جرحى في قصف على إدلب.. وقتلى من قوات النظام بالبادية السورية

05 يونيو 2021
تواصل قوات النظام قصف ريفي إدلب الجنوبي والشرقي (فرانس برس)
+ الخط -

قصفت قوات النظام السوري صباح اليوم السبت، مناطق عدة في ريفي إدلب الجنوبي والشرقي، ما تسبب في وقوع إصابات بين المدنيين، فيما قتل عدد من قوات النظام في هجمات وتفجيرات لتنظيم "داعش" الإرهابي في البادية السورية.

وفي جنوب سورية، تواصلت عمليات الاغتيال في محافظة درعا، فيما يجري الحديث عن طرح النظام السوري تسوية جديدة لأبناء محافظة القنيطرة المجاورة.

وذكر الناشط محمد المصطفى لـ"العربي الجديد"، أن عدداً من المدنيين أصيبوا جراء قصف قوات النظام السوري صباح اليوم على قرية بينين ومحيط قرية ارنبا في ريف إدلب الجنوبي. كما شهدت محاور جنوب وشرق محافظة إدلب قصفاً مدفعياً وصاروخياً متبادلاً بين قوات النظام والمعارضة، تزامناً مع تحليق لطيران الاستطلاع الروسي في سماء المنطقة.

إلى ذلك، ذكرت شبكات محلية أن 5 عناصر من قوات النظام قتلوا أمس جراء هجوم شنه عناصر تنظيم "داعش" في بادية الميادين شرق دير الزور، فيما قتل عدد من عناصر الفيلق الخامس المدعوم من روسيا، وأصيب آخرون في هجوم شنه مجهولون يعتقد أنهم من عناصر تنظيم "داعش" مساء أمس، استهدف مواقع عسكرية لقوات النظام في محيط قرية القادسية التابعة لمنطقة دبسي عفنان غربي الرقة.

وذكر الناشط أبو عمر البوكمالي لـ"العربي الجديد"، أن المسلحين هاجموا نقاطاً عسكرية للفيلق المذكور في بادية القادسية بالرشاشات الثقيلة، ما أدى لمقتل 3 عناصر وإصابة اثنين بجروح خطيرة، قبل أن ينسحب عناصر الفيلق باتجاه قرية دبسي عفنان، حيث قاموا بنقل المصابين إلى مشفى مدينة مسكنة شرقي حلب.

من جهة أخرى، انفجر لغم أرضي من مخلفات تنظيم "داعش" بمجموعة عناصر من قوات النظام، أثناء قيامهم بعملية تمشيط للبحث عن خلايا التنظيم، في منطقة وادي أبيض، ببادية السخنة شرقي حمص، مما أسفر عن مقتل ثلاثة منهم وإصابة اثنين، حيث تواصل قوات النظام وبشكل يومي عمليات التمشيط في البادية السورية بحثاً عن خلايا التنظيم، بينما يعتمد التنظيم على سياسة زرع الألغام وتبديل مواقعه بشكل متكرر في عموم مناطق انتشاره في البادية السورية.

وكان عناصر التنظيم شنوا فجر أمس الجمعة هجوماً على مواقع ونقاط لقوات النظام والمليشيات الموالية لها في منطقة فيضة ابن موينع ضمن بادية الميادين بريف دير الزور الشرقي، دارت اشتباكات على إثره، أسفرت عن مقتل 5 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، بالإضافة لمقتل اثنين من عناصر التنظيم، فيما قتل 7 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها بينهم ضابط برتبة عميد، واثنان من المستشارين الإيرانيين في هجوم مباغت لعناصر "داعش" في بادية السخنة الواقعة في ريف حمص الشرقي.

وفي جنوب البلاد، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون محليون، أن أجهزة النظام الأمنية طرحت "تسوية" جديدة على الفارين من الخدمة الإلزامية، والذين ما زالوا مطلوبين لأفرع النظام الأمنية، ممن كانوا ضمن الفصائل وأجروا "تسوية" في منتصف عام 2018 بعد سيطرة قوات النظام على محافظة القنيطرة، وترحيل 150 شخصاً في مايو/أيار الماضي من بلدة أم باطنة بريف القنيطرة الأوسط إلى الشمال السوري.

وبحسب المرصد، فإن التسوية الجديدة تشمل الفارين من الخدمة العسكرية، والمطلوبين أمنياً، حيث سيتم شطب أسماء المطلوبين لأفرع النظام الأمنية، عبر "لجنة مركزية" جرى تشكيلها من عدة أفرع أمنية، على أن يحصل الشخص الذي يجري التسوية على بطاقة أمنية تسمح له بالتنقل.

وذكر الناشط أبو عمر الحشيش لـ"العربي الجديد"، أن الأشخاص المطلوبين للنظام في محافظة القنيطرة لا يثقون بوعود النظام الذي لم يحترم مقتضيات التسوية السابقة، حيث واصلت قواته ملاحقة المطلوبين لديها بمن فيهم من أجروا تسويات، كما أنه لم يتم إطلاق سراح المعتقلين في سجون النظام.

ورأى الحشيش أن البعض قد يرغب في إجراء مثل هذه التسوية، على أمل تمكنهم من حرية التنقل بين المناطق في سعيهم للعمل وكسب الرزق.

 وكانت قوات النظام قد رحلت الشهر الماضي نحو 150 شخصاً من أهالي بلدة أم باطنة في ريف القنيطرة الأوسط إلى الشمال السوري، إثر توترات شهدتها البلدة بعد هجوم مسلحين على نقطة عسكرية تابعة للمليشيات الإيرانية في المنطقة.

 من جهة أخرى، أطلق مجهولون سراح المحامي محمد قاسم العدوي مساء يوم الجمعة، وذلك بعد يومين على اختطافه أثناء وجوده على الطريق الذي يصل بين مدينة الحراك وبلدة نامر في ريف محافظة درعا الشرقي.

وذكر موقع "تجمع أحرار حوران" أن الخاطفين أفرجوا عن العدوي بعد دفع ذويه مبلغ 100 ألف دولار للجهة الخاطفة، مشيراً إلى أنه خرج من الاحتجاز وعليه آثار الضرب المبرح كما ظهرت كدمات وآثار دماء على وجهه.

ويقطن العدوي في مدينة الحراك التي ينحدر منها ويعمل في مهنة المحاماة من خلال مكتب له في مدينة ازرع وآخر في مدينة درعا، ويُعرف عنه سمسرته على ذوي المعتقلين لتبيان مصير أبنائهم، كما يعرف بصلته بالأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري.

إلى ذلك، اندلعت اشتباكات بالأسلحة الخفيفة في مدينة إنخل بريف درعا الشمالي، مساء أمس الجمعة، بين عناصر يتبعون للواء الثامن وآخرين لفرع أمن الدولة، وذلك عقب محاولة الأخير اعتقال أحد الشبان في المدينة.

وفي شمال البلاد، ذكرت شبكة "فرات بوست" أن مليشيا "قسد" أفرجت عن الناشط حسام القس، عضو جبهة الإسلام والحرية والمنظمة الآشورية، بعد خطفه واعتقاله أمس الأول في محافظة الحسكة.

وفي غضون ذلك، عززت "قسد" قواتها العسكرية في محيط مدينة منبج شرق حلب بشكل غير مسبوق، وذلك في محاولة لزيادة السيطرة على المنطقة التي تشهد احتجاجات شعبية رافضة لسياسة التجنيد الإلزامي التي تتبعها "قسد" في المنطقة.

وذكرت مصادر محلية أن أكثر من 30 سيارة عسكرية رباعية الدفع وآليات أخرى استقدمتها "قسد" من مواقعها في الرقة أمس، تتضمن آلاف العناصر المسلحة، إضافة لتعزيزات أخرى وصلت من مناطق مختلفة.

وتحدثت صفحة "الإعلام الحربي" التابعة لـ "قسد"، عن دخول قوات عسكرية ضخمة إلى مدينة منبج منذ صباح أمس، تشمل الأسايش، قوات التدخل السريع، ومكافحة الإرهاب، وتتضمن أكثر من 4 آلاف عنصر وعشرات المدرعات العسكرية، في محاولة لضبط الوضع في المدينة ومواجهة الاحتجاجات الشعبية المناهضة لـ"قسد". وعلى الرغم من ذلك، خرجت بعد صلاة الجمعة أمس، تظاهرة جديدة في منبج، تنديداً بسياسة التجنيد الإجباري، فيما استنفرت "قسد" قواتها في محافظة الرقة تحسباً لخروج تظاهرات مناوئة على غرار تظاهرات منبج.

في هذه الأثناء، شهدت المنطقة اجتماعاً لعشائر منبج في قرية الهدهود لبحث هذه التطورات، حيث اتفقت العشائر على وقف التصعيد مؤقتاً لإعطاء فرصة لـ"قسد" لتنفيذ مطالبها.

واتفق المجتمعون على تحديد اجتماع شامل وموسع لجميع العشائر والأهالي يوم غد الأحد، لإصدار البيان الختامي الذي يحدد مصير منبج وريفها، وتسليمه لمليشيا "قسد" لتطبيق بنوده، بما يتوافق مع رغبة الأهالي والعشائر، في حين تعهد فصيلا "جيش الثوار" و"لواء جند الحرمين" من صفوف مجلس منبج العسكري، بحماية التظاهرات الشعبية والانحياز بشكل كامل لصفوف الأهالي في حال عدم تنفيذ "قسد" لمطالبهم التي سيتضمنها البيان الختامي يوم غد.

وكانت منبج شهدت خلال الأيام الماضية احتجاجات عارمة، رفضاً لانتهاكات "قسد" وسياسة التجنيد الإلزامي لشبان المنطقة، أوقعت خمسة أشخاص بين المحتجين برصاص عناصر "قسد".

المساهمون