكن أن تحقق هدفها الشهر المقبل المتمثل في تقديم التطعيمات لحوالي 15 مليون شخص في المملكة المتحدة من الذين تزيد أعمارهم عن 70 عاماً، والمقيمين والموظفين في دور الرعاية لكبار السن، والعاملين في الرعاية الصحية في الخطوط الأمامية والمعرضين للخطر الشديد سريرياً خلال منتصف فبراير/شباط المقبل.
ورد على أعضاء البرلمان بالقول إنه يتم الآن إعطاء الجرعة الثانية من لقاحات فيروس كورونا بعد ثلاثة أشهر من الموعد المقرر أصلاً، لضمان إعطاء المزيد من الأشخاص الجرعة الأولى للمساعدة في مكافحة ارتفاع معدل الإصابة بالفيروس في المملكة المتحدة.
في وقت سابق، دافع نائب كبير المسؤولين الطبيين في إنكلترا، جوناثان فان، عن خطوة إعطاء اللقاحات الأولى الأولوية، بدلاً من الحفاظ على الجرعات لإعطاء جرعات معززة بعد ثلاثة أسابيع.
وقال لإذاعة "بي بي سي": "لقد أصبحنا جميعاً أقارب لناس أكبر سناً، وإذا أردنا حماية أكبر عدد ممكن في أسرع وقت ممكن، مع قدر كبير من العناية، فإن الاستراتيجية المناسبة لنا هي إعطاء الجرعة الأولية للمرة الثانية عندما أعطينا المزيد من الناس الجرعة الأولى"، موضحاً "إذا كان لديك جدّان وحصلت على لقاحين، فماذا تفعل؟ هل تعطي جرعتين لأحدهما وتترك الآخر بلا شيء؟".
 

المساهمون