جاكو لـ"العربي الجديد": نقترب من تشكيل وفد التفاوض مع الحكومة التشادية ونريد قطر ضامناً لأي اتفاق مرتقب

15 مارس 2022
جلسات الحوار التشادي انطلقت الأحد في الدوحة (كريم جعفر/ فرانس برس)
+ الخط -

كشف نائب رئيس وفد "جبهة الوفاق من أجل التغيير" في تشاد، (فاكت) محمد شريف جاكو، عن قرب التوصل إلى اتفاق بين الحركات التشادية المسلحة لتشكيل وفد مشترك للتفاوض مع الحكومة التشادية، والاتفاق على أجندة التفاوض، وذلك بمناسبة جلسات الحوار التمهيدي التشادي، التي انطلقت الأحد الماضي في الدوحة برعاية قطرية، بمشاركة ممثلين عن المجلس العسكري الانتقالي و52 حركة مسلحة.

وقال جاكو في تصريحات لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، "بعد تعليق مشاركتنا في الحوار التشادي التشادي، بعدما فوجئنا بالعدد الكبير للمشاركين بالحوار 52 مجموعة، دخلنا مع جميع المشاركين في مشاورات لفرز جميع الجهات المشاركة، وجرى تقسيم هذه الجهات الى أربع مجموعات".

وبحسب جاكو فإن "المجموعة الأولى هي التي حضرت من أنجامينا بتشاد، وهؤلاء ليس لهم قضية، وهم جزء من النظام، وبعضهم موظفون في الدولة ومستشارون لرئيس المجلس العسكري الانتقالي".

أما المجموعة الثانية، فأوضح المتحدث ذاته أنها تضم "حركات معارضة تفاوضت مع النظام ووقعت معه على اتفاقيات وهم حالياً في المراحل النهائية وجاهزون للعودة وليست لهم مطالب في مفاوضات الدوحة"، فيما لفت إلى أن المجموعة الثالثة "هي من التشاديين الذين قضوا سنوات طويلة خارج تشاد ويريدون العودة الى بلادهم بشرط ضمان حريتهم".

وكشف أن المجموعة الرابعة تضم "الحركات التشادية المسلحة والتي لا يتجاوز عددها 6 أو 7 حركات وهي الحركات التي توجد على الأرض ولديها شروط ومطالب للتفاوض"، مشدداً على أن "هذه الحركات هي التي يفترض بها أن تقوم بالتفاوض مع المجلس الانتقالي العسكري".

مشاورات مغلقة

وأضاف جاكو أن المجموعة الرابعة دخلت اعتباراً من يوم الأحد في مشاورات مغلقة لتشكيل فريق التفاوض وأجندة التفاوض، تمهيداً لعرضها على الوسيط القطري، وبدء المفاوضات مع وفد المجلس العسكري الانتقالي.

وعن دور المجموعات الأخرى في الحوار التمهيدي في الدوحة، أوضح جاكو أن "هذه المجموعات حددت مواقفها ولا مكان لها في وفد المعارضة، وعلمنا أن المجلس الانتقالي العسكري أحضر هذه المجموعات للتوقيع على ورقة جاهزة جرى إعدادها مسبقا".

وتابع قائلاً "نحن نرفض بالتأكيد هذه الورقة ولا نعترف بها وهي لا تمثل رأي المعارضة التشادية، ونحن في (فاكت) جئنا إلى الدوحة بقلب وعقل مفتوح للتوصل إلى حل سلمي في تشاد وليس لتمرير ورقة الحكومة الانتقالية التي تريد الظهور أمام المجتمع الدولي بأنها توصلت إلى اتفاق وأنها تريد السلام".

وعن سبب عدم حضور رئيس جبهة "فاكت"، محمد مهدي علي، للمشاركة في جلسات الحوار مع الحكومة التشادية في الدوحة، قال جاكو "هذه المفاوضات تمهيدية، وحضور رئيس الحركة ليس شرطاً لعقدها، كما أن رئيس المجلس الانتقالي العسكري لم يحضر".

وتابع "رئيس حركة (فاكت) جاهز للحضور حين حصول تقدم في المفاوضات والتوصل إلى اتفاق ويكون هناك توقيع"، مؤكداً أن مهدي علي لا يمانع بالمشاركة في مفاوضات الدوحة وأن وجود وفدها في المفاوضات بأمر منه.

قائمة مطالب

وحول المطالب التي ستدرجها حركات المعارضة التشادية على أجندة التفاوض، رد نائب رئيس وفد "فاكت" بالقول "حركات المعارضة لديها شروط عديدة، لكنني أتحدث عن حركة (فاكت)؛ لدينا أربعة شروط تمهيدية لإثبات حسن النوايا من قبل الحكومة الانتقالية، حتى نجلس للتفاوض".

وأوضح أن تلك الشروط هي "إعلان وقف إطلاق النار في كافة أرجاء التراب التشادي، وكذا إطلاق جميع السجناء السياسيين وأسرى الحرب، وأعدادهم بالمئات، إضافة إلى "تشكيل لجان قانونية محايدة من عدة أطراف للبحث في مصير المختفين قسرياً، وضمان حرية التظاهر السلمي في تشاد، فالحكومة الانتقالية تقوم بإطلاق النار على التظاهرات السلمية التي تقوم بها حركات المجتمع المدني في تشاد".

وتابع جاكو "نشعر بأن الحكومة ليست جادة في التفاوض وفي التوصل إلى حل سلمي في تشاد ونأمل أن تستجيب الحكومة لهذه المطالب التي تمثل عموم الشعب التشادي لتثبت حسن نواياها".

محمد شريف جاكو (العربي الجديد)

وفيما إذا كان لدى "جبهة الوفاق من أجل التغيير" (فاكت) والحركات المعارضة التشادية الأخرى استعداد لنزع سلاحها، لإثبات جديتها في التفاوض والتوصل إلى اتفاق سلام، رد جاكو بالقول "ليست الحكومة الجهة التي تنزع سلاح المعارضة، نحن لدينا تصور في هذا الصدد، فنزع السلاح يكون في المرحلة النهائية، عند التوقيع على اتفاق السلام وتشكيل حكومة وبرلمان انتقالي يمثل جميع التشاديين ويمهد لإجراء انتخابات عامة وحكومة منتخبة من الشعب، وتشكيل دولة مدنية حديثة وجيش وطني محترف تكون وظيفته حماية الوطن والدستور، عندها بالتأكيد ستنزع المعارضة سلاحها وتكون جزءاً من الدولة والنظام".

ووجّه جاكو الشكر إلى دولة قطر على استضافتها جلسات الحوار، وقال "نُشيد بدور قطر الإيجابي وحيادها في هذا الحوار، ونحن نريد التأكيد على ضرورة أن تكون ضامناً لأي اتفاق يجرى التوصل إليه بين المعارضة والحكومة التشادية، وأن تقوم بمراقبة تنفيذ الاتفاق حتى النهاية، وأن تدعو دول الجوار والمنظمات الدولية والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لكي يكونوا شهوداً عليه".

يذكر أن "جبهة الوفاق من أجل التغيير" في تشاد، (فاكت) تشكلت في إبريل/ نيسان 2016، أثناء الاستعدادات للانتخابات الرئاسية في تشاد في ذلك العام، بعد انشقاقها عن جماعة متمردة تشادية أخرى هي "اتحاد قوى الديمقراطية والتنمية".

ويرأس "فاكت" مهدي علي محمد، 57 عاماً، وهو مقاتل في صفوف المتمردين قضى وقتاً في المنفى في فرنسا قبل أن يعود إلى ليبيا في 2015. وذكر تقرير من مسح أجرته منظمة "سمول آرمز" في يونيو/ حزيران 2017 أن لديهم نحو ألف مقاتل ومائة مركبة. فيما قالت لجنة خبراء في ليبيا تابعة للأمم المتحدة في تقرير أصدرته في ديسمبر/ كانون الأول 2019 إن الجبهة لديها نحو 700 مقاتل.

وبحسب تقرير لفريق الخبراء الأممي المعني بليبيا الصادر في آذار/ مارس الماضي، تتمركز "فاكت" في جنوب ليبيا قرب الحدود التشادية.

المساهمون