جنود الاحتلال يوثقون وجوه متضامنين أجانب لمنع عودتهم للأراضي المحتلة

25 مارس 2022
جيش الاحتلال ينفي التقاطه صور الناشطين (جعفر اشتية/ فرانس برس)
+ الخط -

كشف تقرير لصحيفة "هآرتس"، اليوم الجمعة، أن جنود الاحتلال ومن يسمون بمسؤولي الأمن في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، بدأوا أخيرا بالتقاط صور شخصية لوجوه متضامنين أجانب مع الشعب الفلسطيني ممن ينشطون في منطقة جنوب الخليل وقرية سوسيا ومسافر يطا، بهدف إدخالهم لمنظومة المراقبة والرصد "الذئب الأزرق" التي يستخدمها الاحتلال الإسرائيلي وجنوده على الحواجز للتعرف عادة على وجوه الفلسطينيين الذين يمرون بالحواجز والمعابر العسكرية، واعتقال من تتوفر معلومات ضده لدى المخابرات الإسرائيلية.

وقال التقرير إن جنود جيش الاحتلال ومسؤولي المستوطنات بدأوا أخيرا، لا سيما جنوبي الخليل بالتقاط صور لوجوه متضامنين أجانب ومتطوعين، ووضع ملفات شاملة مع ربط صورهم بتفاصيل وبيانات هؤلاء المتطوعين والنشطاء الأجانب، تُمكن سلطات الاحتلال لاحقا من منعهم من دخول الأراضي الفلسطينية سواء جاؤوا من المعابر البرية مع الأردن أو عبر مطار بن غوريون الدولي.

ووثق فيديو لمنظمة حقوقية إسرائيلية تدعى Center for Jewish Nonviolence نشرته "هآرتس" على موقعها، جنودا إسرائيليين وهم يتبادلون الحديث عن استخدام برنامج "الذئب الأزرق" لمراقبة الناشطين الأجانب.

وأظهر الشريط قيام الجنود بتوثيق نشاط المتضامنين الأجانب وتصوير وجوههم بهدف وضع صورهم في البرنامج المذكور وفي بيانات الجيش. كما أظهر الشريط أحد "مسؤولي أمن المستوطنات" وهو يقول للجنود إن قائد اللواء في الجيش أوضح له أهمية التقاط صور واضحة لوجوه النشطاء الأجانب حتى لا يسمح لهم مجددا بدخول مطار بن غوريون، في المرات القادمة.

من جهته، ادعى الجيش في رده على سؤال للصحيفة أنه لا علم له بنشاط من هذا النوع، نافيا أن يكون الجيش يقوم بإدخال بيانات النشطاء الأجانب أو مواطنين إسرائيليين لبرنامج "الذئب الأزرق".

وبالرغم من نفي الجيش لذلك إلا أن الفيديو أظهر جنديا وهو يتحدث عن إحدى الناشطات الأجنبيات قبل أسبوعين، جاءت لمساعدة سكان قرية سوسيا، وهو يقول لزميله، هل هي موجودة في بيانات برنامج "الذئب الأزرق". وأصدر أحد القادة الميدانيين أوامره للجندي بتصوير الناشطة المذكورة بكاميرا رقمية مضيفا: "أين الذئب الأزرق؟... إنهم غير مستعدين لأن نقوم بتصويرهم فهم يخافون من الكاميرات".

وحاول أحد الجنود حث الناشطين الأجانب على القبول بالتقاط صور "سيلفي" معه، فيما كان أحد مسؤولي أمن إحدى المستوطنات القريبة، يقف إلى جانب الجنود ويلتقط الصور للنشطاء من أصول أوروبية. ورفضت قيادة الجيش الكشف عن هويته.

وأورد التقرير عن ناشطة يهودية أميركية من نيويورك تدعى مايا بيكل، قولها إن الجنود حاولوا بكل طريقة التقاط صور لوجوه نشطاء كانوا معهم، وأنهم تعاملوا معهم باحتقار وازدراء، مشيرة إلى أنها وصلت لقرية سوسيا قبل أسبوعين بعدما اشتكى مزارع فلسطيني من أن الجنود أبعدوه عن أرضه ومنعوه من دخولها كما اعتدوا على زوجته.

وأضافت أنها سمعت مسؤول أمن المستوطنة يقول للجنود إن قائداً عسكرياً طلب منهم التقاط صور واضحة لوجوه النشطاء، لمنع دخولهم مستقبلا إلى أراضي الضفة الغربية.

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" قد نشرت في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي تحقيقا عن استخدام جيش الاحتلال لبرنامج "الذئب الأزرق" لتصوير وجوه الفلسطينيين عند الحواجز والمعابر وربطها بالبيانات الخاصة بصاحب الصورة حتى تتسنى مراقبة الفلسطينيين عند الحواجز العسكرية والمعابر. بدأ جيش الاحتلال العمل به منذ عامين ونصف تقريبا، ويمكّن من مراقبة كل من تتوفر بياناته أثناء تنقله عند الحواجز العسكرية في الضفة الغربية المحتلة أو عند المعابر مع إسرائيل.

المساهمون