"جمعة طوفان الأقصى": تظاهرات غير مسبوقة في بغداد دعماً لغزة

"جمعة طوفان الأقصى": تظاهرات غير مسبوقة في بغداد دعماً لغزة

13 أكتوبر 2023
اتخذت قوات الأمن العراقية إجراءات مشددة حول مناطق التظاهرات (سابا كريم/أحمد سعد/رويترز)
+ الخط -

شهدت العاصمة العراقية بغداد، اليوم الجمعة، تظاهرات هي الأوسع من نوعها منذ سنوات، شارك فيها مئات الآلاف، في ثلاث نقاط تجمع مختلفة، وهي ساحة التحرير، واليرموك، والأعظمية، وذلك ضمن "جمعة طوفان الأقصى" التي دعت إليها شخصيات دينية وسياسية واجتماعية واسعة، للتعبير عن التضامن العربي مع أهالي غزة الذين يواجهون آلة العدوان الهمجية لقوات الاحتلال الإسرائيلية.

وتميزت التظاهرات التي شاركت فيها أطياف وشرائح مختلفة، قسم منها جاء من خارج بغداد، بإحراق الأعلام الإسرائيلية، تنديداً بجرائم الاحتلال في غزة، في وقت جرى رفع العلم الفلسطيني على مبانٍ مختلفة في بغداد.

وشهدت التظاهرات صلاة موحدة شارك فيها رجال دين من مختلف الطوائف، أصدروا فيها رسائل عدة تطالب الحكومات العربية والإسلامية بعدم أخذ موقف المتفرج إزاء ما يحدث في غزة.

وقال رئيس تحالف "السيادة" الشيخ خميس الخنجر، في كلمة له أمام المتظاهرين المحتشدين في منطقة اليرموك ببغداد، مخاطباً الفلسطينيين: "أنتم درع الأمة وأملها يا أهلنا في غزة العزة، وسنقف معكم بكل ما نستطيع، ومن هنا بين أهلي جماهير بغداد، أعلن عن حملة "طوفان السيادة" دعماً لأهل غزة، وستفتح مكاتب حزب السيادة في كل المحافظات لاستقبال تبرعات الشعب العراقي، وأنا هنا أول المتبرعين بمليار دينار عراقي دعماً لصمود غزة".

ودعا الخنجر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، لطلب "عقد قمة عربية إسلامية عاجلة في بغداد، لاتخاذ موقف موحد إزاء وحشية العدوان الصهيوني على شعب غزة"، مطالباً المجتمع الدولي بـ"وقف سياسة الكيل بمكيالين تجاه القضية الفلسطينية، ومحاسبة الكيان الغاصب على جرائمه بحق المدنيين".

وفي ساحة التحرير ببغداد، حيث احتشدت أعداد كبيرة من المتظاهرين الذين أحرقوا العلم الإسرائيلي، ورددوا شعارات تطالب بموقف موحد لنصرة أهالي غزة، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، العراقيين إلى جمع المساعدات من أجل إرسالها إلى قطاع غزة المحاصر.

وجاء ذلك في خطبة صلاة الجمعة، تلاها نيابةً عن الصدر رجل الدين مهند الموسوي وسط المتظاهرين في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد.

وقال الصدر مخاطباً الرئيس الأميركي جو بايدن، إن "زحفك نحو الشرق الأوسط سيُسبب لك ما لا تتوقعه من ردّة فعل، لا من الخانعين، بل من المجاهدين في فلسطين، ومن يؤازرهم، وكلُّ الشعوب العربية والإسلامية على أهبة الاستعداد للتضحية بالغالي والنفيس، وإنها لتنتظر إشارة واحدة من ذوي الإيمان والصلاح والعلم الجهاد لا من الفاسدين والمهادنين".

ودعا الصدر أيضاً، المتظاهرين السلميين في العراق إلى تحضير "قافلة الطوفان" من الماء والطعام، وتجهيزها، قائلاً "عسى أن نستطيع إيصالها لأهلنا في غزة، بعد التنسيق مع سورية أو مصر، وإن لم نستطع، فتلك وصمة عار في جبين التاريخ الإسلامي والعربي".

ورفع المتظاهرون الأعلام العراقية والفلسطينية، كما قاموا بحرق أعلام الكيان الصهيوني، ورددوا شعارات مناوئة للإجرام الإسرائيلي ضد أبناء الشعب الفلسطيني.

واتخذت القوات الأمنية العراقية، إجراءات مشددة في محيط ساحة التحرير ومداخل المنطقة الخضراء القريبة منها، التي تضم المباني الحكومية ومقار السفارات والبعثات الدبلوماسية الأجنبية، وانتشر المئات من عناصر الأمن في شوارع بغداد، خوفاً من خروج التظاهرة عن السيطرة.

ويشنّ الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة على قطاع غزة، عبر سلسلة من المجازر الجماعية التي يرتكبها، في ظل تواصل قصفه العنيف على الأحياء السكنية واتباعه سياسة الأرض المحروقة. وفيما دخلت عملية "طوفان الأقصى" يومها السابع، تواصل المقاومة الفلسطينية الرّد عبر استهدافها الأراضي المحتلة.