أكدت جبهة الخلاص الوطني المعارضة، اليوم الأحد، من محافظة بنزرت شمال تونس أن "نهاية الانقلاب وشيكة"، مبينة أن "جل المؤشرات تبين أن غلق قوس مرحلة حكم الفرد قريب، وأن النصر آت لا محالة، حيث ستستعيد البلاد مسارها الديمقراطي".
ورفعت شعارات "ارحل، ارحل"، "يسقط يسقط الانقلاب"، "وحدة وحدة وطنية"، "يا مواطن يا مقموع زاد الفقر زاد الجوع".
وقال رئيس جبهة الخلاص الوطني أحمد نجيب الشابي، في كلمة له، إن "وقفة اليوم هي وقفة مدنية سلمية من أجل استرجاع الحرية والديمقراطية في تونس والاستقرار"، مبينا أن "هذا الاجتماع يأتي بعد انتخابات 17 ديسمبر، الزلزال الذي هز عرش المتسلطين، وقد جمعت مكونات وأطياف عدة كلمتها على الرحيل".
وأوضح الشابي أن "لديهم أمل أن يستعيد الاتحاد العام التونسي للشغل دوره الجامع الذي لعبه منذ الاستعمار واستمر فيه، وهو مكون من مكونات المجتمع التونسي"، وأن "لهذه الوقفة معاني عدة، وهي رفع الصوت عالياً من أجل عودة الديمقراطية والشرعية".
وأضاف أن إبقاء رئيس الحكومة الأسبق، علي العريض، في السجن هو نتيجة كيل التهم من قبل رئيس الدولة للمعارضين والاتهامات بالعمالة والفساد، بدل أن يكون رئيس كل التونسيين"، مؤكداً أن "الجبهة سيكون لها موعد يوم 14 يناير للاحتفال بالنصر، فمهزلة النظام في أقصى مراحلها والمخرج آت لا محالة".
"النهضة": لتغليب المصلحة الوطنية
من جانبه، أكد الناطق الرسمي باسم حركة النهضة عماد الخميري، أنه "لا بد من الخروج من الوضع الذي وضع فيه قيس سعيد البلاد"، مبيناً أن "ما ادعاه الانقلاب يوم 25 يوليو 2021 من أنه سيخرج البلاد من الأزمة وسيعمل على إنقاذها من الانهيار حصل عكسه".
ولفت الخميري إلى أن "الأوضاع اليوم صعبة، والمطلوب هو الحوار أكثر من أي وقت مضى، ويجب التنازل من جميع الأطراف وتغليب المصلحة الوطنية"، مؤكدا أنه "بعد نتائج انتخابات 17 ديسمبر، فإن أغلب الأطراف أصبحت تدعو إلى طرح بدائل للخروج من الأزمة".
وبين أن "الأحزاب والمنظمات الوطنية تقف اليوم على حقيقة الوضع الصعب الذي قاده الانقلاب، والكل يطالب اليوم ببدائل لحل الأزمة، ولكن لا بد من وضع اليد في اليد والجلوس في أقرب وقت على طاولة الحوار الوطني للخروج من الوضع الذي تعيشه البلاد".
وأشار متحدث "النهضة"، إلى أن "الانقلاب يضع موازنة الدولة في الظلام دون أن يعرف الشعب ما سيتحمله من أعباء، وضغط جبائي، وتزايد الدين الخارجي".
وقال الخميري في تصريح لـ"العربي الجديد" إن "جبهة الخلاص الوطني تواصل نضالها السلمي الميداني في كل المحافظات، واليوم الاجتماع في بنزرت هو محطة جديدة في مقاومة الانقلاب"، مؤكداً أن "هذه الرسالة القوية تأتي بعد مهزلة الانتخابات للتأكيد أن هذا النظام ومنظومته الانقلابية فقدت شرعيتها ومشروعيتها خاصة بالعزوف عن الانتخابات"، مبيناً أن "الرسالة كانت قوية لقيس ولمنظومته، ولم تعد هناك لا شرعية ولا مشروعية لهذا النظام".
ولفت إلى أن "الحل هو رحيل قيس سعيد، وعلى كل الأطراف السياسية والمجتمع المدني أن يقدم التنازلات لصالح الوطن وتكون في حجم اللحظة التاريخية،" مبيناً أن وضع اليد في اليد ضروري اليوم من أجل توحيد الصف، وحوار وطني يفضي إلى خارطة طريق، عنوانها الذهاب إلى انتخابات رئاسية سابقة لأوانها".
وأفاد بأن "الهدف ترميم الوضع، ومعالجة الانهيار الناتج عن سياسات قيس سعيد، وما ترتب عنها من انهيار"، مؤكداً أن كل ذلك قد يقود البلاد إلى انهيار اجتماعي وشيك وإلى انقسام حاد داخل البلاد".
وبين أن "هناك اتصالات غير معلنة بين جل المكونات لتذليل العراقيل، وتسهيل اللقاء من أجل مصلحة البلاد".