جولة جديدة من المشاورات اليمنية الاثنين... والحوثيون يعتبرونها "تنمية بشرية"

12 مارس 2022
يرفض الحوثيون لقاء غروندبرغ منذ تعيينه في سبتمبر/أيلول الماضي (عبد الناصر الصديق/الأناضول)
+ الخط -

تحتضن العاصمة الأردنية عمّان، مطلع الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المشاورات الثنائية مع الأحزاب والقوى السياسية اليمنية، وسط انتقادات لاذعة من جماعة الحوثيين التي وصفتها بأنها تشبه فعاليات التنمية البشرية.

وقالت مصادر مقربة من أروقة المشاورات لـ"العربي الجديد"، إن الجولة الثانية التي من المقرر أن تنطلق بعد غد الاثنين، ستُدشَّن بلقاءات ثنائية تجمع المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، مع ممثلين من المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، ومكون مؤتمر حضرموت الجامع.

وذكرت المصادر أن أجندة لقاءات الأسبوع المقبل، ستشمل أيضاً المكتب السياسي لقوات طارق صالح، نجل شقيق الرئيس السابق، الذي تلقى دعوة رسمية من مكتب المبعوث الأممي، بالإضافة إلى حزب "المؤتمر الشعبي العام"، وخبراء أمنيين واقتصاديين، ومنظمات مجتمع مدني.

ومن المتوقع أن تتواصل الاجتماعات التي انطلقت الاثنين الماضي، حتى نهاية الشهر الجاري، وذلك بعقد مشاورات ثنائية مع باقي المكونات السياسية والقوى التي تشكلت عقب الحرب في المحافظات الشمالية والجنوبية، مثل الحراك التهامي والائتلاف الجنوبي الذي يتزعمه رجل الأعمال النافذ ونائب مدير مكتب رئاسة الجمهورية، الشيخ أحمد العيسي.

وقوبلت الاجتماعات الهادفة إلى بلورة خريطة طريق أممية للأزمة المعقدة منذ 7 سنوات، بانتقادات من جماعة الحوثيين التي تغيب عن المشاورات الثنائية، رغم أنها الطرف الرئيسي في النزاع.

وشنّ نائب وزير الخارجية في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً، حسين العزي، هجوماً على مشاورات عمّان، حيث اعتبرها أشبه بورش التنمية البشرية وتدريبات العصف الذهني، وفقاً لتغريدات على "تويتر"، في وقت متأخر من مساء الجمعة.

وقال العزي: " شيء مؤسف أن يتراجع المبعوث عمّا كان قد أعلنه أمام مجلس الأمن من اعتزامه إطلاق مشاورات (..) لقد كنت أظنها مشاورات حقيقية وعملية، فإذا بها تتحول فجأة إلى ما يشبه ورش التنمية البشرية وتدريبات العصف الذهني، وكأن الغرض حشد أكبر عدد من النشاطات لغايات إعلامية بحتة".

وأشار القيادي الحوثي إلى أنه "كان من الأفضل أن تتجه الجهود الأممية إلى إدخال سفن الوقود كمؤشر ثقة مع التحضير الجاد والمكثف لإنجاح لقاءات واتفاقات موثوقة مع أطراف الصراع، وضمان حلول عملية ودائمة وفق التراتبية لبناء الحل، بدلاً من إهدار الوقت في أعمال شكلية لن تتجاوز حدود مواقع التواصل الاجتماعي".

ومنذ تعيين المبعوث الأممي في 5 سبتمبر/ أيلول الماضي، ترفض جماعة الحوثيين اللقاء، حيث تشترط الموافقة على قدومه إلى العاصمة صنعاء، ورفع الحظر الذي يفرضه التحالف على سفن الوقود.

وكان الأسبوع الأول من المشاورات اليمنية في عمّان، قد شهد لقاءات أممية مع قادة من حزب "المؤتمر الشعبي العام"، ووفود من "التجمع اليمني للإصلاح"، و"الحزب الاشتراكي اليمني"، و"التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري"، لمناقشة أفكار حول إطار العمل المستقبلي، بما في ذلك عملية متعددة المسارات، تهدف إلى رسم مسار نحو تسوية سياسية مستدامة للنزاع.

وقال المبعوث الأممي، في بيان صحافي مساء أمس الجمعة، إن الهدف من المشاورات "جمع الأفكار والآراء والاقتراحات، بطريقة صادقة وصريحة، حول الأولويات العاجلة وطويلة الأمد للمسارات السياسية والأمنية والاقتصادية".

ووفقاً للبيان، فقد أثار المشاركون "مجموعة من القضايا في ما يتعلق بجدول أعمال وأولويات المسارات الثلاثة، والمبادئ الموجهة للعملية السياسية، وقضايا متعلقة بتصميم العملية".

وفيما سلّط المشاركون الضوء على الحاجة إلى وقف إطلاق النار، وضرورة العودة إلى المفاوضات بشكل عاجل واستئناف عملية السلام، تضمنت النقاط الرئيسية التي أثيرت خلال الأيام الماضية "الحاجة إلى معالجة المعاناة والتحديات المشتركة، بما في ذلك الوضع الإنساني والظروف المعيشية الصعبة للمدنيين في جميع أنحاء البلاد، والحاجة إلى التعامل مع الاقتصاد المتصدع"، حسب البيان.

المساهمون