دعا البرلمان العربي، أمس الجمعة، إلى عقد جلسة يوم 26 يونيو/ حزيران الجاري، تضامناً مع المغرب ضد قرار للبرلمان الأوروبي اتهم المملكة بـ"استخدام" ملف القاصرين ضد إسبانيا، فيما أعرب مجلس التعاون الخليجي عن رفضه للقرار.
والخميس، صدّق البرلمان الأوروبي على قرار يرفض ما اعتبره "استخدام المغرب ملف القاصرين في أزمة الهجرة لمدينة سبتة"، بموافقة 397 نائباً، ومعارضة 85، وامتناع 196 عن التصويت.
وبحسب القرار، فإن المغرب "استخدم القاصرين كأداة ضغط سياسي" على إسبانيا، بعدما "خفف" أخيراً، الرقابة على الحدود، ما زاد أعداد المهاجرين إلى سبتة.
وقال البرلمان العربي في بيان، إنه وافق على "عقد جلسة خاصة طارئة يوم 26 يونيو، في العاصمة المصرية القاهرة، لمناقشة القرار الأوروبي"، مضيفاً أن القرار "تضمن اتهامات باطلة لا أساس لها من الصحة بشأن سياسات المغرب تجاه قضية الهجرة".
ونقل البيان عن رئيس البرلمان العربي، عادل بن عبد الرحمن العسومي، قوله إن "إصرار البرلمان الأوروبي على المضي قدماً في مواقفه الاستفزازية بشأن القضايا العربية، وإصداره هذا القرار المرفوض جملة وتفصيلاً، بات يتطلب وقفة عربية جادة".
وأفاد بأن عقد هذه الجلسة الطارئة، يأتي انطلاقاً من قيام البرلمان العربي بـ"مسؤوليته القومية في التضامن مع المملكة المغربية وتأييدها في مواجهة هذه الأزمة التي أقحم البرلمان الأوروبي نفسه فيها دون أي مبرر".
والخميس، دعا البرلمان العربي في بيان، نظيره الأوروبي إلى "عدم إقحام نفسه" في الأزمة الثنائية بين المغرب وإسبانيا، فيما اتهمت الرباط مدريد بـ"استغلال" المؤسسات الأوروبية.
وفي السياق، أعرب مجلس التعاون الخليجي، عن رفضه لقرار البرلمان الأوروبي، معبّراً عن دعمه الكامل للمغرب.
وعبّر الأمين العام للمجلس، نايف فلاح مبارك الحجرف، في بيان نشره الموقع الإلكتروني للمجلس، عن أسفه واستغرابه القرار، معتبراً أنه "يتضمن ملاحظات وانتقادات لا أساس لها من الصحة".
وقال إن "قرار البرلمان الأوروبي يتجاهل جهود حكومة مملكة المغرب في مكافحة الهجرة غير الشرعية تجاه أوروبا".
وأكد الحجرف "تضامن المجلس ودعمه الكامل لكل الخطوات التي تتخذها مملكة المغرب الشقيقة تجاه هذا الملف".
بدوره، اعتبر رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، "إقحام" الاتحاد الأوروبي في خلاف بلاده مع إسبانيا بمثابة "هروب إلى الأمام"، وذلك في كلمة للعثماني، وهو الأمين العام لحزب "العدالة والتنمية" (يقود الائتلاف الحكومي)، في مهرجان خطابي لشبيبة حزبه في مراكش (وسط المغرب).
وقال العثماني: "حاولت بعض الأطراف (لم يحددها) إقحام الاتحاد الأوروبي، ورأيتم ماذا وقع في البرلمان الأوروبي، ونرفض إقحامه في نزاع هو خلاف ثنائي بين بلدين"، مضيفاً: "إشراك الاتحاد الأوروبي هو هروب إلى الأمام، وتهرب من الجواب عن الأسئلة الحقيقية، ومنها المتعلقة بمستقبل الثقة بين جارين، ومدى احترام كل جار للمصالح العليا للجار الآخر".
وأردف العثماني: "المغرب مصالحه العليا واضحة، وله الثقة في نفسه عندما يدافع عن سيادته الوطنية".
وتابع: "غير مستعدين للتنازل عن مصالحنا العليا، وسيظل البلد مدافعاً عن سيادته على كل ترابه، وليس مستعداً لتلقي الدروس من أحد، بل هو من يعطي الدروس للآخرين".
(الأناضول، العربي الجديد)