المبعوث الأميركي للقرن الأفريقي يزور مصر وإثيوبيا والإمارات: ترويج لاتفاق جزئي حول سد النهضة
يبدأ المبعوث الأميركي للقرن الأفريقي مايك هامر، زيارة إلى مصر والإمارات وإثيوبيا، لـ"دعم مساعي الحل الدبلوماسي لقضية سد النهضة"، بينما أظهرت أحدث صور بالأقمار الصناعية تخزين ملياري متر مكعب من الملء الثالث الذي يجري بصورة منفردة.
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن المبعوث الأميركي الخاص للقرن الإفريقي مايك هامر سيتوجه إلى مصر والإمارات وإثيوبيا بين 24 يوليو/ تموز الجاري و1 أغسطس/ آب المقبل، لبحث التوصل لحل لملف سد النهضة.
وقالت الوزارة، في بيان، نشرته على موقعها، إن هامر "سيقدم دعم الولايات المتحدة من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي للقضايا المتعلقة بسد النهضة الإثيوبي، يحقق مصالح جميع الأطراف ويساهم في منطقة أكثر سلاما وازدهارا". ولفتت إلى أنه سيجري مفاوضات أيضا مع الاتحاد الأفريقي الذي تجري تحت رعايته محادثات سد النهضة.
وأوضحت الخارجية في بيانها أن هامر "سيستغل وجوده في إثيوبيا للاطلاع على مسار عملية تقديم المساعدة الإنسانية والمساءلة عن انتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان، فضلا عن الجهود المبذولة لدفع محادثات السلام بين الحكومة الإثيوبية وسلطات تيغراي".
من جانبه، قال مصدر دبلوماسي مصري بوزارة الخارجية على اطلاع بملف أزمة سد النهضة، إن "جولة هامر الجديدة بشأن الأزمة، تهدف إلى إقناع الحكومة الإثيوبية بالذهاب إلى جولة مفاوضات جديدة غير مشروطة بأي شرط من جميع الأطراف".
وأضاف الدبلوماسي المصري، أن "الجهود الجارية في الوقت الراهن، تسعى إلى إقناع أديس أبابا بالموافقة على اتفاق جزئي بشأن السد يضمن تبادل المعلومات بشكل دقيق قبل مراحل الملء التالية، للملء الثالث، والتي ستكون أشد قسوة وتأثيراً على الأمن المائي لكل من مصر والسودان".
وأوضح المصدر، أنه "رغم تمسك مصر في السابق بضرورة التوصل لاتفاق كامل، فإن هناك مقترحا أميركيا مرتبطا بمراحل، بحيث يتم بلوغ الحل وفقاً لمراحل متتالية، في ظل صعوبة التوصل لاتفاق كامل بشأن الأزمة أمام التعنت الإثيوبي، واعتبار أبي أحمد رئيس الحكومة الإثيوبية أن ملف السد هو ملف سيادة، وأن المحاولات الرامية لحل الأزمة من جانب القاهرة، بمثابة تدخل في أمور تخص سيادة بلاده على مواردها"، مشدداً على أن "هذا غير صحيح تماماً وفقاً للأعراف والقوانين الدولية التي تحدد قواعد التعامل مع الأنهار العابرة للحدود".
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد أكد للرئيس عبد الفتاح السيسي، على هامش قمة جدة الأخيرة، دعم الولايات المتحدة للأمن المائي لمصر وإبرام تسوية دبلوماسية تحقق مصالح جميع الأطراف، وتسهم في أن تصبح المنطقة أكثر سلامًا وازدهارًا.
من جانبه، جدد السيسي تمسك بلاده بإبرام اتفاق بشأن ملء وتشغيل سد النهضة دون مزيد من التأخير على النحو المنصوص عليه في بيان رئيس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بتاريخ 15 سبتمبر/ أيلول 2021، وبما يتوافق مع القانون الدولي.
وتأتي جولة المبعوث الأميركي الجديدة، بعد أيام قليلة من تصريحات وُصفت بـ"الصادمة" للناطقة باسم الخارجية الأميركية، جيرالدين غريفيث، لوسائل إعلام مصرية، أكدت خلالها أنه "لا يمكن فرض حل من أي طرف خارجي". وتابعت غريفيث: "بصفتنا مراقبا في العملية التي يقودها الاتحاد الأفريقي، فإننا نسعى إلى تسهيل الحوار المثمر والنهج البناء للمفاوضات من قبل جميع أطراف النزاع".
وأوضحت الناطقة باسم الخارجية الأميركية أن "الرئيس جو بايدن أكد خلال لقائه بالرئيس السيسي على دعم الولايات المتحدة للأمن المائي لمصر وصياغة قرار دبلوماسي يحقق مصالح جميع الأطراف ويساهم في منطقة أكثر سلامًا وازدهارًا"، مشيرة إلى أن "الولايات المتحدة تتفهم أهمية مياه نهر النيل للبلدان الثلاثة، ونشجع الدول الثلاث على استئناف الحوار لأن الحل لن ينتج إلا عبر المحادثات بين الدول الثلاث".
وتأتي الإمارات كمحطة ضمن محطات المبعوث الأميركي في ضوء الوساطة التي تلعبها لحل الأزمة والتي كانت آخر خطواتها استقبال ثلاثة اجتماعات لمسؤولين فنيين، من البلدان الثلاثة مصر والسودان وإثيوبيا لبحث إمكانية الوصول لنقطة تفاهم، يمكن على أساسها إحياء المفاوضات السياسية.
وكانت مصادر مصرية فنية مطلعة على المفاوضات الخاصة بالسد كشفت "فشل جولات التفاوض الثلاث التي استقبلتها أبوظبي، في إحداث أي اختراق في الموقف المتأزم، أمام تمسك أديس أبابا بعدم التوقيع على أية اتفاقات ملزمة سواء بتشغيل السد أو عملية الملء أو تبادل المعلومات".
وكان المدير العام لسد النهضة الإثيوبي، كيفلي هورو، قد أقر لأول مرة الشهر الماضي بوجود آثار جانبية على مصر والسودان من عملية ملء خزان السد، وكان ذلك بمثابة أول اعتراف رسمي لمسؤول إثيوبي بالأضرار الجانبية للسد.
وقال هورو، في تصريحات تلفزيونية: "قد تكون هناك آثار جانبية لسد النهضة، لا يمكن إنكار ذلك، لكنها ليست بالضرر الحقيقي، وهذه الآثار الجانبية تكون في فترات الملء، ولهذا تملأ إثيوبيا سد النهضة على مراحل لمراعاة شؤون الدول الأخرى".