يعتزم مجلس الأمن الدولي عقد جلسة طارئة، اليوم الجمعة، لمناقشة تطورات الوضع في إثيوبيا، مع اشتداد الصراع هناك وتزايد الدعوات لوقف إطلاق النار.
وقالت مصادر دبلوماسية في الأمم المتحدة، الخميس، وفق "الأناضول"، إنّ الجلسة دعا لعقدها رئيس مجلس الأمن السفير المكسيكي خوان رامون دي لا فوينتي بدعم من 4 دول أعضاء، هي أيرلندا وتونس وكينيا والنيجر.
وأضافت المصادر، التي رفضت الإفصاح عن هويتها، أنّ تلك الجلسة ستكون مفتوحة، على أن تعقد بحلول الثالثة عصراً بالتوقيت المحلي لمدينة نيويورك.
والخميس، صادق البرلمان الإثيوبي على تطبيق حالة الطوارئ في عموم البلاد بعد يومين من إعلان الحكومة لها، نتيجة تقدم قوات "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي" في أمهرة.
تسع جماعات ستشكّل اليوم تحالفاً مناهضاً للحكومة
إلى ذلك، ذكرت جماعتان، في إعلان اطلعت عليه "رويترز"، أن تسع فصائل مناهضة للحكومة في إثيوبيا ستشكل تحالفاً اليوم الجمعة، مع تصاعد الضغط على رئيس الوزراء أبي أحمد وزحف قوات المتمردين نحو العاصمة أديس أبابا.
ورداً على سؤال من "رويترز" بشأن التحالف الجديد المناهض للحكومة، أشارت بيلين سيوم، المتحدثة باسم أبي أحمد، إلى تعليق نشرته على موقع "تويتر" تدافع فيه عن حكمه منذ توليه السلطة في 2018 عقب موجة احتجاجات مناهضة للحكومة.
وتقول سيوم في المنشور: "أتاح فتح المجال السياسي قبل ثلاثة أعوام فرصة كبيرة للمتنافسين لتسوية خلافاتهم عبر صندوق الانتخابات في يونيو 2021".
وفيما لم تشر إلى التحالف بشكل مباشر، لم يردّ متحدثون باسم الحكومة ووزارة الخارجية على طلبات للتعقيب بشأنه.
دعوات لوقف إطلاق النار في إثيوبيا
في غضون ذلك، دعت دول أفريقية وغربية، وفق "رويترز"، إلى وقف فوري لإطلاق النار في إثيوبيا، الخميس، بعدما قالت قوات إقليم تيغراي في شمال البلاد إنها تقدمت صوب العاصمة أديس أبابا هذا الأسبوع.
ووصل المبعوث الأميركي الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان إلى أديس أبابا، للضغط من أجل وقف العمليات العسكرية وبدء محادثات وقف إطلاق النار.
وضم الاتحاد الأوروبي والهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيجاد) صوتيهما إلى الأصوات المطالبة بوقف إطلاق النار.
اجتماع لدول تكتل شرق أفريقيا
بدوره، أعلن الرئيس الأوغندي يوويري موسيفيني عن عقد اجتماع لدول تكتل شرق أفريقيا، في 16 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، لبحث الصراع.
وكان الرئيس الكيني أوهورو كينياتا أصدر بياناً، الأربعاء، قال فيه إنّ "القتال يجب أن يتوقف"، داعياً الأطراف المتحاربة إلى "إلقاء السلاح ووقف القتال، وإجراء محادثات، وإيجاد سبيل لسلام دائم".
من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إنه تحدث مع رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، الأربعاء، لتقديم مساعيه الحميدة لـ"تهيئة الظروف للحوار حتى يتوقف القتال".
وتجاهلت الحكومة دعوات إجراء محادثات، وقالت إنّ مجندين جدداً يلبون النداء للقتال في صف الحكومة، متهمين قوات تيغراي بالمبالغة في تصوير مكاسبها على الأرض. وقالت في بيان: "إننا نخوض حرباً وجودية".
الحكومة الإثيوبية تعلن قرب انتصارها
ووسط الدعوات لوقف القتال، أعلنت الحكومة الإثيوبية، الخميس، أنها أوشكت على الانتصار في حربها المستمرة منذ عام ضد "جبهة تحرير شعب تيغراي"، وتعهدت بمواصلة القتال في رفض واضح للدعوات الدولية لوقف إطلاق النار.
المتمردون يقتربون من العاصمة أديس أبابا
وبعد سنة على إرسال الجيش الفيدرالي إلى إقليم تيغراي في أقصى شمال إثيوبيا، قلب المتمردون في "جبهة تحرير شعب تيغراي" الوضع، وأكدوا أنهم باتوا على مسافة مئات الكيلومترات من أديس أبابا، وفق "فرانس برس".
وأعلن المتمردون، خلال عطلة نهاية الأسبوع، سيطرتهم على مدن استراتيجية عدة في أمهرة، حيث حققوا تقدماً بعدما استولوا على كامل مناطق إقليم تيغراي في يونيو/حزيران. وهم أكدوا الأربعاء أنهم سيطروا على بلدة كيميسي على مسافة 325 كيلومتراً شمال العاصمة الإثيوبية.
وقال ناطق باسم "جبهة تحرير شعب تيغراي" إن متمردي تيغراي انضموا إلى مقاتلي "جيش تحرير أورومو"، وهو مجموعة متمردة تابعة لإثنية أورومو، وتحالفوا معهم. وقال ناطق باسم هذا الجيش إنّ أديس أبابا قد تسقط في غضون أسابيع.