محتجّون يطالبون بالإفراج عن معتقلين لدى "قسد" في دير الزور
"داعش" يتبنى هجوماً على "قسد" في ريف دير الزور
تدريبات مكثفة للتحالف الدولي في حقل "كونيكو" النفطي
"الجبهة الشامية" تداول في القيادة
أصيب سبعة مدنيين بينهم خمسة أطفال، اليوم الخميس، نتيجة استهداف مسيرة تركية مدينة تل رفعت، التي تسيطر عليها قوات روسية وأخرى تابعة للنظام السوري و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، شمال مدينة حلب، شمال غربي سورية.
وقال الناشط أحمد الإبراهيم، لـ"العربي الجديد"، إن طائرة مسيرة تركية ألقت قنابل على مدينة تل رفعت، ما أدى إلى إصابة سبعة مدنيين، بينهم خمسة أطفال تتراوح أعمارهم بين 16 وست سنوات.
وأوضح أن معظم الأطفال هم نازحون مع عائلاتهم في مدينة تل رفعت، وأشار إلى أن أحدهم مصاب بجراح حرجة، ونقل إلى مستشفى في مدينة حلب من أجل تلقي العلاج.
وفي وقت سابق، أُصيب مدنيون الليلة الماضية، إثر قصف صاروخي من قبل "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) طاول أحياءً سكنية في مدينة أعزاز شماليّ محافظة حلب، فيما تبنى تنظيم "داعش" عملية ضد "قسد"، أدت إلى مقتل عنصرين في ريف محافظة دير الزور، شرقيّ سورية.
وقال الناشط عبد العزيز قيطاز، في حديث لـ "العربي الجديد"، إن ستة مدنيين أُصيبوا بجروح، بينهم طفلة وأربع سيدات، إثر استهداف قوات "قسد" بخمسة صواريخ الأحياء السكنية في مدينة أعزاز التي يُسيطر عليها "الجيش الوطني السوري" شماليّ محافظة حلب، مضيفاً أن القصف استهدف منزلاً للنازحين في المدينة، وسبّب أيضاً دماراً في بعض المنازل فيها.
ورداً على ذلك، استهدفت مدفعية القوات التركية المتمركزة في منطقة "درع الفرات" مقار ومواقع عسكرية لـ"قسد" بعد منتصف ليل الخميس، في كل من بلدات وقرى تل رفعت، ومنغ، ومرعناز، وعين دقنة.
واندلعت اشتباكات عنيفة بين فصائل "الجيش الوطني السوري" المعارض والحليف لتركيا ومجموعات "قسد" على جبهة مرعناز القريبة من مدينة أعزاز، شمالي محافظة حلب، ما أوقع جرحى في صفوف عناصر "قسد"، بحسب مصدر عسكري من الجيش الوطني.
محتجّون يطالبون بالإفراج عن معتقلين لدى "قسد" في دير الزور
وفي ريف مدينة دير الزور الشمالي، احتج عشرات المدنيين وقطعوا الطرقات بالحجارة وأشعلوا إطارات، في منطقتي العزبة ومعيزيلة، وطالبوا بالإفراج عن المعتقلين لدى "قسد" وتحسين الوضع المعيشي.
وقال الناشط جاسم عليان، لـ"العربي الجديد"، إن الأهالي تظاهروا ضد "مجلس دير الزور العسكري" الذي اعتقل في وقت سابق 27 عنصراً من أبناء المنطقة يتبعون له، واتهمهم بارتكاب مخالفات وتجاوز الأنظمة العسكرية، والتعامل مع "جهات خارجية".
وأوضح الناشط أن المتظاهرين طالبوا خلال الاحتجاجات بتحسين الوضع المعيشي في المنطقة، حيث تعاني أرياف دير الزور التي تخضع لسيطرة "قسد" من واقع اقتصادي متردٍ، على الرغم من تحكّم "قسد" بمنابع النفط والغاز والقمح الذي يزرع في المنطقة.
وتتكرر حوادث الاحتجاج في المناطق الخاضعة لسيطرة "قسد" بسبب تجاوز عناصرها على المدنيين، أو السوق الإجباري للخدمة العسكرية الذي يأتي بعد حملات اعتقال، أو شنّ حملات اعتقال عشوائية، بتهم من مثل تشكيل خلايا تتبع لتنظيم "داعش" الإرهابي أو فصائل المعارضة وتركيا.
"داعش" يتبنى هجوماً على "قسد" في ريف دير الزور
من جهة أخرى، تبنى تنظيم "داعش"، عبر معرفاته الرديفة على تطبيق "تلغرام"، هجوماً نفذته خلاياه على موقع عسكري لـ"قسد" بريف محافظة دير الزور.
وأكد بيان التنظيم أن مجموعة من عناصره نصبت كميناً لعناصر تابعين لـ"قسد"، كانوا يستقلون دراجة نارية في قرية بريهة بريف دير الزور الشرقي، استُهدِفوا بالأسلحة الرشاشة، ما أدى إلى مقتل اثنين من عناصر "قسد" والاستيلاء على سلاحهم.
وكان التنظيم قد تبنى، خلال الأسبوع الفائت، تنفيذ عمليتين ضد "قسد" بريف محافظة الرقة، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى من عناصر "قسد"، واغتنام أسلحتهم.
وتتزايد هجمات التنظيم ضمن مناطق سيطرة "قسد"، من دون التمكن حتى الآن من السيطرة على تلك الخلايا، التي تشن هجمات بشكل شبه يومي مخلفةً قتلى وجرحى، لا سيما مع تصاعد وتيرة عمليات الاغتيال ضمن مخيم "الهول" الذي يضم عائلات من تنظيم "داعش"، وسط توجيه اتهامات إلى خلايا التنظيم بالوقوف وراء تلك العمليات.
إلى ذلك، عثر الأهالي على طفل يبلغ من العمر 17 عاماً مقتولاً وجثته مرمية أمام منزل ذويه في قرية الزر بريف دير الزور الشرقي، وذلك بعد اختطافه لعدة ساعات، فيما وُجهت أصابع الاتهام إلى خلايا تنظيم "داعش" بالوقوف وراء تلك العملية.
تدريبات مكثفة للتحالف الدولي في حقل "كونيكو" النفطي
في غضون ذلك، أجرت قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية تدريبات عسكرية مكثفة داخل قاعدتها في حقل "كونيكو" النفطي، شمال شرقيّ محافظة دير الزور.
وأكدت مصادر مُطلعة لـ"العربي الجديد" أن أصوات انفجارات مكثفة سُمع صداها بمحيط قاعدة التحالف الدولي في حقل "كونيكو" النفطي، ناجمة عن تدريبات عسكرية لقوات التحالف. وجرت التدريبات بالأسلحة الثقيلة وبمشاركة أربع طائرات مروحية أميركية.
"الجبهة الشامية" تداول في القيادة
على صعيد منفصل، عُيّن حسام ياسين قائداً جديداً لـ"الجبهة الشامية"، أبرز فصائل المعارضة السورية في شمال البلاد، أمس الأربعاء، بديلاً لمهند الخليف (أبو أحمد نور) الذي قدّم استقالته الثلاثاء، في تداول "سلس" للقيادة في الجبهة التي تعد أهم مكونات الفيلق الثالث التابع لـ"الجيش الوطني السوري" المعارض.
وذكرت مصادر مطلعة في الشمال السوري أن النقاش حول تعيين قائد جديد للجبهة "بدأ في يونيو/حزيران الفائت إثر اقتتال بين الجبهة وفصيل أحرار الشام، ما أدى إلى تحرك هيئة تحرير الشام من إدلب لتصل إلى تخوم مدينة عفرين، أبرز معاقل الجيش الوطني".
#الجيش_الوطني_السوري#الفيلق_الثالث
— الفيلق الثالث (@legion3td) August 3, 2022
وفق صلاحيات مجلس الشورى في الفيلق الثالث
تم قَبول استقالة الأخ أبو أحمد نور وتعيين الأخ حسام ياسين (أبو ياسين) قائدًا عامًا للفيلق الثالث
نسأل الله له التوفيق والسداد pic.twitter.com/iWLB4ubTDg
وأشارت المصادر إلى أنه "يؤخذ على الخليف إهماله الأمور الداخلية والتنظيمية وعدم متابعة ملف مكافحة الفساد داخل الهيئة وتهميش قادة الجبهة، ومجلس شورى الجبهة"، إضافة إلى "إخفاقه في التنسيق مع الجانب التركي". غير أن المصادر ذاتها أوضحت أن الخليف، المنحدر من بلدة تادف في ريف حلب الشمالي الشرقي ويقود الجبهة منذ عام 2018، كان قد رفض إرسال مقاتلين من الجبهة للدفاع عن المصالح التركية خارج سورية، مشيرة إلى أنه دعم المجلس الإسلامي السوري الأعلى.
والقائد الجديد للجبهة كان تولى قيادتها بين عامي 2016، و2018 قبل أن يُعيّن مسؤولاً عن تشكيلات "الفيلق الثالث" في منطقة تل أبيض وريفها، شمالي الرقة.
من جهته، أوضح مدير المكتب الإعلامي في الفيلق الثالث سراج الدين عمر، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "ولاية أبو أحمد نور انتهت"، مشيراً إلى أن "النظام الداخلي للجبهة يعطي القائد ولايتين فقط، وكل ولاية عامان".
وأردف: "مُدد له ستة أشهر لمتابعة بعض الملفات. لا توجد أي أسباب أخرى". ووصف العلاقة مع الجانب التركي بـ"الجيدة جداً"، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن "هناك إشكاليات تنظيمية فقط وليس في الرؤية العامة".
وفي السياق، قال عضو مكتب العلاقات العامة في الفيلق الثالث هشام اسكيف، لـ"العربي الجديد"، إن "ما جرى من تعيين قائد جديد للفيلق تداول سلس في القيادة". وأكد: "ليست هناك أي أزمة في الفيلق، وعلاقتنا مع الحليف التركي ممتازة".
وكانت عدة فصائل ذات توجه إسلامي "معتدل"، أبرزها "لواء التوحيد"، أعلنت في أواخر عام 2014 تأسيس الجبهة الشامية في حلب وريفها، وخاضت معارك كبرى مع قوات النظام والمليشيات الطائفية الإيرانية المساندة، وخاصة في ريف حلب الشمالي.
إلى ذلك، بيّن المحلل السياسي المواكب للمشهد الفصائلي في شمال سورية وائل علوان، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "أبو أحمد نور شخصية مركزية في الجبهة الشامية، وهو من حوّل الجبهة الى الفيلق الثالث"، من خلال اندماج عدة فصائل مضيفاً: "الجبهة الشامية اليوم هي أكبر وأهم فصائل المعارضة في الشمال السوري".
وأشار إلى أنه "كان المفترض أن يستمر أبو أحمد في قيادة الجبهة الى آخر العام الجاري"، قائلاً "وربما الأحداث المتسارعة في النصف الأول من الجاري والاقتتال الذي حصل في يونيو الفائت، وفشل غرفة عمليات عزم التي شكلتها الجبهة مع عدة فصائل كانت السبب وراء تعيين قائد جديد لها".
ولا يعتقد علوان أن هناك تأزماً بالعلاقة بين الجبهة الشامية والجانب التركي: "في النهاية أنقرة هي الضامنة والداعمة لكل الفصائل"، قائلاً "ربما وجد مجلس شورى الجبهة أن هناك حاجة لإعادة تعريف علاقاتها الخارجية، ورسمها من جديد من خلال شخصية توافقية هي حسام ياسين".