قرر البرلمان العراقي عقد جلسة استثنائية، يوم غد السبت، لبحث الهجوم الأميركي الأخير الذي أسفر عن مقتل القائد في "كتائب حزب الله" العراقية أبو باقر الساعدي في بغداد، أول من أمس الأربعاء، في وقت تضغط فيه القوى السياسية ضمن تحالف "الإطار التنسيقي" الحاكم في البلاد من أجل إقرار البرلمان قانونا لإنهاء وجود التحالف الدولي وإخراجه من العراق.
الجلسة المقررة يوم غد السبت والتي أعلن عنها البرلمان رسميا، تأتي مع استمرار شغور منصب رئيس البرلمان للشهر الثالث على التوالي بسبب الخلافات الحادة على المرشح لهذا المنصب، الذي جرى العرف السياسي في البلاد عقب الغزو الأميركي عام 2003 أن يكون من نصيب القوى السياسية العربية السنية وفقا لنظام المحاصصة المعمول به بالبلاد.
وأقرّت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)، في بيان لها، بتنفيذ ضربة في العراق رداً على الهجمات على أفراد الخدمة الأميركية، ما أسفر عن مقتل أبو باقر الساعدي. ويعتبر الساعدي المسؤول عن التخطيط المباشر والمشاركة في الهجمات على القوات الأميركية في المنطقة، بحسب "سنتكوم".
ووقع أكثر من 100 عضو في مجلس النواب العراقي، أمس الخميس، على طلب عقد جلسة استثنائية قالوا إنها من أجل تشريع قانون إخراج القوات الأجنبية من العراق وتفعيل قرار البرلمان السابق حول ذلك.
الدائرة الإعلامية للبرلمان العراقي أكدت في بيان أن "البرلمان يعقد السبت جلسة تداولية ستناقش الاعتداءات على السيادة العراقية وتعقد في تمام الخامسة مساء"، من دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وقال عضو في البرلمان العراقي طلب عدم الكشف عن هويته، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "النواب الموقعين من تحالف الإطار التنسيقي، والنظام الداخلي في البرلمان يقر انعقاد الجلسة إذا طلبت مجموعة من النواب ذلك"، مبينا أن البرلمان "سيبحث الضربات الأميركية الأخيرة، وجهود إخراج قوات التحالف التي لم يعد مرغوبا بها"، على حد قوله.
من جهته، دعا ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي رئيس الحكومة محمد شياع السوداني إلى إصدار قرار إخراج القوات الأميركية من العراق بصورة فورية، وحمّل عضو الائتلاف إبراهيم السكيني، في تصريح صحافي، الحكومة "المسؤولية عن حماية جميع أفراد المؤسسات الأمنية الرسمية من الاعتداءات الأميركية"، مشيرا إلى أن "السوداني مطالب بالدعوة إلى عقد جلسة برلمانية طارئة واتخاذ ما يوقف انتهاك السيادة من قبل واشنطن".
وشدد على ضرورة أن "تتوجه الحكومة إلى المحاكم الدولية لإنهاء الخروقات التي تستمر بها واشنطن باستهداف القوات الأمنية والمدنيين".
الباحث في الشأن السياسي مجاهد الطائي علق في تدوينة له على منصة "إكس" على ما يجري في العراق من أحداث، مؤكدا أنه "في كل يوم يخسر محور المقاومة قياديا بارزا، فيردون بالدعوة لعقد جلسة استثنائية لمجلس النواب، والآخر يجمع تواقيع، والثالث يبحث تقديم الملف إلى مجلس الأمن الدولي، بينما يطلقون صواريخ بالستية على أربيل لمجرد شكوك وسوء ظن بوجود الموساد!".
كل يوم يخسر محور المقاومة قياديا بارزا؛ فيردون بالدعوة لعقد جلسة استثنائية لمجلس النواب، والآخر يجمع تواقيع، والثالث يبحث تقديم الملف إلى مجلس الأمن!
— مجاهد الطائي (@mujahed_altaee) February 8, 2024
بينما يطلقون صواريخ بالستية على #أربيل لمجرد شكوك وسوء ظن بوجود الموساد!
وحذر المتحدث العسكري باسم رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الخميس، من أنّ التحالف الدولي تحوّل إلى عامل عدم استقرار للعراق ويهدد بجرّ العراق إلى دائرة الصراع، مؤكدًا أن تكرار هجماته التي كان آخرها اغتيال قيادي في كتائب "حزب الله"، "من شأنه تقويض التفاهمات والحوار الثنائي مع واشنطن".