أعلنت جبهة تحرير تيغراي، اليوم الجمعة، أنها ستطلق سراح أكثر من 4000 أسير حرب في إطار قرار عفو، فيما أعلنت الأمم المتحدة دخول أكثر من 300 شاحنة محمّلة بمساعدات إنسانية إلى تيغراي خلال أسبوع.
وجاء في تغريدة، نشرتها جبهة تيغراي عبر "تويتر"، أن قوات تيغراي قررت الإفراج عن 4208 أسرى حرب بقرار عفو، من بينهم 401 امرأة. وقال منسق مركز الأسرى بالإقليم، بيرهاني كيبيدي: "اعتقل معظم الأسرى في قتال خارج إقليم تيغراي، وبينما انضم آخرون إلى القتال في تجنيد إجباري".
وجاء قرار الإفراج عن السجناء بعد أسابيع من المحادثات التي جرت بين القادة العسكريين من الجانبين، بحسب دبلوماسي أجنبي في أديس أبابا، وقال إن المحادثات على المستوى السياسي لم تجر بعد.
وهذه هي المرة الثانية التي تعلن فيها قوات تيغراي عن إطلاق سراح أسرى حرب. ففي يوليو/ تموز 2021، أعلن عن إطلاق سراح 1000 جندي من الجيش الاتحادي بعد استعراضهم أمام الجمهور.
وقال وليام دافيسون، كبير محللي شؤون إثيوبيا بمجموعة الأزمات الدولية، لوكالة "أسوشييتد برس": "من المحتمل أن تكون عمليات إطلاق السراح هذه علامة على حسن النية وأيضا على النقص الحاد في الغذاء في تيغراي".
واندلعت الحرب الأهلية في إثيوبيا في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، بعد أن اتهم مسؤولون اتحاديون قوات تيغراي بمهاجمة قاعدة عسكرية في الإقليم، ما تسبب في مقتل عشرات الآلاف.
وتقول جماعات الإغاثة إن القوات الفيدرالية أغلقت الإقليم منذ يوليو/ تموز 2021، ما زاد من صعوبة تسليم المواد الغذائية وغيرها من المساعدات التي تشتد الحاجة إليها. إلا أنه في الأشهر الأخيرة خففت إثيوبيا من القيود إلى حد ما للسماح بتدفق أفضل للمساعدات إلى تيغراي.
من جهة أخرى، أعلنت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، دخول أكثر من 300 شاحنة محمّلة بمساعدات إنسانية إلى تيغراي خلال أسبوع في منتصف أيار/مايو، في قافلة هي الأكبر منذ نحو عام على الرغم من الاحتياجات الهائلة لهذه المنطقة الواقعة في شمال إثيوبيا.
وجاء في التقرير الأسبوعي (10 أيار/مايو إلى الـ16 منه) لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" أن "319 شاحنة محمّلة بمساعدات إنسانية دخلت تيغراي خلال الأسبوع المشار إليه، وهو الرقم الأعلى على صعيد الشاحنات التي دخلت المنطقة خلال أسبوع منذ حزيران/يونيو 2021".
وجاء في التقرير أن "ما مجموعه 571 شاحنة دخلت إلى (العاصمة الإقليمية) مقلي منذ استئناف تسيير القوافل في الأول من نيسان/إبريل، بعد توقف استمر أكثر من ثلاثة أشهر". وبحسب "أوتشا"، دخل بين نيسان/إبريل ومنتصف أيار/مايو نحو 15500 طن من المواد الغذائية عبر منطقة عفر المجاورة.
وأكد المكتب "ضرورة إدخال كمية إضافية قدرها 68 ألف طن على الأقل لاستكمال الدورة الحالية لتوزيع المواد الغذائية"، مشددا على وجوب "إدخال البذور والأسمدة في أسرع وقت لأن موسم الزرع يبدأ قريبا".
وأشار المكتب الأممي إلى أن الأوضاع "هادئة عموما" في شمال إثيوبيا في منتصف أيار/مايو، لكن لا يزال "التوتر" سائدا. وتوقف دخول شاحنات المساعدات الإنسانية إلى تيغراي في منتصف كانون الأول/ديسمبر، واستؤنف بعد إعلان "هدنة" في نهاية آذار/مارس بين الحكومة الإثيوبية الفدرالية وجبهة تحرير شعب تيغراي.
وحمّل كل من الحكومة الإثيوبية والمتمردين الطرف الآخر مسؤولية منع وصول المساعدات برا على خلفية اندلاع معارك في عفر وانعدام الأمن فيها.
وفي تيغراي، أشارت تقديرات برنامج الأغذية العالمي في كانون الثاني/يناير إلى أن 4,6 ملايين شخص، يمثلون 83 في المئة من سكان المنطقة البالغ عددهم حوالى ستة ملايين، يعانون من "انعدام الأمن الغذائي"، فيما يعاني مليونان "نقصا شديدا في الطعام".
واندلع النزاع في تيغراي في تشرين الثاني/نوفمبر 2020 عندما أرسل رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد الجيش لطرد جبهة تحرير شعب تيغراي منها، الحزب الذي كان يدير المنطقة، واتهمه بمهاجمة قواعد عسكرية.
وكانت جبهة تحرير شعب تيغراي، التي حكمت إثيوبيا لما يقارب 30 عامًا حتى وصول أبي أحمد إلى السلطة في عام 2018، تحتج في حينها على سلطة الحكومة الفدرالية منذ عدة أشهر.
بعد احتلال تيغراي، طُرد الجيش الفدرالي منها في حزيران/يونيو 2021 بهجوم مضاد لقوات المتمردين، التي تقدمت إلى المناطق المجاورة ثم باتجاه أديس أبابا.
وفي كانون الأول/ديسمبر، انسحبت جبهة تحرير شعب تيغراي إلى تيغراي، لكنها استمرت في احتلال مناطق عدة في أمهرة وعفر المتاخمتين.
(أسوشييتد برس، فرانس برس)