تبذل قيادات إسرائيلية جهوداً مكثفة، في محاولة للتوصل إلى تفاهمات في اللحظة الأخيرة بشأن التعديلات القضائية قبل التصويت بالقراءة النهائية يوم الاثنين القادم على القانون الذي يلغي "حجة عدم المعقولية".
وذكرت غيلي كوهين، المراسلة السياسية لقناة التلفزة "كان" التابعة لسلطة البث الإسرائيلية، الليلة الماضية، أن الرئيس إسحق هيرتسوغ الذي يزور الولايات المتحدة حالياً يؤدي دوراً مهماً في هذه الجهود إلى جانب كل من رئيس حركة "شاس" الحاخام أرييه درعي، ووزير الأمن يوآف غالانت، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون درمير، ورئيس النقابات العامة رونين بار دفيد.
وأشارت كوهين إلى أن الرسالة التي وقّعها أكثر من 1100 طيار في سلاح الجو، معلنين نيتهم التوقف عن التطوع في الخدمة العسكرية في حال إلغاء "حجة عدم المعقولية"، أدت دوراً حاسماً في تكثيف الجهود الهادفة إلى التوصل إلى تفاهم بشأن التعديلات القضائية.
وأشارت إلى أن وجود قناعة لدى صناع القرار السياسي والعسكري في تل أبيب بأنه في حال تنفيذ الطيارين تهديدهم بوقف الخدمة العسكرية بعد تمرير القانون، فإن هذا سيؤثر سلباً في جاهزية سلاح الجو والجيش بأسره للحرب القادمة.
وأشارت إلى أن قادة الجيش لم يطلعوا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد على تداعيات إعلان الطيارين وتأثيره المحتمل في جاهزية الجيش، مشيرة إلى أنّ من المتوقع أن تشرح القيادة العسكرية لنتنياهو في القريب العاجل التداعيات المحتملة لهذا التطور.
من ناحيتها لفتت يعارا شابيرا، المراسلة الحزبية للقناة إلى تداول صيغتين للتوافق بين الحكومة والمعارضة، بهدف الخروج من الأزمة غير المسبوقة التي تواجهها دولة الاحتلال.
وحسب شابيرا، فإن الصيغة الأولى تتحدث عن تعديل صيغة مشروع القانون المقترح لإلغاء "حجة عدم المعقولية" وجعله أكثر "اعتدالاً" من النص الحالي، فيما تدعو الصيغة الثانية إلى تأجيل التصويت على مشروع القانون إلى حين التوصل إلى تفاهم بشأنه.
ولفتت القناة إلى أن المشكلة التي يمكن أن تعوق فرص التوصل إلى تسوية تمنع تواصل مظاهر الاحتجاج المتعاظمة ضد التعديلات القانونية، تتمثل بموقف كل من وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير القضاء يريف ليفين، الرافض بقوة لإحداث تغيير على نص القانون، أو تأجيل التصويت عليه.
وأضافت شابيرا أن كلاً من بن غفير وسموتريتش وليفين يضغطون على نتنياهو لعدم الاستجابة لما وصفوه بـ"ابتزاز" الطيارين، على اعتبار أن ما يقومون به يمثل "انقلاباً عسكرياً".
إلى ذلك، توقّع المعلق العسكري لقناة "13" الإسرائيلية، ألون بن دافيد، اليوم السبت، أن يمضي عقد من الزمن قبل أن تتمكّن إسرائيل من إصلاح الضرر الذي ألحقه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالجيش، في أعقاب طرح التعديلات القضائية.
وفي مقال نشره اليوم موقع "معاريف"، شبّه بن دافيد نتنياهو، بقيادات المملكة اليهودية التي كانت قائمة قبل 1953 عاماً، والتي مكنت الخلافات التي دبت في أوساطها، الرومان من تدميرها، وضمن ذلك هدم الهيكل الثاني.
ولفت بن دافيد إلى أنه لم تكن من سبيل الصدفة "أن يحيط نتنياهو نفسه بأشخاص معظمهم متدينون، تجربتهم العسكرية محدودة"، لأنهم غير قادرين على قول الحقيقة، وتحذيره من تبعات أخطائه.