أكد وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، أن اليونان تواصل اختلاق المشاكل وأنها ستتحمل عواقب إقدامها على أي مغامرة لحساب آخرين.
جاء ذلك في كلمة له في فعالية بالعاصمة أنقرة، الإثنين، تطرق خلالها إلى موقف اليونان ضد تركيا في الفترة الأخيرة. وقال: "بينما نحاول احترام حقوق الجيران على جانبي بحر إيجة، لا يزال اليونانيون يواصلون اختلاق المشاكل".
وخاطب اليونان قائلا: "إذا أقدمتم على مغامرة لحساب آخرين، فإنكم ستواجهون العواقب كما حصل بالماضي، وهذا تحذير لجارتنا".
وأضاف: "لذلك على الجميع أن يتحلى بالتعقل، ونقول لليونان بالخصوص، لا تكونوا بيدقا للآخرين"، داعيًا اليونان إلى عدم الاستمرار باستفزازاتها لأن عداء تركيا خطير.
ويوم الثلاثاء الماضي، جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تحذيراته لليونان، قائلاً: "قد نأتيكم بغتة في جنح الليل".
ولدى سؤاله عن استخدامه من قبل لهذه العبارة، وعن إمكانية قيام تركيا بعمل عسكري ضد حليفها في حلف شمالي الأطلسي، كرر أردوغان هذا التعبير. وقال في مؤتمر صحافي في العاصمة البوسنية سراييفو: "ما أتحدث عنه ليس حلماً. إذا كان ما قلته هو أننا قد نأتي بغتة في جنح الليل (فهذا يعني) أنه عندما يحين الوقت قد نأتي بغتة في جنح الليل".
المعارضة التركية: أردوغان وميتسوتاكيس لديهما نقطة مشتركة
بدورها، علقت المعارضة التركية على تصاعد حدة التصريحات السياسية بين البلدين. وقال زعيم المعارضة ورئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كلجدار أوغلو، إن "أردوغان وميتسوتاكيس لديهما نقطة مشتركة".
وفسر ما ذهب إليه بقوله خلال تغريدة عبر حسابه الرسمي على "تويتر" قائلاً: "في ما يخص مسألة اليونان والضجيج حول الحرب، أقول إن أردوغان وميتسوتاكيس لديهما نقطة مشتركة، وهي أن كلاهما تنخفض أصواته الشعبية".
وأضاف: "في الوقت الحالي يلعبان (أردوغان وميتسوتاكيس) أوراقهما في الشعبوية، وهذا ما يسيطر عليهما، والمعارضة موقفها واضح من مسألة الجزر غير المسلحة، وعندما تتولى الحكم ستعمل على حل هذه المسألة"، دون تقديم تفاصيل عن نوعية هذا الحل.
وكانت وزارة الدفاع التركية قد أفادت قبلها بأيام عن عزمها تقديم شكوى بحق اليونان إلى حلف الشمال الأطلسي "ناتو" بسبب تحرشها بالمقاتلات التركية في الأيام الأخيرة، وآخرها تحرش عبر منظومة صواريخ إس 300 الروسية الصنع.
ونفت اليونان في وقت سابق الاتهامات الموجهة إليها باستخدام منظومة إس 300 الروسية في استهداف المقاتلات التركية، وفقًا لوزارة الدفاع اليونانية، مشددة على عدم تفعيل المنظومة الروسية.
الخلافات الأساسية بين البلدين تتمحور حول الجزر البالغ عددها 18 والتي أعطيت لليونان بشرط عدم تسليحها وفق اتفاقيتي لوزان 1923 وباريس عام 1946، والحدود البحرية في هذه المنطقة، وأدت الخلافات على الجزر إلى توقف الاجتماعات الاستكشافية التي كانت قد استكملت بعد توقف لسنوات.
وعقدت 4 جولات استكشافية ما بين يناير/كانون الثاني 2021 وفبراير/شباط الماضي مناصفة بين الدولتين، إذ بدأت اللقاءات الاستكشافية أول مرة عام 2004، واستمرت إلى عام 2016، وعقد خلالها نحو 60 لقاءً، لم تحقق أي تقدم.